لكل السوريين

تعزيزات عسكرية بريف حمص الشرقي.. تحضيراً لتمشيط البادية السورية

حمص/ بسام الحمد 

أفادت مصادر في حمص بوصول رتل عسكري قوامه أكثر من المئة مقاتل من “لواء الباقر” المدعومة من إيران، الأربعاء الماضي، إلى أطراف منطقة السخنة بريف حمص الشرقي قادماً من منطقة معامل الدفاع في حلب.

ويضمّ الرتل العسكري مقاتلين من الجنسية العراقية التابعة للواء الباقر، إضافة لخمسة وعشرين سيارة نوع بيك أب مزودة برشاشات حربية ثقيلة ومتوسطة، بالإضافة لثلاث سيارات نوع زيل محملة بالذخيرة الحربية.

وبحسب ناشطون أن هذه الدفعة تعتبر الأولى من نوعها، ومن المفترض أن يليها رتلين آخرين في غضون أسبوع، وتهدف التعزيزات العسكرية للألوية الإيرانية للمشاركة بعملية تمشيط البادية السورية التي تمّ الإعلان عنها منتصف شهر كانون الأول الفائت من جهة، وتعزيز وجود القوات المدعومة من قبل إيران بريف حمص الشرقي من جهة أخرى.

يشار إلى أن القوات المدعومة من قبل إيران عززت وجودها العسكري في ريف حمص الشرقي مع نهاية العام 2021 الماضي، حيث شهدت المنطقة الأثرية في مدينة تدمر قدوم تعزيزات عسكرية جديدة للحرس الثوري، بينما فرض لواء فاطميون الأفغاني سيطرته شبه المطلقة على منطقة السخنة، في حين توزع مقاتلو حزب الله اللبناني في عدد من النقاط ضمن منطقة مهين الاستراتيجية.

وجلبت القوات الرديفة للجيش السوري والمحسوبة على كل من إيران وروسيا تعزيزات عسكرية ضخمة من دير الزور إلى مواقعها في منطقة السخنة ومحيطها (مثل جبل الأبتر وجبل أبو دلة وأبو الرجمين) شرق حمص.

وتضم التعزيزات أكثر من 400 عنصر وآليات عسكرية مصفحة وسيارات مزودة برشاشات ثقيلة ومتوسطة، فيما يبدو استعداداً لإطلاق عملية عسكرية جديدة ضد “داعش” في بادية حمص، وسط البلاد.

وعززت القوات الروسية مواقعها بمحيط مدينة تدمر ومنطقة السخنة بعدد من الآليات، بينها مدرعات وناقلات جند، بالإضافة إلى عدد كبير من عناصر “فاغنر”، وعدد من عناصر (الفرقة 25) المدعومة من روسيا، معتبراً أن ذلك يأتي بهدف المشاركة إلى جانب القوات الموالية لإيران في العملية المرتقبة ضد “داعش”، بحسب المصادر.

ومن المتوقع أن تنطلق في غضون الأيام القليلة عملية عسكرية واسعة لمطاردة فلول “داعش” عبر 3 محاور كمرحلة أولى، وتشمل تطهير المنطقة الممتدة من ريف حلب الجنوبي (مسكنة وخناصر) مروراً بمنطقة (أثريا ومحمية الغزلان) شرقي حماة، وصولاً إلى منطقة السخنة شرقي حمص، والتقدم نحو منطقة حقول النفط جنوب مدينة الطبقة ومنطقة الرصافة جنوب غربي محافظة الرقة، وذلك عقب تدريبات عسكرية برية خضع لها عناصر التشكيلات المشاركة في العملية المرتقبة، ومناورات جوية وبرية شاركت فيها طائرات مروحية وحربية روسية وأخرى سورية، لملاحقة فلول التنظيم أثناء البدء بالعملية العسكرية.

وبعد الانتهاء من تطهير باديتي حماة وحمص من فلول تنظيم داعش، من قبل الجيش السوري والقوات الروسية والقوات الموالية لإيران، سيتم التجهيز لعملية عسكرية لاحقة من شأنها تطهير المناطق الواقعة بين مناطق السخنة وتدمر ودير الزور والرقة، وصولاً إلى الحدود السورية العراقية بمشاركة عدد كبير من طائرات الاستطلاع للقضاء على داعش من كل البادية السورية.

وتنتشر في منطقة سلمية بريف حماة الشرقي، إن أعداداً كبيرة من عناصر الجيش السوري وعناصر من لواء “القدس” الفلسطيني، ترافقها آليات مزودة برشاشات ثقيلة، وصلت مؤخراً إلى منطقة السعن شرقي حماة، استعداداً للمشاركة في العملية المرتقبة ضد “داعش”.

وتزايدت وتيرة هجمات تنظيم داعش على المواقع العسكرية للجيش السوري والألوية الإيرانية في باديتي حماة وحمص خلال الآونة الأخيرة، واستهدافه للقوافل البرية للجيش السوري على طريق خناصر – أثريا وطريق الرصافة – الرقة – حماة، أسفر عن مقتل وجرح أكثر من 200 عنصر، بالإضافة إلى تدمير عدد من الآليات العسكرية والصهاريج بالأسلحة الرشاشة والصواريخ، وذلك رغم كثافة الغارات الجوية للمقاتلات الروسية على المواقع التي يشتبه في اختباء خلايا داعش فيها.

وهاجم التنظيم الإرهابي خلال الفترة الأخيرة 8 مواقع عسكرية تتبع لإيران في منطقة السخنة شرقي حمص، كما شن 4 هجمات مباغتة استهدفت مواقع وسيارات عسكرية للجيش السوري على طريق أثريا – حلب، وترافق ذلك مع هجمات مماثلة استهدفت 3 مواقع تابعة للواء (فاطميون) الأفغاني في منطقة الطيبة والكوم والكدر شمال شرقي مدينة تدمر في بادية حمص.

ورغم عشرات الغارات الجوية بالصواريخ الفراغية والصواريخ شديدة الانفجار التي تنفذها المقاتلات الروسية على مواقع جبلية وسط البادية السورية، حيث يتحصن مقاتلو تنظيم داعش، فإن ذلك لم يحد من نشاطه واستهدافه لمواقع الجيش السوري والألوية الرديفة والمحسوبة على إيران.

ويعتمد التنظيم في عملياته وتكتيكه القتالي على أسلوب المباغتة والهجمات المفاجئة بعد منتصف الليل، بعد قطع كل الطرق المؤدية إلى الموقع المستهدف لمنع وصول المؤازرات من مواقع عسكرية أخرى مجاورة.

وبحسب المرصد السوري إن العام الجاري (2021) شهد مقتل أكثر من 420 عنصراً من الجيش السوري والقوات الموالية له من جنسيات فلسطينية ولبنانية، و7 من القوات التابعة لروسيا، بالإضافة إلى مقتل أكثر من 190 عنصراً من الألوية الموالية لإيران (عراقية وأفغانية)، بهجمات وكمائن لـ”داعش” في البادية السورية، لا سيما في محافظات دير الزور والرقة وحمص وحماة وحلب. في المقابل، قُتل أكثر من 650 عنصراً من “داعش” خلال الاستهدافات الجوية الروسية والعمليات العسكرية البرية وسط البادية السورية.