لكل السوريين

تعالوا ننقذ عالمنا من قراصنة الحروب

لطفي توفيق

في الماضي..

تمكنت أميركا من سبق ألمانيا النازية إلى صنع القنبلة الذرية..

واستخدمتها دون تردد ضد اليابان حليفة ألمانيا القوية آنذاك..

وحُسمت الحرب العالمية الثانية لصالح الحلفاء..

ولو تمكنت ألمانيا النازية من سبق أميركا إلى صنعها واستخدامها..

لتغير وجه التاريخ بلا شك.

ولا شك أيضاً في أن اكتشاف الطاقة الذرية..

وتحويلها إلى سلاح مرعب..

وضع البشرية أمام مفترق طرق خطير..

وجعل أبواب مستقبلها مفتوحة على احتمالات قد تقود إلى نهايتها بطرق مرعبة..

أو استعبادها إلى آماد لا حصر لها..

وكلما تطور هذا السلاح..

وزادت قدرته على الفتك والتدمير..

قلّت فرص استخدامه..

في ظل توازن الرعب الذي حمى البشرية من محرقة نووية..

تكفي لو استخدمت..

لتدمير الأرض لمرات كثيرة.

وفي الحاضر..

دخلت البشرية.. أو كادت..

مفترق طرق غاية في الخطورة..

بعد ابتكار أسلحة تقليدية أشد خطراً وفتكاً من السلاح النووي.

وإن لم يظهر منها حتى الآن..

أكثر مما يظهر من جبل الجليد في البحر..

الجينات.. والاستنساخ.. وتفريغ المناطق من الهواء..

إلى آخر هذه السلسلة المرعبة.

والأخطر هي الأسلحة التي لم يعلن عنها بعد..

في ظل هيمنة الرأسمالية المتوحشة على مقدرات العالم..

ومستقبل البشرية.

والحديث عن تراجع دور هذا القطب أو ذاك..

لصالح أقطاب أخرى يبدو بروزها وشيكاً في أسيا وغيرها من القارات..

يذكر بما تقوم به النعامة إذا داهمها الخطر.

ولا خيار في ما يبدو..

سوى أن تنتج البشرية قطباً أممياً يمكن أن يقف في وجه الرأسمالية المتوحشة..

بما تمتلكه من أسلحة كثيرة..

ومقومات هذا القطب الأممي..

كثيرة أيضاً..

منظمات وناشطون في مجال حقوق الإنسان..

أنصار السلام والبيئة..

كتّاب وصحفيون ومحامون وأطباء بلا حدود..

كل هؤلاء يمكن لهم إذا تعاونوا..

أن يفرضوا معادلة أخلاقية لقيادة العالم..

واستخدام منجزات العلم لصالحه، وليس لاستعباد شعوبه.. أو تدميره.

وإذا استمر الوضع على ما هو قائم..

ولم تأخذ هذه القوى الخيّرة دورها كما ينبغي..

فقد لا يجد صناع الحروب وقراصنتها..

الأرض التي يشعلون حروبهم عليها.

وليس ذلك ببعيد!