لكل السوريين

علاء الدرويش: لفت الأنظار فاصطاده الكبار، كرة اليد السورية في تراجع مستمر!

الدرويش: تدرَّج في فئات نادي الشباب العُمرية.. وكان مثالاً يُحتذى لعباً وأخلاقاً

 

  كتب ـــ عبد الكريم البليخ 

للنجومية عنوان وعنوان كبير، كما يقول العارفون في السلوك الإنساني، وإذا ما حاولنا إلقاء الضوء حيال واقع لعبة كرة اليد في الرّقّة والعشق غير العادي الذي يتحلى به جمهورها العريض في هذه المدينة الفراتية، على وجه التحقيق، فإنّ الصورة صارت واضحة وليس بحاجة للتعريف بها، أو الإشارة إليها.

وكرة اليد كانت وستبقى لها لونها وطقوسها الاحتفالية الخاصة بها، كما أنَّ لها ممارسيها ولاعبوها الندّيون الذين أعطوا بصمت، وبذلوا حيالها المزيد من الوقت والجهد والعرق حتى تمكنوا وبجهد فردي من الوصول إلى النجومية التي يستحقون. والرّقة، والكل يعلم، تحتضن عدد وافر من نجوم اللعبة، وأثبتوا فعّاليتهم ورفدوا المنتخب الوطني بالعديد منهم، وما زالوا وإلى اليوم، وبرغم الظروف الحالية التي تمر بها سورية، والحرب الضروس التي غيرت الكثير من المفاهيم لدى العامة!.

وإذا كانت كرة اليد السورية قد فقدت مجموعة لا يستهان بها من لاعبيها المرموقين القدامى، أيام أحمد عربشة، خلف الرملة، مهدي وهاني أبو الهدى، أحمد شعيب، طلال ناصر آغا، عدنان خرابة وآخرين كثيرين فإنها اليوم، لا تزال تحتضن العديد من النجوم الشباب الموهوبين، الذين أعطوا من عرقهم وجهدهم الشيء الكثير لهذه اللعبة.. التي آثرت طريقها النيّر، بمواهب شابة كانوا دائماً مستعدين لكي يكونوا القدوة الحسنة والمثالية لصغار الغد وجيل المستقبل.

ومن بين هؤلاء النجوم الذين برزوا وكان لهم حضورهم ومكانتهم، وأحسنوا استثمار جهدهم وعرقهم حتى وصلوا إلى المكانة التي تناسب الجهد والأرق الذي بذل، اللاعب المخضرم النجم علاء الدرويش، الذي تدرّج في صوف فئات نادي الشباب العمرية من الصغار مروراً بالأشبال فالناشئين فالشباب، ومن ثم التحاقه في صفوف الفريق الأول للنادي، فضلاً عن اختياره ضمن المنتخب الأول.

علاء الدرويش، اسم ليس بغريب في عالم كرة اليد، وهو الذي زيّنت ملاعب كرة اليد، ومنذ الصغر بإسمه، وشارك في بطولات مدارس المحافظة، ونجح في ممارسة هذه اللعبة التي شغف بها، وأعطاها الكثير من وقته وجهده، واستطاع من أن يحقق لشخصه ولناديه الشباب الذي كان رصيده في بطولة الدوري العام لأندية الدرجة الأولى الفوز ولمرتين في أعوام 2006 ــ 2007، و2008 ــ و2009، كما حل وصيفاً في بطولة دوري اليد 2005 ــ 2006، و2009 ـــ و2010، وبخبرة لاعبيه استطاع الفوز ببطولة كأس الجمهورية باليد في عام 2009 بفوزه على نادي النواعير الحموي، وبفارق هدف وحيد 26 ــ 25، وفي العام 2010 تمكن من الفوز وللمرة الثانية بالبطولة بتغلبه على نادي النواعير أيضاً وبفارق هدف 20 ــ 19.. أضف إلى أن النادي حل وصيفاً في بطولة الجمهورية في أعوام 2005، 2006، و2007.

فاللاعب علاء الدرويش، كان مُبرّزاً من بين مجموعة من الشباب سبق أن مثلت النادي في حينها، وكان لحضوره الملفت تاريخ بحد ذاته، استطاع مواكبة عدد متميز من نجوم الزمن الجميل للعبة، نذكر منهم المرحومين خالد شويخ، ياسين حمزة، بسام رجب، ياسين العبد العمر، “أبو حمود”، أضف إلى اللاعبين فهر الرحبي، عبود السعيد، ولفيف من المتميّزين.

كان للنجم اللامع علاء الدرويش حضوره اللافت في جميع المباريات التي كان يخوضها نادي الشباب بنجومه الكبار، وبصورة خاصة عندما يلاقي المتميزين من لاعبي جاره الفرات سواء في نطاق دوري كرة اليد، أو في بطولة كأس الجمهورية، وحتى في اللقاءات الودية التي كانت تجمع العملاقين الفرات والشباب، وهما الناديان المتفرّدان ليس في الرّقة فحسب وإنما على مستوى الجمهورية، وما يشكلان من حضور في لقاءاتهما وتحديهما للأندية التي تمارس لعبة كرة اليد، وبصورة خاصة الأندية الحموية كالجماهير والطليعة، وأندية دمشق كالجيش والشرطة، وأندية اليقظة والفتوة من دير الزور، وحطين من اللاذقية،  والشعلة من درعا، وغيرها من الأندية السورية العريقة التي كانت تشارك في بطولة الدوري العام للعبة.

وبعد كل هذه النقلة المتفرّدة في حياة نجم كرة اليد علاء الدرويش، ودوره الفاعل والنشط المميز في هذه اللعبة، والمكانة التي كان يَحظى بها، ناهيك بالجمهور العريض العاشق للعبة والتي كان يقف وراء نجاحها وتميّزها، وتشجيعه لها، لأنه وبصراحة يعد من اللاعبين الكبار، وكان يكفي حضوره الذي يدل على أنه كان من أفضل اللاعبين في مجموعة نادي الشباب في عصرها الذهبي أسوة بغيره من النجوم المعروفين حينذاك.

وفي العام 1992 غادر علاء الدرويش مدينة الرّقّة، والتحق بتدريب نادي “بني ياس” الرياضي في الإمارات العربية المتحدة، كمدرب لفئة الناشئين، ومساعد مدرب للفريق الأول في النادي.

كما عمل الدرويش في تدريب فريق نادي الجزيرة، ولعب في بطولة شركات “أدنوك” التي يتواجد فيها خيرة اللاعبين من الوطن العربي. ويعمل في الوقت الحالي كمدرس تربية رياضية وحكم كرة يد درجة أولى، بالإضافة إلى تدريب فرق نادي أبو ظبي كمدرب كرة قدم منذ عام 2008، والفريق في الوقت الحالي يتصدر الفرق في أبو ظبي ولأكثر من مرة، إضافة إلى مشاركاته القيمة في كافة الدورات التدريبية المحلية والدولية داخل الإمارات وخارجها، وجعبته في ذلك غنية جداً..ناهيك بالمحاضرات التي يعدها ويلقيها على عشاق لعبة كرة اليد، وباستمرار..

عن مشواره الرياضي في مجال لعبة كرة اليد قال:

لعبت ضمن صفوف نادي الشباب الرياضي، الذي أعتزّ به دائماً، ولعبت في بطولة مدارس المحافظة للمرحلة الابتدائية، فاختارني المدرب محمد المصطفى كأفضل لاعب. وفي عام 1976 فزنا ببطولة سورية لفئة الصغار، والفئات التي لعبت بها: الصغار، الأشبال، الناشئين، الشباب، الرجال، ومنتخب المحافظة، واخترت ضمن تجمع المنطقة الشمالية للمنتخب الوطني الذي شارك في دورة البحر الأبيض المتوسط التي احتضنتها مدينة اللاذقية في عام 1987.

ـ أفضل المباريات التي لعبتها، وبالتالي شاهدتها:

أفضل مباراة لعبتها كانت ضد نادي الجيش والاتحاد في موسم العام 1985، وأفضل مباراة شاهدتها كانت بين نادي الخليج السعودي، ونادي التسويق الجزائري، في بطولة الأندية العربية العاشرة التي جرت في دمشق.

ـ من خلال مبارياتك العديدة التي خضتها، شاهدنا لك العديد من الأهداف الجيدة والملفتة التي نالت إعجاب الجماهير ـ جماهير وعشاق لعبة كرة اليد ـ ما هي أفضل هذه الأهداف؟

أفضلها كان على نادي الفرات المنافس التقليدي للشباب ضمن مباريات الدوري العام، وهذه المباراة لن أنساها وسجلت فيها 21 هدفاً، وكان يلعب إلى جانبي في وقتها المرحومين بسام رجب، ياسين العبد العمر “أبو حمود”، والرائع عبود السعيد، عبد الشعيبي، وطلال المعيدي، فهر الرحبي، باسل الحمادة، وناصر خلو، وكان حارس مرمى نادي الفرات المتميز عدنان شاهين، فضلاً عن مباراة نادي الشباب مع الشرطة الدمشقي.

ـ ما هي أفضل الأندية التي رأيت فيها مستوى لائقاً، وهي جديرة حقاً بأن تحتل لواء زعامة كرة اليد على المستوى المحلي والعربي؟

طبيعي أن نادي الجيش السوري كان من أفضلها، أضف إلى أندية الفرات والجماهير الحموي، وعلى الصعيد العربي فقد نال إعجابي فريق نادي الخليج بطل السعودية.

ـ لعبت مع فرق متعدّدة، سواء في ناديك الشباب، أو مع منتخب المحافظة، من هم برأيك أفضل النجوم المبرّزين السوريون الذين كنت تجد فيهم زعامة تمثل المنتخب الوطني، سواء في مجال المباريات الدولية القادمة، ضمن استعداد لتشكيل المنتخبات الوطنية، ومن ضمنها تشكيل لاعبو هذه اللعبة للاشتراك وقتها في دورة البحر المتوسط التي احتضنتها سوريا في عام 1987، أو ضمن تمثيل المنتخب في لقاءات ودية أخرى.. ومن بين هذه النجوم أذكر نزار الملك، مروان الحسين، تمّام علواني، عبود شعيب، بسام رجب، عبود السعيد، عصام مشرف، هشام مسالمة، عماد عوير، تمّام السيد أحمد، فهر الرحبي، غالب زرزور، ولحراسة المرمى عمر الحاج خضر، وفهد الوكيل.

ـ لا بد، بأن وراء أي لاعب قدير ومجتهد، مدرب نشيط وناجح، هل بالإمكان أن نعرف ما هو المدرب الذي كان وراء نجاح وتميّز علاء الدرويش؟

المدرب الذي له الفضل عليَّ هو المدرب محمد المصطفى، وكذلك المدربان: عبد الله الجاسم ومحمود عبد الكريم.

ـ من هو اللاعب الذي ترتاح اللعب بجانبه أثناء المباريات التي تخوضها؟

أرتاح للعب داخل الملعب إلى جانب كل من المرحومين بسام رجب، ياسين عبد العمر “أبو حمود”، إضافة للاعب عبود السعيد من فريق رجال نادي الشباب.

ـ ما هو الرقم واللون المفضل؟

اللون الأحمر، والرقم “8”.

ـ ما هي أهم النصائح التي يمكنك إسدائها للاعب ناشئ، كي يكون ناجحاً ومتمكناً في المستقبل؟ وهل هناك وجوه ناشئة يمكننا الاعتماد عليها مستقبلاً؟

أهم شيء يجب أن يحتذي به اللاعب الناشئ، هو الالتزام بالتمارين، وإطاعة المدرب بالدرجة الأولى، وهناك العديد من النجوم في الوقت الحالي يمكن أن يكون لهم مستقبل مشرق بالنسبة لكرة اليد السورية في حال اتيحت لهم المشاركة في اللقاءات الخارجية، والاهتمام بهم الاهتمام الذي يليق بمستوى واسم كرة اليد السورية.

ـ كيف ترى مستوى كرة اليد السورية اليوم، وهل ترى أن مستواها السابق أفضل مما هو عليه اليوم؟

عن مستوى كرة اليد في السابق، أفضل من الآن، وأتمنى أن يتحسّن مستواها، فالإمكانات كثيرة واللاعبون متواجدون.. فلماذا إذاً نجدها، قد تراجع مستواها، ويجب العمل على تلافي العقبات التي حدّت من تطورها وتراجعها على الرغم من المتابعة الحثيثة من قبل جماهيرها الغفيرة التي تتابع أنشطتها وباهتمام كبير.

بقي أن نذكر أنه تم تكريم اللاعب علاء الدرويش ولأول مرة من قبل رئيس نادي الشباب المهندس نجم الهلال.. ويرجو الله أن يوفق أولاده عبد الله وحسان في دراستهم الجامعية في كلية الهندسة، وأن تكمل ابنته ليندا تعليمها الدراسي.

نجومية علاء الدرويش، وغيره من لاعبي نادي الشباب، والرّقة بصورة خاصة تركت أثراً لا يمكن أن ينسى، ولا يمكن لأحد من أن يغفل عنه.

وفي نهاية هذه الإطلالة ما لنا إلّا أن نقول: بوركت السواعد التي أنجبت أمثال هذا النجم وغيره من نجوم لعبة اليد في الرّقة الذين برزوا في ميدان هذه اللعبة، ونجحوا في خوض هذه التجربة التي أثمرت نجاحاً لافتاً.