لكل السوريين

لمواجهة الضائقة الاقتصادية الخانقة.. مبادرات إنسانية سورية

شهد العام الماضي مجموعة من المبادرات الشعبية الهادفة إلى التخفيف من معاناة السوريين خلال الضائقة الاقتصادية الخانقة التي تسببت بها الأزمة السورية.

وهذه المبادرات واللفتات الإنسانية ليست جديدة أو طارئة على الشعب السوري بكافة محافظاته.

فما يزال السوريون يحتفظون بجوهر تاريخهم المعروف بالتكافل في ما بينهم في الأزمات والمحن.

فرغم الحرب، وجائحة كورونا، لم يتوقف العمل الخيري ولا التكافل الاجتماعي في سوريا.

وتنشر “السوري” نماذج من هذه المبادرات تقديراً للقائمين عليها، وأملاً بتكرارها، وتوسيعها في كل محافظة سورية من جهة، وبين المحافظات كلما تيسر ذلك.

محافظة درعا – محمد عبيد

التكافل والتراحم سمة شائعة بين أهالي محافظة درعا، وخاصة في الأوقات الصعبة والشدائد.

وخلال الأحداث الدامية التي شهدتها سوريا منذ العام 2011، وتزايد معاناة الأهالي من الأزمات السياسية والمعيشية التي عصفت بالبلاد، استطاع العديد من أبنائها تخفيف حدة هذه المحنة عن طريق تقديم يد العون والمساعدة للمحتاجين والفقراء والوقوف إلى جانبهم.

وتنوعت أشكال التكافل الاجتماعي في درعا عبر مبادرات فردية وجماعية أطلقها الميسورون من الأهالي بهدف مساعدة المحتاجين على تجاوز الأزمة الخانقة التي يمرون بها.

كما تنوعت مجالات التكافل لتشمل مساعدة الطلاب الفقراء على استمرار تحصيلهم العلمي، والأسر الفقيرة على تأمين لقمة عيشها.

وفي فترة انتشار جائحة كورونا، وسط ضعف أمكانيات القطاع الصحي، وتراجع خدماته، وغياب التجهيزات الحكومية للوقاية من الجائحة، أطلق أهالي محافظة درعا مبادرات أهلية للتصدّي للوباء، شملت مدن درعا وجاسم والحراك، ومناطق أخرى.

وتباينت هذه المبادرات من حيث درجة التنظيم والإمكانات تبعا لحجم التبرعات الاهلية،

وكان أبرزها في بصرى الشام، حيث تمكن أهالي المدينة من إدخال وحدة لإنتاج وتعبئة الأوكسجين، بعد حملة التبرعات أطلقها أهالي المدينة وتمكنوا خلالها من جمع مبلغ 300 مليون ليرة سورية، بهدف شراء وحدة لإنتاج الأوكسجين.

وفي مدينة انخل تم شراء عدة أسطوانات أوكسجين وبعض التجهيزات الطبية بجهود محلية، وتبرعات أهلية، في ظل نقص تجهيزات مستشفى المدينة.

وفي مدينة نوى جمع أهلها 80 مليون ليرة سورية لترميم المستشفى الوطني، وتمكينه من مواجهة  انتشار جائحة كورونا.

وماتزال المبادرات مستمرة ومتنوعة، وتبرز التكافل الاجتماعي في المحافظة بأبهى صوره.