لكل السوريين

“مرتزقة عابرين للقارات”.. من ليبيا إلى مالي إلى أوكرانيا، محاولات تجنيد سوريين للقتال في أوكرانيا وعمليات النصب محتملة

منذ إعلان الرئيس الروسي السماح بمشاركة متطوعين من سوريا والشرق الأوسط، في غزو اوكرانيا، يبحث الطامحون إلى تحسين ظروفهم المعيشية عن سبل لتسجيل أسمائهم بين المتطوعين في ظل الضائقة الاقتصادية التي تشهدها سوريا.

ومع انتشار الشائعات عن فتح باب التطوع في السفارة الروسية بدمشق، أو عبر شعب التجنيد، أو مراكز تسجيل رسمية في المحافظات، لا توجد آلية رسمية لتسجيل المتطوعين حتى الآن.

حيث نفت السفارة الروسية، وشعب التجنيد أنباء تسجيل المتطوعين من خلالها.

ولكن بعض الشركات الأمنية فتحت باب التسجيل خلال الأيام الماضية، فاتجه الراغبون بالتطوع أملاً بالرواتب الشهرية المغرية، إلى شركات ساهمت سابقاً بعمليات التجنيد لصالح القوات الروسية في ليبيا.

ووفق رواية “شركة الصيّاد لخدمات الحراسة والحماية” يشترط أن يتمتع المتطوع بخبرة عسكرية ويكون قد شارك في عمليات قتالية سابقة.

في حين يشير أحد وكلاء الشركات الأمنية الوسيطة بين المقاتلين السوريين والقوات الروسية، إلى أن هذه القوات لم تبلغهم حتى الآن بأي تعليمات جديدة لفتح باب التجنيد إلى أوكرانيا.

عمليات نصب محتملة

ومع أن الشركات التي فتحت باب التسجيل لم توضح شروط عقود العمل في أوكرانيا، مثل قيمة الراتب الشهري، وطبيعة التعويضات في حالة الإصابة أو الموت.

لكن أحد مندوبي هذه الشركات يطلب تصريحاً خطياً من الراغبين بتسجيل أسمائهم، وحضور أحد أفراد عائلتهم عند التسجيل، لأن “الأمر هذه المرة يختلف عن ليبيا، فالمهمات قتالية في أوكرانيا”.

ويطلب بعض المندوبين مبلغاً مالياً بحدود خمسين ألف ليرة سورية، من كل شخص يرغب بالتسجيل، ويقدّم معظم المندوبين وعوداً برواتب تصل إلى ثلاثة آلاف دولار شهرياً.

وقد دفع هذا المبلغ الكبير الكثيرين إلى التشكيك بالأمر، والتخوّف من قيام بعض المندوبين بعمليات نصب على غرار العمليات التي حصلت عند إعلان السفر إلى فنزويلا العام الماضي.

وذكر شاب سجل اسمه عن طريق مندوب من ريف دمشق، كان قد سهل له السفر إلى ليبيا العام الماضي، أنه دفع للمندوب المبلغ المطلوب، فوعده بصدور موافقات السفر خلال أيام.

وحول مهمته الجديدة قال الشاب إنه لا يدرك أسباب وخلفيات الحرب في اوكرانيا، لكنه يسمع عن رواتب مغرية ستقدمها القوات الروسية.

من ليبيا إلى مالي

‏منذ مطلع الشهر الجاري عاد مئات المقاتلين السوريين الذين جندتهم روسيا في ليبيا على عدة دفعات، ولم ترسل دفعات جديدة بدلاً من العائدين كما جرت العادة.

وقال أحد العائدين إنه أمضى سبعة أشهر في ليبيا برفقة 300 مقاتل سوري، وكانت مهامهم تقتصر على حراسة منشآت تخضع لسيطرة القوات الروسية، ولم يخوضوا أي عمليات قتالية. وأشار إلى أن القوات الروسية سلمتهم مستحقاتهم في قاعدة حميميم باللاذقية، ولم تقدم أي عرض لأي منهم للسفر إلى أوكرانيا.

ولكن أحد العائدين من ليبيا أشار إلى قرب تسجيل قوائم جديدة من المقاتلين المتطوعين السوريين لإرسالهم إلى مالي بالقارة الأفريقية.

وبهذا الاتجاه ذهبت بعض الشركات الأمنية حيث تحدثت عن إرسال مقاتلين سوريين إلى مالي نهاية شهر نيسان القادم.

يذكر أن الرئيس الروسي أعطى الضوء الأخضر لاستقبال متطوعين سوريين للقتال في أوكرانيا، وأعلن الكرملين أنه “سيسمح للمقاتلين من سوريا ودول الشرق الأوسط القتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا”.

وأكد أحد المسؤولين الأمريكيين أن روسيا جندت مقاتلين سوريين على أمل أن تساعد خبرتهم في حرب العصابات على القتال في العاصمة كييف الأوكرانية للسيطرة عليها.

ونقلت صحف أمريكية عن المسؤول الأمريكي قوله إن عدد المقاتلين الذين تم تجنيدهم غير معروف لكن بعضهم موجود بالفعل في روسيا، ويستعدون لدخول المعارك في أوكرانيا.

وعلى الجانب الآخر اتهمت موسكو الولايات المتحدة الأمريكية بتجنيد سوريين للقتال في أوكرانيا ضد القوات الروسية وبدأت بتدريبهم في قاعدة التنف شرقي سوريا.