لكل السوريين

بعد تنقيبات إيرانية سابقة.. تنقيب جائر وانتهاكات تطال المدينة التاريخية

حمص/ بسام الحمد  

ظهرت في الآونة الأخيرة صور في مدينة تدمر تظهر القيام بأعمال تنقيب جائر في المدينة الأثرية السورية التي كانت مقصداً للسياح من كل أنحاء العالم وتحتوي على إرث حضاري سوري عريق.

وتظهر الصور استخدام جرافة كبيرة في أعمال التنقيب وهو أمر محظور عالمياً، وغير متعارف عليه في “تدمر” مدينة خالد الأسعد الذي خسر حياته وهو يدافع عن آثار تدمر في وجه عناصر داعش.

“الأسعد” الذي وضع أسس التنقيب وقواعده وأشرف عليه لعشرات السنين في تدمر كان يقوم بالتنقيب عبر الأدوات البسيطة التي لا تحدث أي ضرر بالآثار (المعاول البسيطة) أو ما يعرف بالقدوم والقظمة والرفش.

المصدر قال إن استخدام هذه الآليات الثقيلة يعد جريمة بحق الآثار السورية، وعبر عن استغرابه عن حدوث أعمال التنقيب هذه متسائلاً كيف تم التخطيط لها ومن خطط واتخذ القرار.

أعمال التنقيب الجائرة والتي تمت في 6 تموز الفائت بحسب المصدر ذاته حيث نتج عنه تسليم قطعة أثرية لمتحف تدمر الوطني “لوحة نصفية لشخصين “وقد تعرضت لأذى كبير نتيجة طريقة التنقيب، حيث تم كسر جزء منها وتشويه الوجه المنحوت عليه بسبب طريقة التنقيب.

المصدر تحدث عن شبهات فساد ودعا لفتح تحقيق حول ما حدث والالتزام بقواعد التنقيب العلمية والابتعاد عن هذه الأساليب الجائرة، إضافة لمساءلة المعنيين عن طريقة التخطيط لهذا التنقيب وتنفيذه.

يذكر أن مدينة تدمر مسجلة على لائحة التراث العالمي تقع وسط سوريا وقد تعرضت لهجومين من عصابات داعش التي ارتكبت مذبحة فيها واعتدت على بعض آثارها قبل أن تستعيد الحكومة السورية السيطرة عليها وتحفظ هذا الإرث الحضاري السوري.

وفي وقت سابق تناقلت وسائل إعلامية عديدة بعضها مقربة من الحكومة السورية قيام ميلشيات تابعة لإيران بتكثيف التنقيب عن الآثار في مدينة تدمر التاريخية.

وبحسب تلك الوسائل فإن “مليشيات النجباء والفاطميون، استقدمت آليات للحفر في العام قبل الماضي، بالتزامن مع فرض حظر تجول في المنطقة، وتغيير طريق السيارات القادمة من دير الزور باتجاه دمشق، حيث كانت هذه السيارات تمر بالقرب من تدمر”.

وفي أيار/ مايو 2015، سيطر تنظيم داعش على تدمر المدرجة على قائمة اليونسكو للمواقع الأثرية، واستعادت قوات الحكومة السورية السيطرة عليها في آذار/ مارس 2016 بدعم من غارات جوية روسية.

لكن وبعد ثمانية أشهر من طرده منها، أعاد عناصر التنظيم السيطرة مجدداً على تدمر في كانون الأول/ ديسمبر 2016.

وتمكنت القوات الحكومية وبعد معارك عنيفة بين الطرفين من إعادة سيطرتها عليها أوائل آذار/ مارس 2017 بدعم روسي.