لكل السوريين

طقوس الأعياد التي لا زال يحافظ عليها أهالي حلب

حلب/ خالد الحسين 

تُعتبر الأعياد واحدة من أهم المناسبات التي تمر على الأمم، والأمة الإسلاميّة كباقي الأمم؛ لها أعيادها التي تحتفل بها، فالمسلمون يحتفلون بعيدين في العام الواحد هما: عيد الفطر الذي يأتي بعد شهر رمضان المبارك، وعيد الأضحى الذي يأتي في شهر ذي الحجة في فترة تأدية المسلمين لعبادة الحج.

يحتفل كلّ شعب من شعوب العالم الإسلامي بالعيدين بطريقته الخاصة، وفقاً لعاداته وتقاليده وثقافته الخاصة به.

وتشمل طرق الاحتفال بالعيدين أصناف الطعام المقدمة للمهنّئين بالعيد، ولأفراد العائلة الكبيرة المجتمعين معاً لتبادل التهاني، بالإضافة إلى طريقة التجمّع واللقاء، والألعاب التي يلعبها الأطفال، وعادات أخرى كثيرة متوارثة.

وفي سوريا بشكل عام و حلب بشكل خاص فإنّ للعيد معنىً آخر، فحلب كما هو معروف مدينة تمتلئ بالروحانية، وهذه السمة ليست جديدة عليها بل هي سمة مكتسبة أساساً من تاريخ هذه المدينة العريقة والأصيلة.

ووجود عدد كبير من الصالحين والأولياء في كل عصر وزمن على أرض حلب المباركة، وفيما يلي بعض أبرز وأهم ملامح العيد في سوريا وحلب بشكل خاص. العيد في سوريا هناك جزء مشترك في الاحتفال بالعيد بين سوريا وباقي البلدان، ففي سوريا يتم إقامة مساحات كبيرة للأطفال.

حيث تُنصب الألعاب التي تجعلهم يشعرون بطعم العيد ولذّته، كما وتحرص الأسر السوريّة على شراء الملابس الجديدة لأفراد العائلة، فقبل العيد تكتظّ الأسواق التجارية بالمتسوّقين.

وبما أن سوريا تشتهر بمطبخها الذي ليس له مثيل، فقد كانت الأكلات السورية والحلويات حاضرة وبشدة في كافة البيوت السورية، ولكل مدينة سورية أكلاتها وحلوياتها الخاصة بها، ففي المناطق الواقعة في شرق سوريا يتم تقديم المعمول، والأقراص.

أما في حلب فيتم تقديم الكبابيج والتي تُتناول مع الناطف، في حين تُقدّم الأقراص في حمص، هذا عدا عن تقديم الشوكولاتة، والسكاكر للمهنئين في العيد.

أما فيما يتعلق بالطقوس الدينية ، فكما في باقي مناطق العالم الإسلامي ينطلق المسلمون إلى المساجد لأداء صلاة العيد في اليوم الأول من أيام العيد، وبما أنّ في حلب عدد كبير من المساجد التي تعد من أعظم وأهم مساجد العالم الإسلامي.

فإن هذه المساجد تكتظ بالمصلين الذين يتوافدون إليها من كافة الأماكن، من أجل أداء الصلاة فيها في يوم العيد المبارك. ومن طقوس الحلبيين في العيد أيضاً زيارة القبور والدعاء للأموات، والترحّم عليهم، ومن ثم زيارة الأرحام.

إذ يبدأ الرجال بزيارة الأجداد، فالعمّات والخالات، والبنات، والأخوات، كما يقدّم الرجال العيدية للأطفال، والعيدية هي هدية مالية تُفرح الأطفال وتُشعرهم ببهجة العيد وجماله، أما في المساء فتنطلق العائلات إلى المطاعم، والحدائق العامّة، وغيرها من أماكن الترفيه لقضاء الأوقات الممتعة هناك.

ولا تقتصر هذه العادات والتقاليد الاجتماعية التي لا تزال سارية حتى اليوم على محافظة حلب وأريافها فقط، وإنما تمارس أيضا في بعض المحافظات السورية الأخرى، إلا أن لكل محافظة طقوسا في الأعياد خاصة بها.

واعتاد السوريون قبل بدأ الأزمة التي تجاوزت عامها الحادي عشر على الاحتفال في المناسبات الدينية ولا سيما الأعياد، كعيد الفطر السعيد وعيد الأضحى المبارك.

وعلى الرغم من نزوح عدد كبير من السوريين لخارج البلاد إلا أنه حتى اللاجئين المقيمين في دول الجوار كالأردن ولبنان وتركيا لا يزالون يمارسون هذه الطقوس، وإن كانت بشكل أقل عما كانوا يمارسونه في سوريا قبل بدأ الحرب الطاحنة.

الحدث الأبرز كان خلال هذه الأعياد هو تبادل التهاني والتبريكات وكثرة الزيارات سواء بين قاطني الأرياف أو قاطني المدن.