لكل السوريين

كوكبنا في خطر..

لطفي توفيق

كوكبنا في خطر..

هذا حوله إجماع دولي وسياسي وعلمي.

والخطر يكمن في الاحتباس الحراري..

وهذا حوله إجماع أيضاً.

دول كثيرة تقول إنها تقاوم هذا الخطر..

وتفعل عكس ما تقول.

والمؤتمرات الدولية تتوالى..

وآخرها مؤتمر غلاسكو الحالي.

وسيتم إطلاق الخطب المنمقة فيه..

وإطلاق المبادرات والتعهدات فيه..

ولن يلتزم بها أحد بعد انتهاء هذه الفعالية الدولية.

فليس من المتوقع أن تتخلى الدول الكبرى عن مصالحها..

من أجل إنقاذ البشرية.

وليس من المتوقع أن تتنازل الرأسمالية المتوحشة..

عن مكاسبها الفاحشة مقابل إنقاذ الأرض والبشرية..

نبهت هيئة المناخ الدولية من اختفاء الأنهار الجليدية في شرق أفريقيا خلال عقدين من الزمن..

ومما سينجم عن ذلك من آثار مدمرة كالقحط والفيضانات.

والارتفاع الكبير في درجات الحرارة.

وحذرت وكالة الطاقة الدولية من البطء الشديد في الانتقال إلى استخدام الطاقات النظيفة.

ومن مماطلة الدول الصناعية بتوظيف استثمارات سريعة بهذا المجال.

وكل ذلك سيفاقم ظواهر الاحتباس الحراري.

ودق برنامج الأغذية العالمي ناقوس الخطر..

حول المجاعة التي تشهدها مدغشقر بسبب تأثير التغير المناخي على الأرض..

وتسببت بمعاناة نصف مليون طفل من سوء التغذية…

وربعهم على بعد خطوة من الموت.

ولم تحرك الدول الرأسمالية ساكناً.

وإزالة أشجار غابة أفريقيا الاستوائية..

وهي الرئة الثانية لكوكب الأرض.

في تزايد مستمر.

ويتم تدمير مليوني هكتار منها كل عام.

ولم تحرك الدول الفاحشة الثراء ساكناً.

أي قلق يسكن أطفال وشباب عالم اليوم!!..

وأي رعب يجتاحهم..

بانتظار مستقبل كارثي مليء بموجات الحرّ الشديدة..

والعواصف المدمّرة..

وغرق المدن مع ارتفاع مستوى مياه المحيطات.

والقحط والجوع.. والكوارث البيئية الأخرى.

 

قلنا سابقاً..

إذا استمر الوضع على ما هو قائم..

ولم تأخذ القوى الخيّرة دورها كما ينبغي..

في مواجهة قراصنة الحروب..

فقد لا يجد صناع الحروب

الأرض التي يشعلون حروبهم عليها.

ونقول الآن..

إذا استمر الوضع على ما هو قائم..

ولم تأخذ هذه القوى دورها كما ينبغي..

في مواجهة القتل البطيء لكوكب الأرض..

فقد لا يجد قراصنة الرأسمالية المتوحشة

الأرض التي يمارسون توحشهم عليها

وليس ذلك ببعيد!