لكل السوريين

تباين حول التسعيرة الرسمية لأجور معاينة الأطباء غير المنصفة واختلافها بين طبيب وآخر باللاذقية

اللاذقية/ سلاف العلي 

 

يتألم العديد من المواطنين ويمتنعون من الذهاب إلى عيادات الأطباء وذلك بسبب أجور المعاينة التي يتقاضاها كثير منهم، حيث لا تتوفر القدرة على تأمينها لدى غالبية المواطنين، نتيجة الأوضاع المعيشية القاسية جدا في الزمن الراهن, بالرغم من أن التسعيرة الرسمية 750 ليرة سورية وهي غير منصفة  وهناك كلام كثير عن دراسات عديدة من أجل رفعها.

 

طبيب جراحة عامة طلب عدم ذكر اسمه، قال “سمعنا كثيرا عن موضوع الكشفية التسعيرة وبأنها قيد الدراسة المعمقة، على أن تصبح ضمن رقم يناسب جميع الأطباء من جهة، ويكون عادلا للمواطنين من جهة أخرى، ومناسبا للتطورات التي حصلت على الأسعار بشكل عام. وعلى انه في حال وجود أي شكوى تصل للنقابة بمخالفة التسعيرة الحالية تتم معالجتها”.

 

ويضيف “التسعيرة المعمول بها حاليا غير عادلة للأطباء، إذ مازالت 750 ليرة، ولكن لا أحد يعمل بها لأنها غير منطقية وغير مواكبة للظروف القاسية والضاغطة حياتيا والتي مرت على البلد في السنوات الماضية, وعندما يأخذ طبيب تسعيرة مخالفة كثيرا لهذه التسعيرة وبعيدة عن المنطق ترد شكاوى بذلك، وتتصرف النقابة تجاهها بالوقوف إلى جانب مصلحة الشاكي بعد التحقق من الموضوع”.

 

ويتابع “حسب القانون إذا أخذ ليرة واحدة خارجها فهي مخالفة، ولكن عادة يرى المواطن في حال أخذ الطبيب منه 5 آلاف ليرة أو 8 آلاف أو 12 ألفا، أنها منطقية ضمن الظروف الحالية ويكون راضيا, ‏وأما فيما يتعلق ببعض المعاينات التي وصلت إلى 30 ألفا أو أكثر ,فهذه المبالغ بعيدة عن الحقائق، وحسب ما يتم تداوله بين الأطباء, فان الرقم المقترح الذي تدرسه اللجان من النقابات المختلفة ووزارة الصحة، سيكون مقترح له علاقة بخبرة الطبيب وعدد سنوات الخدمة”.

 

طبيب آخر اختصاص داخلية ومختص منذ إحدى عشر سنة, ومعروف, وأكد أن “المرضى يراجعونه بمشافي الحكومة, ويتمنعون من المراجعة بالعيادة, ففي المشافي المعاينة مجانية, ونقوم بكتابة الوصفات كما يجب لجميع المراجعين , خلال نوباتنا بالمشفى , وهي تكون بالساعات الصباحية”.

 

وأشار إلى أنه مقتنع جدا إن بعض أجور المعاينات مرتفعة, ولا يستطيع القسم الأكبر من المواطنين بدفعها , وكذلك هنالك امر اخر يجب أخذه في الحسبان , يتعلق بأن بعض الأطباء يجرون استقصاءات بالعيادة (تخطيط قلب- إيكو – فحص إضافي- تخطيط أعصاب)، مما يعني هذا ان المريض الذي دفع مثلا مبلغ قيمته أربعين ألفا, فهذا لا يعني أنها للمعاينة فقط، بل للمعاينة والاستقصاءات الإضافية.

 

طبيبة أخرى اختصاص توليد وامراض نسائية منذ أكثر من خمسةعشرسنة، أكدت كلام زملائها، لكنها لفتت الانتباه إلى أمر آخر، أن نقابة الأطباء تناقش مع وزارة الصحة وتتابع موضوع التسعيرة بشكل حثيث، وأن هذا الأمر ليس مرتبطا بالوزارة فقط بل بالمالية والوزارات الأخرى، ليكون هناك إجماع على تسعيرة مناسبة للجميع، ويكون الرقم منصفا، ولا ظلم فيه لأحد.

 

وضمن الظروف الحالية يجب عدم مقارنة مهنة الطبيب بأي مهنة أخرى، فمهنته إنسانية وفي جزء منها تحمل شيئا من الأعباء أكثر من البقية.

بدوره أحد الأطباء اختصاص عصبية منذ أكثر من عشر سنوات، ومعروف عنه سمعة حسنة ورؤوفة بالمريض، واذا المريض فقير أو محتاج, في معظم الأحيان لا يأخذ اجرة المعاينة ومن المكن أن يعطيه بعض الأدوية المجانية المتوفرة بعيادته, والتي تأتيه من قبل بعض مندوبي شركات الأدوية.

 

وقد أكد لنا بأن هناك حالات حقيقية يتم فيها استغلال المرضى من قبل الأطباء، لكن لا يمكن تعميم ذلك على الجميع. فهناك الكثير من الأطباء من يتقيد بالأجرة المحددة من قبل النقابة. وهناك من يأخذ أقل منها، مشيرا إلى أن ذلك يعود إلى إنسانية الطبيب نفسه.