لكل السوريين

جدارية شيرين.. يحملها حنظلة ناجي العلي

بعد تشييع الشهيدة شيرين، شيّع مئات الفلسطينيين الشهيد أمجد الفايد الذي قتل برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها لمدينة جنين ومخيمها، حيث دارت مواجهات عنيفة مع الشبان عند شارع حيفا.

وجاب موكب تشييع الشهيد شوارع مدينة جنين وصولاً إلى منزل عائلته حيث ووري جثمانه الثرى بمقبرة المخيم، وسط هتافات منددة بالاحتلال وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني.

كما ألقيت عدة كلمات لفصائل العمل الوطني والإسلامي التي دعت إلى مزيد من الوحدة الوطنية من أجل التصدي لجرائم الاحتلال المستمرة، وإعداماته المتواصلة.

وفي تطور جديد بملف الشهيدة شيرين، أكد النائب العام الفلسطيني في مؤتمر صحافي عقده في رام الله أن شيرين قتلت برصاص جندي إسرائيلي استخدم بندقية قناصة.

وكشفت صحيفة عبرية أن الجيش الإسرائيلي لا ينوي فتح تحقيق بخصوص مقتلها “لعدم وجود اشتباه في ارتكاب جريمة”، وأضافت الصحيفة “كما يبدو فإن هناك سبباً آخر، وهو تقييم الجيش الإسرائيلي لأن استجواب الجنود سيثير جدلاً خطيراً داخل المؤسسة العسكرية والمجتمع الإسرائيلي”.

ولفتت إلى أن “مقتل ابو عاقلة حظي بتغطية واسعة في وسائل الإعلام الدولية، وأدى إلى سلسلة من الإدانات الشديدة للجيش الإسرائيلي وسياسته في المناطق الفلسطينية”.

شيرين تزيّن جدران جنين

عند مدخل مخيم جنين الغربي أو “شارع شيرين أبو عاقلة” كما بات يسمى، انطلق فنانون تشكيليون من المدينة لرسم جدارية تخلّد ذكرى اغتيال شيرين ومسيرتها وسيرتها حية وميتة، وتوحي للمارين والزوار بأنها ما زالت موجودة بصوتها الذي يصدح “هنا فلسطين المحتلة”.

واستنطقوا الجدار الصامت بلوحتهم الفنية “لأيقونة الإعلام وفارسة الصحافة الفلسطينية”.

وحوَّلوا السور الذي اتكأت عليه لتحمي نفسها من رصاص الاحتلال إلى لوحة فنية تؤرخ لاغتيالها.

وبين عمل فني ورسم لصورتها، وتسمية الشوارع والأماكن والمواليد الجدد باسمها، وإطلاق أغنيات لها ومنح دراسية، وعقد مؤتمرات وندوات وتنظيم فعاليات مختلفة، حاول الفلسطينيون تخليد ذكرى شيرين أبو عاقلة.

وزيّنت جدران مخيم جنين جدارية شيرين التي تنبض بالحياة، وتظهر فوق صحيفة يحملها “حنظلة” شخصية  فنان الكاريكاتير الراحل ناجي العلي، وكأنه يتنبأ باغتيال شيرين كما سبق وتنبأ باغتيال العلي نفسه، فالاحتلال يعمل ليكتم كل صوت يفضح جرائمه، كما فعلت شيرين والعلى وكتاب فلسطين وشعراؤها وشهداؤها.

شجرتك بتحميهم

قام عشرات الفلسطينيين القادمين من بيت لحم ورام الله والقدس تتقدمهم عائلة الشهيدة شيرين بزراعة 300 شجرة زيتون في بيت حنينا مسقط رأسها تكريما لروحها.

وانطلقت حملة لجمع تبرعات لزراعة 400 شجرة عن روحها، لكن القائمين على الحملة فوجئوا بإقبال شديد على التبرعات ليصل عدد الأشجار إلى 4 آلاف خلال يومين.

ووزعت 1500 شجرة أخرى على مزارعي البلدة، على أن تستكمل فعالية زراعة الأشجار خلال الأيام المقبلة في كل من مدينة بيت لحم حيث تنحدر شيرين، وفي أرض مجاورة لمكان استشهادها في جنين وفي قطاع غزة، بالإضافة إلى زراعة شجرة زيتون رمزية في جبل الزيتون المطل على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة تخليداً لذكراها.

وقال ممثل منظمة العربية لحماية الطبيعة في فلسطين إن اسم الحملة استوحي من الشجرة التي احتمت بها زميلة شيرين، الصحفية شذى حنايشة، وبالتالي كان اسم الحملة “شجرتك بتحميهم” منسجما مع هذه الرمزية.

هذه الشجرة رمز لوحدة الشعب الفلسطيني، وبقدر ما يهمني أن يبقى اسم شيرين حاضراً، تهمني وحدة الشعب الفلسطيني بكل أطيافه وأحزابه، وستبقى أراضينا شامخة وخصبة ومثمرة بهذه الشجرة المباركة، كما قال شقيق الراحلة.

وتفرق الجمع وبقيت أعلام فلسطين واللافتات التي تحمل صور شيرين وجداريتها وغراس الزيتون الخضراء، تبوح بحب شيرين وعطائها وانتمائها لقضيتها وشعبها وأرضها.