لكل السوريين

يوم عالمي للتسامح

لطفي توفيق

يوم أمس..

احتفل العالم باليوم العالمي للتسامح.

والبداية كانت في مثل هذا اليوم من عام 1996.

والهدف منه..

جعل هذا اليوم مناسبة سنوية تحتفي بها الأمم والشعوب والمجتمعات..

من أجل ترسيخ قيم وثقافات التسامح والاحترام والتآخي..

واحترام ثقافات ومعتقدات وتقاليد الآخرين..

وفهم المخاطر التي يشكلها التعصب..

ونبذ ثقافته.. وثقافة الكراهية والتمييز.

وحسب الأمم المتحدة..

التسامح يعني احترام وقبول التنوع الثري لثقافات عالمنا..

ولأشكال التعبير وللصفات الإنسانية لدينا..

ويت  عزز التسامح بالمعرفة والانفتاح والاتصال..

وبحرية الفكر والضمير والمعتقد..

والوئام في سياق الاختلاف.

وتقدير أهمية التنوع الثقافي والإنساني.

وحسب الأمم المتحدة..

التسامح ليس واجباً أخلاقياً فحسب..

وإنما هو واجب سياسي وقانوني أيضاً..

وهو الفضيلة التي تيسّر قيام السلام..

وتسهم في إحلال ثقافة الحب والسلام..

محل ثقافة الكراهية والحروب..

وتعترف بحقوق الإنسان العالمية كافة..

وبالحريات الأساسية للآخرين.

وحسب التاريخ..

عندما فتح الرسول مكة..

وكان أهلها قد آذوه وحاربوه..

ووضعوا الشوك في طريقه..

وتآمروا على قتله..

وأخرجوه منها..

لم ينتقم من أهلها..

بل قال لهم.. اذهبوا فأنتم الطلقاء.

وحسب التاريخ..

نجح نيلسون مانديلا في تحويل جنوب أفريقيا..

إلى بلد ديمقراطي متعددة الأعراق..

دون حقد..

ودون انتقام من جلاديه..

الذين أودعوه في سجون نظام الفصل العنصري سبعة وعشرين عاماً.

وحسب الزمن الحالي..

يشهد العالم كل أنواع التطرف..

وكل أصناف التعصب..

وتسود فيه ثقافة الكراهية..

وثقافة الحروب.

وتبث سمومها بكل اتجاه.

وفي زمن صار فيه أي حذاء عسكري..

أهم من أدمغة المفكرين والمبدعين والساسة والمنظرين..

وأي ساطور بيد قاتل..

أهم من أي قانون أو عرف قانوني بدءاً من قانون حمورابي..

وليس انتهاء بقوانين وتشريعات حقوق الإنسان.

وأي سارق لقوت الفقراء..

أهم من أي مدافع عن حقوقهم في العيش..

وفي الحياة.

وأي طاغية..

يفصّل الوطن على مقاساته..

ويختصر تاريخه بيوم ميلاده..

أو بيوم استيلائه على السلطة..

ويعيد كتابة ما سبق من تاريخه..

طبقاً لسيرته الذاتية..

ويرسم مستقبله بألوان تشبه لون عينيه..

وتشبه ملامح ورثته.

وفي زمن كهذا..

يتحدثون عن يوم عالمي للتسامح!.