لكل السوريين

الخضروات والفواكه تُباع ‘بالحبة’ في أسواق مدينة حلب

حلب/ خالد الحسين 

وسط عجز واضح للحكومة السورية عن ضبط أسعار المواد الأساسية في أسواق البلاد، وتزامنا مع الأزمات المعيشية التي سببتها دمشق بعد قرار رفع الدعم، لجأت شريحة واسعة من العائلات الحلبية إلى شراء الخضار والفاكهة بـ“الحبة” تزامنا مع القفزة غير المسبوقة في أسعارها.

الإقبال على الشراء تراجع بشكل كبير خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك تزامنا مع ارتفاع الأسعار بنسبة بلغت 40 بالمئة للعديد من الأصناف، مقارنة بأسعار الشهر الماضي.

ومن خلال جولة’ للسوري ‘ في أسواق مدينة حلب فقد وصل كيلو البطاطا إلى 2500 ليرة سورية، وكيلو الكوسا تراوح بين 3500 و5000 ليرة والباذنجان بين 1700 و3000 ليرة والفاصولياء بحدود 5000 ليرة، والليمون بعضه بسعر 1200 ليرة ونوع آخر بسعر 2000 ليرة، وكذلك الحشائش ارتفعت أسعارها فربطة البصل والفجل وجرزة البقدونس والنعناع وغيرها وصلت أسعارها إلى ألف ليرة تقريباً، وكيلو الفليفلة الخضراء بين 3000 و4000 آلاف ليرة، أما الفاكهة فكيلو الموز البلدي يزيد على 4000 ليرة ويصل إلى 5 آلاف والفريز 4500 ليرة والتفاح يتراوح بين 1800 و3500 ليرة والجزر بـ 1500 ليرة وسطيا“.

وباتت أسعار الخضار الفواكه هماً جديداً في رحلة أي مواطن سوري للحصول على المواد الأساسية اليومية، وذلك لارتفاع أسعارها بشكل دوري.

وقال ‘معاذ حسن’ وهو رب عائلة مكونة من خمسة أفراد في مدينة حلب، إن الأسعار لم تعد مقبولة حتى لأبسط المواد وهي الخضار التي يجب تخصيص نصف الراتب لها لتتناسب مع الأسعار.

ويضيف حسن: “الارتفاع صار شبه يومي، ربع كيلو خيار اشتريت من يومين.. كيلو الخيار بس بـ 2000 ليرة، إذا الخضار وهيك أسعارها كيف العائلة بدا تعمل طبخة، أقل طبخة ليوم واحد صايرة عم تكلف ربع راتب موظف حكومي“.

من جهتهم برر تجار الخضار والفاكهة في حلب ارتفاع الأسعار، بقلة فرص الحصول عليها من مصدرها بسبب الأمطار، فضلا عن ارتفاع أجور النقل الذي ساهم أيضا برفع أسعار الخضار والفاكهة.

وأكد من جهته الحاج ‘ محمد الخياط’ وهو تاجر في سوق الهال بحلب أن أسباب الارتفاع الحاصل على أسعار الخضراوات جاءت بسبب زيادة الطلب عليها، “إضافة للمتغيرات المناخية وصعوبة قطاف الخضراوات بسبب الأمطار خلال الفترة الماضية بكميات كبيرة، لافتاً إلى أن رطوبة الأرض المزروعة وعدم القدرة على جني بعض الخضار ومنها البطاطا، أديا إلى انخفاض كمياتها في الأسواق وبالتالي ارتفاع أسعارها كما ارتفعت أسعار الحشائش والبندورة والخيار“.

كذلك أوضح التاجر الأخر ‘ محسن السعيد ‘ أن سبب ارتفاع أسعار المواد في الأسواق خلال الفترة الحالية، يعود بالدرجة الأولى إلى ارتفاع أسعار مصادر الطاقة مثل المازوت والكهرباء التي ارتفعت أسعارها بمعدل 10 أضعاف إذ أن الذي كان يدفع 40 ألف ليرة في الدورة أصبح يدفع 400 ألف ليرة.

وتتصاعد وتيرة الأزمة الاقتصادية في سوريا، بالتوازي مع الانتقادات اللاذعة للحكومة إثر قرار رفع الدعم عن مئات الآلاف من العائلات السورية، القرار التي تتوالى ردات الفعل عليها بشكل يومي.

وفتح قرار إلغاء الدعم الذي أصدرته الحكومة مطلع الشهر الجاري، أبواب ارتفاع الأسعار في كل السلع الاستهلاكية، بما فيها الخضار والفواكه، ودون أي تدخل من قبل الحكومة والمؤسسات المعنية بتنظيم الأسعار وتحديدها.