لكل السوريين

اصطياد سمكة الشيطان في بحر بانياس

طرطوس/ سلاف العلي 

ضجت صفحات التواصل الاجتماعي في بانياس وجميع مدن الساحل، بخبر مفاده أن صيادي الأسماك على شواطئ مدينة بانياس في ريف طرطوس، قد تمكنوا من اصطياد سمكة غريبة , وتم عرضها في سوق السمك ببانياس , وقسم كبير من الصيادين لم يعرفوا ما أسمها ولا مدى صلاحيتها للأكل البشري ام لا, وبعد ذلك تعرفوا عليها , وانها تدعى :

سمكة الشيطان، وبعد انتشار صورها التي علق عليها الكثيرون بوصفها لا تشبه بقية أنواع الأسماك، وأنها غريبة عن السواحل السورية.

ان سمكة “Brama brama” أو كما يسميها العامة “الشيطان” ليست نادرة أو غريبة عن المياه السورية، إذ تم رصدها منذ أكثر من 25 عاما في سواحلنا بأحجام مختلفة، وتظهر بشكل اعتيادي بشباك الصيادين.

وتظهر سمكة الشيطان بالعادة بأحجام صغيرة حيث يتراوح طولها بين 25-40 سم بوزن نصف كيلو تقريبا، لكن الغريب في السمكة التي تم اصطيادها اليوم هو اصطيادها بهذا الحجم النادر، حيث تزن تقريبا 2 كيلو غرام، مؤكدا أنها صالحة للأكل.

وان السبب وراء تسميتها بسمكة “الشيطان” إلى اتساع عيونها ووجود أسنان بفمها، والمتعارف عليه , أن الأسماك التي تعيش في العمق تكون عيونها أكثر اتساعا من تلك التي تعيش في أعماق قليلة, لأن الأسماك في الأعماق تتسع عيونها لاستقطاب أكبر كمية ممكنة من الضوء، وهكذا هي سمكة “الشيطان” تعيش على عمق 500 متر تحت سطح مياه البحر.

وكانت سواحل مدينة بانياس قد شهدت خلال الأشهر الأخيرة , ظهور أنواع غير اعتيادية من الأسماك في شباك الصيادين، كسمكة كلب البحر أو مما يطلق عليها الصيادون والعامة تسمية : عويس، بالإضافة لاصطياد أسماك بأحجام ضخمة كسمكة التونا العملاقة التي وصل وزن آخر سمكة ضخمة تم اصطيادها 112 كغ, كذلك في أوائل شهر حزيران 2022 تم اصطياد  سمكة القط البحري السامة مدينة بانياس، وهي سمكة سامة ونادرة الظهور على الشواطئ السورية, وتدعى أيضا سمكة السللور المخطط أو سمكة القط البحري هي من الأسماك السامة, وهي من الأسماك التي تمتلك شوارب في مقدمة وجهها موزعة على ثلاثة في كل جانب، وقد تم تسجيل سمك السللور المخطط (أو سمك القط البحري) لأول مرة في المياه البحرية السورية عام 2014، حيث تم توثيق هذا التسجيل من خلال نشرة علمية في المجلة الأمريكية لعلوم الحياة، حيث تم صيد 6 أفراد من هذه الأسماك السامة من أعماق 20 مترا أمام ساحل مدينة طرطوس , ويعد سمك السللور من الأسماك المهاجرة من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس، ويصل أفراده إلى المياه التركية, يشار الى انه تم توثيق مجموعة كبيرة من السللور المخطط “القط البحري” في المياه المقابلة لشاطئ رأس شمرا على بعد نحو 15 كم شمال اللاذقية وعلى عمق بين 12-16 مترا.

وبعض الأبحاث الميدانية والمرجعية السورية والمنشورة, تبين أن هذه الأسماك الدخيلة تتمتع بقدرة على اللسع وتحتوي على سم مؤذ قد يتسبب في بعض الحالات بالموت، كما أظهرت المراقبة الميدانية أن أفراد هذا النوع لا تعيش منفردة في البحر وإنما تعيش ضمن مجموعات كبيرة يصل عددها إلى المئات في المجموعة الواحدة، وتتخذ من المغائر الصخرية بيوتا أو ملجأ لها، فيما يصل طول السمكة إلى نحو 20 سم.

ومن أعراض الإصابة بسم هذه السمكة عند لدغها للإنسان بأحد أشواكها هو تورم في مكان الإصابة، بالإضافة إلى انخفاض في الضغط، هذيان وتغير في نبض القلب، ويمكن أن يؤدي السم إلى الشلل أو الموت في بعض الحالات.

ومن الضروري أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر في التعامل معها وعدم لمس السمكة أو تداولها حتى بعد موتها بدون وجود قفازات تغطي اليد.