لكل السوريين

محافظة السويداء.. تصدّع الجناح العسكري لـ “حزب اللواء السوري”

السويداء/ لطفي توفيق  

بعد مرور أشهر قليلة على انطلاقة ما سمي بـ “حزب اللواء السوري”، بدأت الانشقاقات تتوالى في “قوة مكافحة الإرهاب”، الجناح العسكري للحزب.

وكان الحزب يقدم نفسه كجهة مناوئة للنظام السوري، هدفها محاربة العصابات المدعومة أمنياً، ومكافحة تهريب المخدرات، ويحصل على تمويل لم يكشف عن مصدره.

في حين يتهمه خصومه بالسعي لمشروع انفصالي، وإثارة النعرات الطائفية في المحافظة، خاصة بعد افتعاله للخلافات مع عشائر البدو بالمحافظة.

ويبدو أن توقف رواتب معظم عناصرها منذ شهرين، والادعاءات الشخصية في القضاء ضد بعض أفراد هذه القوة بجرائم القتل والخطف والتعذيب، والصدامات التي كادت أن تجر المحافظة لاقتتال داخلي، وعدم نجاح الحزب في كسب حاضنة شعبية، نتيجة لغة الاقصاء التي انتهجها منذ البداية، بتخوين كل من يعارض مشروعه، وغموض مصادر تمويله وأهدافه، كانت من جملة الأسباب التي أدت إلى التصدعات والانشقاقات بين صفوفه.

وبقيت من جناحه العسكري مجموعات متفرقة في بعض قرى وبلدات المحافظة.

انشقاقات بالجملة

أبرز الانشقاقات كانت في بلدة المزرعة بالريف الغربي من المحافظة، حيث أعلن فصيل “مغاوير الكرامة” انسحابه من قوة مكافحة الإرهاب، وكان يشكل الثقل الأبرز فيها، نتيجة “عدم تنفيذ التشكيل لأي من الالتزامات التي وعد الأهالي بتنفيذها من مكافحة المخدرات وملاحقة العصابات، وقطع يد ميليشيات إيران، ومحاسبة الفاسدين الذين عاثوا فساداً داخل المحافظة”، حسب بيان الفصيل.

وأشار البيان إلى أن الفصيل التحق بالقوة من أجل الحفاظ على “النسيج الداخلي للمكون السوري بشكل عام والمنطقة لجنوبية بشكل خاص”.

وانسحابه منها، “جاء إيماناً منهم بوحدة سوريا أرضاً وشعباً وانتهاجاً لمبادئ  قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش، وتأكيداً على بعدهم عن المشاريع الخبيثة الهادفة إلى تقسيم وطننا”.

وقبل ذلك، انشققت مجموعة كبيرة عن القوة في بلدة الرحى، التي كانت المعقل الرئيسي للقوة، وانضمت إلى فصيل الدفاع الوطني المناوئ لها، ونشبت عدة صدامات بينها وبين من تبقى من عناصر القوة.

كما انشق مؤخراً، معظم عناصر القوة في بلدة القريّا جنوب السويداء، وأعلنوا أن انسحابهم جاء بعد أن اكتشفوا خداعهم “بشعارات براقة”، وبعد ما تكشفت أمامهم أجندات وصفوها بالمشبوهة.

محاولات لإثارة الفتنة

أحبطت الفعاليات الاجتماعية بالمحافظة، فتنة داخلية عندما منعت المواجهة بين “حزب اللواء السوري” وفصيل الدفاع الوطني، في بلدة الرحى جنوب مدينة السويداء، عند محاولة فصيل الدفاع دخول البلدة لمواجهة مجموعة تابعة لحزب اللواء بالقوة.

كما شهدت السويداء محاولة لإثارة فتنة بين عشائر المحافظة البدوية، وبين أهالي المحافظة الآخرين، قام بها حاجز لقوات مكافحة الإرهاب، غربي بلدة المزرعة، وأسفر عن مقتل شاب من أبناء عشائر بدو السويداء وتعليق جثته في ساحة البلدة.

ونتيجة لهذه الجريمة، استهدف مسلحون من عشائر اللجاة مجموعة من “حزب اللواء السوري” على الطريق الواصل بين قريتي لبين وحران، في الريف الغربي لمحافظة السويداء.

واستمر الاشتباك بين الجانبين لمدة ساعتين، دون وقوع خسائر بشرية من الطرفين.

وتعالت أصوات منظمات المجتمع المدني بالمحافظة، والعقلاء من الفعاليات الاجتماعية فيها، في مواجهة الاقتتال بين الفصائل المسلحة، أو بينها وبين عشائر المحافظة البدوية.

وحذّرت من تحوّلها إلى حرب أهلية نتيجة التركيبة السكانية ذات الطابع العشائري لأبناء المحافظة، وحالة الفلتان الأمني، وفوضى السلاح السائدة فيها.