السويداء/ لطفي توفيق
تجدد الحراك الاحتجاجي في بلدة المزرعة بريف السويداء الغربي، وشارك العشرات في الوقفة التي أقيمت أمام النصب التذكاري لشهداء الثورة السورية الكبرى.
وجدد المحتجون التنديد بسياسات السلطة، وأكدوا على التمسك بالمطالب التي أعلنوها في الوقفات السابقة.
وكانت مدينة السويداء قد شهدت توترات ومواجهات بدأت باعتداء حاجز تابع لأمن الدولة على أحد المواطنين، فهاجمت عناصر من فصيل محلي مسلح الحاجز بالأسلحة الرشاشة مما أدى لإصابة عنصرين بجروح طفيفة.
ودفعت الأجهزة الأمنية بتعزيزات كبيرة للحاجز قرب بلدة قنوات شمالي السويداء، قابلتها البلدة باستنفار فصائل محلية.
وفي مدينة السويداء، تجولت جماعات أهلية على نقاط التفتيش الأمنية، وحذرت عناصرها من مغبة الاستفزازات، وطلبت منهم الانسحاب من الطرقات الرئيسية، ولكن النقاط لم تنسحب، بل قامت بتعزيز مواقعها في النقاط التي انتشرت فيها.
وسعت وساطات اجتماعية للتهدئة، وتواصلت مع الجماعات الأهلية والأجهزة الأمنية التي قالت إن انتشارها يهدف لملاحقة الخارجين عن القانون.
احتجاجات وقطع طرق
قطعت مجموعات أهلية من بلدة المزرعة طريق البلدة بالإطارات المشتعلة اعتراضاً على زيارة محافظ السويداء وأمين فرع الحزب إلى البلدة للاجتماع مع فعاليات اجتماعية وحزبية فيها.
ورفض شباب البلدة إجراء الاجتماع وقالوا إن المطلوب توفير مستحقات الأهالي قبل أي زيارة.
وقال أحد شباب البلدة “لا نريد شعارات عن الصمود والتصدي، إما تأمين احتياجات الناس أو ليس لكم مكان بيننا”.
وحذّر أبرز التشكيلات المسلحة في البلدة من إجراء الزيارة وقال “عليكم تأمين مستلزمات المواطن الأساسية من أدنى مستحقات الحياة قبل أن توزعوا سمومكم عبر زياراتكم المشبوهة”.
وفي قرية بوسان بالريف الشرقي للمحافظة، أشعل الأهالي إطارات السيارات على الطريق العام احتجاجاً على “تردي الخدمات وعدم الاهتمام بالقرى وتركها دون تأمين مستلزماتها الأساسية.
وذكرت مصادر من المنطقة أن عدم وجود وقود للتدفئة، وانقطاع الكهرباء المستمر في ظل الظروف الجوية الصعبة، أدى لاحتجاج أهالي القرية.
إجراءات أمنية جديدة
وكانت الأجهزة الأمنية قد اتخذت إجراءات جديدة، من خلال نشر نقاط أمنية مؤقتة على طريق الجبل، في مدخل السويداء الشرقي، وعلى دوار العنقود ودوار الكوم، في المدخلين الجنوبي والشمالي للمدينة، إضافة إلى نقاط التفتيش المكثفة داخل المدينة. وتضم نقاط التفتيش المؤقتة قوى مشتركة من الفروع الأمنية وقوى الأمن الداخلي، معظمها من التعزيزات التي قدمت من دمشق بعد الاحتجاجات الشعبية بالسويداء، وتؤازر تلك القوى دوريات من فصيل الدفاع الوطني المحلي.
وأجرت هذه النقاط تدقيقاً على هويات المارة في أوقات وأماكن معينة، مما يشير إلى وجود أسماء محددة تبحث الأجهزة الأمنية عنها.
وأشارت أجهزة الأمن إلى أن الإجراءات الجديدة تهدف لملاحقة أشخاص محددين من المتورطين بجرائم الخطف والقتل.
يذكر أنه يتنامى شعور لدى أهالي السويداء بوجود جهات تدفع الأوضاع إلى الانفجار فيها، في ظل وضع معيشي وخدمي كارثي، وغياب الثقة بين الناس والسلطة بعدما تحللت من واجباتها ومسؤولياتها تجاههم، وما تزال تهددهم بالحملات الأمنية، ولا تحاول فعل أي شيء يتعلق بتأمين الحد الأدنى من طلباتهم الحياتية المشروعة.