لكل السوريين

أمل دادا: “الهدف الحقيقي لتركيا من التغيير الديمغرافي منع المكون الكردي من طموح الاعتراف بهويته وقوميته وحقوقه المشروعة في سوريا”

حاورتها/ مطيعة الحبيب

 

اعتبرت، أمل دادا، عضو ومنسقة مكتب العلاقات العامة في مجلس سوريا الديمقراطية أن الهدف الأساسي والمستنتج لدولة الاحتلال التركي من عملية التغيير الديمغرافي والذي قد بدأ منذ احتلالها في العام 2018، هو اقتطاع المزيد من الأراضي السورية وضمها بشكل نهائي لتركيا على غرار ما فعل عندما استقطع منطقة لواء الاسكندرون السوري وضمها بشكل نهائي لتركيا.

 

ومنذ بدأ الأزمة في سوريا تدخلت دولة الاحتلال التركي في شؤون سوريا الداخلية عسكريا ودعمت كافة التنظيمات الإرهابية بما فيها تنظيمي جبهة النصرة وتنظيم داعش الإرهابي بشكل مباشر.

 

ولم يقتصر الأمر على دعم الإرهاب فقط، حيث اضطرت للتدخل عسكريا بجيشها وعتادها بعد فشل الفصائل الإرهابية التي كانت تدعمها في تحقيق أهداف أنقرة من التدخل في سوريا.

 

وبدأ التدخل العسكري عبر عملية احتلالية نجمت عنها احتلال مدينة عفرين السورية في العام 2018، والتي أدت إلى تهجير ما يقارب الـ 300 ألف مواطن صوب مخيمات النزوح شمالي حلب.

 

ولم تقتصر عمليات الاحتلال على مدينة عفرين وجرابلس وأرياف حلب فقط، بل أنها في نهاية العام 2019 تمكنت من احتلال مدينتي تل أبيض ورأس العين أقصى شمال شرقي سوريا، وارتكبت فيها انتهاكات بحق الأهالي، وصلت لقصف بالأسلحة الكيمياوية على المدنيين.

واليوم، وبعد أن أيقنت أنقرة أنها لن تستطيع بعد اليوم أن تستخدم اللاجئين السوريين كورقة لتضغط بها على الغرب في حال إدانتها بأي تدخل عسكري سواء في أوربا الشرقية أو في شمال إفريقيا أو حتى في سوريا، ارتأت أن تبدأ بترحيل السوريين على دفعات، لتضرب عدة عصافير بحجر واحد.

 

ويعد الهدف الرئيسي لدولة الاحتلال التركي من عملية الترحيل المزعومة هو إحلال اللاجئين المقيمين في تركيا محل المهجرين الذين هجرتهم من عفرين وتل أبيض ورأس العين، في سعي واضح لإحداث تغيير ديمغرافي على غرار ما فعتله في عفرين عندما بنت مستوطنات لأهالي الغوطة الشرقية ونازحين آخرين من محافظات سورية أخرى وأسكنتهم في منازل أهالي عفرين الأصليين.

 

وعمدت دولة الاحتلال التركي لتغير معالم المنطقة كليا، ضمن سياستها في التغير الديمغرافي من خلال بناء المستوطنات وقطع الاشجار وسرقة الأوابد الأثرية، وهي سياسة اعتمده الاحتلال التركي لفرض سيطرته على المناطق التي احتلها في السنوات السابقة.

 

وحول هذا الموضوع ومواضيع أخرى مرتبطة به، أجرت صحيفتنا حوارا مختصرا مع العضو والمنسقة في مكتب العلاقات العامة في مجلس سوريا الديمقراطية، أمل دادا، وجاء نص الحوار كما يلي:

 

-لطالما ما تعلن تركيا عن استعدادها لشن هجمات احتلالية في سوريا وبالتحديد في شمال شرقي البلاد، ما هو هدف تركيا من الهجمات على مناطق شمال وشرق سوريا؟

 

تواصل دولة الاحتلال التركي التصعيد عسكريا على شمال وشرق سوريا، وهذه التصعيدات اشتدت في الأيام الأخيرة خاصة بعد استهداف عشرات القرى بريف منبج وعين عيسة وكوباني والشهباء، بالإضافة إلى الطائرات المسيرة التي شنت غارات على المنطقة، كان الهدف من كل هذه التصعيدات هو إعطاء وتصور بأن تركيا مازالت تمتلك القوى على إيقاف أي مشروع يمكن أن يكون متصادم مع غاياتها في المنطقة شمال وشرق سوريا، ومن ناحية أخرى فإن تركيا تريد إعطاء إشارة للداخل التركي بسبب الصعوبات الاقتصادية والأزمات الاقتصادية التي تعاني منها، وهبوط الليرة التركية، وهي تخوض معارك وحروب لصرف الأنظار عن هذه الأزمات في الداخل أي بمعنى أخر تقوم بتصدير أزمتها الداخلية إلى الخارج.

 

-التغيير الديموغرافي الذي حصل في مناطق الشمال السوري بعد إعلان تركيا عن بناء 25 ألف منزل وتسليمهما للمهجرين وتصريح الرئيس التركي عن إقامة مستوطنات في الشمال السوري بحجة إعادة مليون لاجئ للبلد والتنسيق الأمني مع حكومة دمشق، على ما ارتكز، وما هو المراد منه؟

 

الاستيطان التركي في الشمال السوري والتغيير الديمغرافي هي سياسة استعمارية قولا واحد، وخاصة بعد تدخلها السافر في عفرين وتحديدا بعد عام 2016، التغيير الديمغرافي الذي يحصل من تهجير السكان وربط المنطقة بتعليم التركي والصحة التركية وإلى آخره أي اتباع سياسة التتريك هي ليست فقط سياسة استعمارية؛ إنما هي عملية دمج وضم استيطاني لمناطق شمال شرق سوريا.

 

يندرج هذا المشروع الأخير المشروع السكني وإنشاءه ما يقارب مئتان وخمسون وحدة سكنية، ودفع أكثر من مليون سوري قسرا لهذه الوحدات السكنية لكي يحولوا هؤلاء المستوطنين إلى حماة للدولة التركية أو ما يسمونه هم معبر سلمي أو معبر سلام عبر وضعهم في منطقة حدودية.

 

الهدف الأساسي والمستنتج من عملية التغيير الديمغرافي هو أولا اقتطاع أجزاء من الأراضي السورية كما حصل في لواء اسكندرون وضمها إلى تركيا، وأيضا خلق من هؤلاء المستوطنين حرس حدود لها كمنطقة أمنة وأيضا منع السوريين من السيادة على أراضيهم والنقطة الأهم هو منع المكون الكردي من أي طموح له للاعتراف بهويته القومية وحقوقه المشروعة في سوريا.

 

-استغلال تركيا انشغال العالم بالحرب الروسية الأوكرانية وشنها للهجمات وبناء المستوطنات في سوريا، هل جاء من محض الصدفة، أم أن تركيا كانت تنتظر هكذا فرصة؟

 

سياسة حزب العدالة والتنمية منذ تسلمها السلطة في تركيا، وهي تنتهج سياسة استغلال التوازنات الدولية والأزمات، وذلك لتمرير مصالحها في الوقت المناسب وبشكل استغلالي وتبرير سياستها التوسعية والاستعمارية.

 

طبعا هناك بعض الأمر السياسية تدخلاتها الخارجية في بغض الدول، وأيضا دفاعها عن القضية الفلسطينية لكي تكسب الرأي الدولي، ورأينا في فترة من الزمن بأنها تتبنا نهج الدفاع عن القضية الفلسطينية والإخوان المسلمين والتي استخدمتهم لفترة من الزمن لتمرير مصالحها، وحينما انتهت مصالحها وأخذت ما تريده انقلبت عليهم وقامة بملاحقتهم.

 

وهناك أمثلة كثيرة ما حدث في التدخل في الشأن الليبي، وأيضا التدخل في اليمن وأرمينيا وأذربيجان، ومؤخرا استغلالها للظروف في الحرب الأوكرانية الروسية وقيامها بهجمات عسكرية واسعة في كل من سوريا والعراق مستغلة، وانشغال الدول الكبرى في الحرب الأوكرانية الروسية، وبالتالي سياسة حزب العدالة والتنمية أصبحت مفضوحة ومكشوفة.

 

هذا ما يؤكد الفشل السياسي لحزب العدالة والتنمية متمثلا بأر دوغان واستغلاله جميع الظروف الدولية لتمرير مصالحهم الاستيطانية، ونشر الفكر الاستعماري في كل بقعة تدنسها أرجلهم، وأصبحت هذه السياسية واضحة وضوح الشمس للجميع.