لكل السوريين

تجارة العقارات باللاذقية.. بين مطرقة الأسعار وكثرة العروض وسندان ندرة الطلب

اللاذقية/ سلاف العلي 

ارتفعت أسعار العقارات في مدينة اللاذقية وضواحيها إلى أرقام عالية جدا، نتيجة ارتفاع أسعار مواد البناء المختلفة، من حديد وإسمنت وبلوك، مترافقة مع ارتفاع أجور اليد العاملة، والنقل، إضافة إلى الآثار الفظيعة الجديدة القانونية المتعلقة ببيع وشراء العقارات، والتي حملت شروطا قاسية جدا، مما خلق أثارا سلبية على مجمل حركة السوق العقارية، إضافة إلى ضعف القوة الشرائية.

وهذا ما أدى الى ضعف الطلب على حركة البيع والشراء بالعقارات والالتفات الى حركة الإيجارات، كنتيجة طبيعية لتزايد عدد السكان غير القادرين على الشراء، يضاف إلى كل ذلك، أن قيمة العقارات تختلف حسب الموقع وحسب تجهيزاته.

مراسلتنا في اللاذقية أجرت جولة استطلاعية على أسعار العقارات والإيجارات، والتقت بصاحب مكتب عقاري في مشروع الادخار السكني، يدعى أبو سامر.

وقال أبو سامر “التكلفة تصل لـ مليونين وسبعمائة ألف ليرة، في السنة لمن يريد استئجار منزل، وهذا يعتبر رقما مخيفا، أنا صاحب مكتب عقارات وتصلني طلبات استئجار كثيرة، لكن الأسعار تدفع الكثير للعدول”.

أبو جوزيف، صاحب مكتب عقاري في اللاذقية أيضا، قال لمراسلتنا، “حركة البيع والشراء تكاد تكون معدومة، فأسعار الشقق السكنية عالية جدا، حيث يبلغ سعر الشقة بين الـ 150 والـ 500 مليون ليرة بحسب الاكساء والمساحة، حيث يتراوح سعر المتر بين الـ المليونين ونصف والـ 4 ملايين”.

أما العقارات التجارية فتتراوح أسعارها بين الـ 6 إلى 8 مليون لكل متر مربع، بحسب ما أوضحه أبو جوزيف لمراسلتنا.

وذكر لنا أن حركة البيع متوقفة منذ عدة أشهر، نظرا للارتفاع الضريبي الجديد، وتحويل الشاري نسبة ١٥% من قيمة العقار لحساب البائع عن طريق المصارف، وهذا بحد ذاته يعد مشكلة كبيرة، لأن سقف السحب المصرفي اليومي محدد بمليوني ليرة سورية لا غير.

فارس أبو خالد، قاطن في شارع 8 آذار في اللاذقية، أشار في حديثه مع صحيفتنا إلى أن العقارات السكنية في بعض الأحياء تصل إلى مليار ليرة سورية، لافتا إلى نظام المبادلة “المداكشة” يعد متداول هذه الأيام، حيث أن أغلب المواطنين لا يملكون ثمنا لشراء منازل جديدة، بسبب ضعف القدرة الشرائية.

الإيجارات مخيفة

لم يقتصر ارتفاع الأسعار على البيع فقط، حيث أن المحافظة تشهد هي الأخرى كباقي المحافظات الخاضعة لسيطرة حكومة دمشق ارتفاعا في أسعار الإيجارات.

وقالت أم نجيب، مواطنة من اللاذقية، إن أحياء “الزراعة، الأوقاف، جامعة تشرين” تشهد ارتفاعا كبيرا في أسعار الإيجارات الشهرية، حيث يصل سعر الإيجار الشهري لشقة سكنية مكونة من غرفتين وصالون إلى 500 ألف ليرة سورية كحد متوسط، في حين أن المفروشة تصل لـ 800 ألف بحسب النظافة والمكان.

وبما أن حركة البيع تكاد تكون معدومة، فقد اتجه أغلب المستثمرين لاستئجار بيوت وتأجيرها لمن يرغب بالاستئجار، وأغلبهم من خارج المحافظة، كطلبة وغيرهم.
وتتفاوت اسعار الإيجارات في اللاذقية من حي إلى آخر، وفي حي المشروع العاشر مثلا، تؤجر الشقق السكنية الفارغة، الملبسة حجر، من 400ألف ليرة إلى حد المليون ومائتي ألف ليرة، وفي مساكن الجمعيات، فان ايجار الشقة يتراوح بين ال200 ألف ليرة الى 400ألف ليرة, وفي حي المشروع السابع، يتراوح إيجار الشقق السكنية المفروشة المؤلفة من غرفتين وصالون من 500ألف إلى المليون ليرة في المواقع الجيدة.