لكل السوريين

“فراس الخطيب” الهداف التاريخي لكرة القدم السورية

برز بشكل لافت منذ أن كان في صفوف أشبال الكرامة لامتلاكه المهارات الفنية العالية، ومنذ طفولته تميز بفكره الكروي الناضج، وكل من شاهده توقع لهذه الفتى الموهوب أن يبدع بالملاعب فقد كانت شهيته للمرمى مفتوحه وكان يتقن تسجيل الأهداف بأسلوب جميل فارتدى الرقم 10 مبكرا، وكان خير من يحمل هذا الرقم بجدارة واستحقاق ،ونجح بإصراره على تحقيق هدفه وحلمه الكروي الذي وضعه نصب عينيه بأن يصبح لاعب قدم كبير رغم اعتراض والده في البداية على ممارسته كرة القدم عندما قال له” الطابة ما بتطعيمك خبز”، لكنه ضحى كثيراً من أجل إثبات صحة قراره، فأصبح من أفضل لاعبي الكرة داخل وخارج بلاده فيما بعد.

وللاطلاع على المزيد من مسيرة هذا اللاعب المبدع نجد أن انطلاقته بدأت في صفوف فرق نادي الكرامة فئة  تحت 14 سنة، ثم انضم بعد ذلك  لفريق الأشبال وتدرج بباقي الفئات الناشئين والشباب، وقد تألق بهذه الفئة بشكل واضح على مستوى سوريا ونال لقب هداف الدوري مرتين في موسمي 1994/ 1995, ثم انتقل للعب مع فريق دون 17 سنة الذي توج بطلا للدوري السوري في موسم 1997.

وبعدها بموسمين ترفع إلى فريق الرجال وفرض نفسه كلاعب أساسي وهداف للفريق، وفي أول مشاركة له

سجل أول أهدافه في مرمى نادي الفتوة في المباراة التي انتهت بالتعادل هدف لهدف، وخلال فترة قصيرة لمع أسمه  بالدوري السوري وذاع صيته خارج سوريا فخطف أنظار بعض الأندية الخليجية، ومنها النصر الكويتي الذي ضمه إلى صفوفه فانتقل إليه في عام 2002، ومن هنا انطلقت مسيرته الاحترافية خارج سوريا ولعب معه موسمين، حيث انتقل إلى النادي العربي لعدة مواسم، كذلك أعير خلال تلك الفترة إلى النادي الأهلي، ثم انتقل في موسم 2009 إلى نادي القادسية، وبعد ذلك غير وجهته إلى دولة قطر فلعب مع نادي أم صلال لموسم واحد، ثم عاد من جديد لنادي القادسية.

وفي موسم 2013  تعاقد مع نادي زاخو العراقي لمدة موسم، ثم انتقل إلى نادي شنغهاي شينهوا الصيني ومن بعدها عاد للنادي العربي بالكويت لفترة من الوقت، ومن ثم تعاقد مع نادي السالمية الكويتي، وفي عام 2012 خاض تجربة احترافية مميزة في انكلترا عندما شارك في ثلاث مباريات مع نادي نوتنغهام فورست الإنكليزي ونال إعجاب المدير Sean O’Driscoll بما يكفي لدرجة أن النادي كان يبحث عن توقيعه على أساس دائم لكنه حُرم من تصريح العمل ولم يتمكن النادي من التوقيع معه.

وخلال  فترة تعاقده مع هذه الأندية التي شارك معها حقق الكثير من الانجازات بالنسبة لها وعلى الصعيد الشخصي أبرزها كان :

في النادي العربي فاز الفريق بكأس أمير الكويت ثلاث مرات، وكأس ولي عهد الكويت مرتين، وكأس السوبر الكويتي مرة، كما سجل 134 هدفاً للنادي وأصبح من أساطير النادي العربي من خلال هذه الانتصارات، وفي أول مشاركة له مع نادي “النصر” سجل في موسم واحد 21 هدفا.

أما  أطول فترة له بالكويت كانت مع النادي العربي، حيث بقي معهم 6 مواسم تخللها إعارة لنادي “الأهلي” القطري في عام 2005، كذلك حصل على لقب الهداف التاريخي للدوري الكويتي بعد تسجيله  للهدف رقم  147 بفارق هدف عن لاعب القادسية السابق الدولي  جاسم يعقوب وهداف المنتخب الكويتي، كما فاز بلقب هداف الدوري الكويتي 4 مرات،

وحصل على جائزة ثاني أفضل لاعب في آسيا عام 2009 حسب إحصائيات الاتحاد الدولي لكرة القدم، كما احتل صدارة الهدافين العرب خلال الألفية الثالثة، وجاء بالمرتبة التاسعة عشرة عالمياً من حيث عدد الأهداف الرسمية خلال الفترة بين (2001 – 2021) برصيد بلغ 344 هدفاً، حسب احصائيات الاتحاد الدولي بكرة القدم.

كذلك حصل على لقب أفضل لاعب عربي محلي في موسم 2009 متفوقا على السعوديين ياسر القحطاني، ومحمد نور، حسب الاستفتاء الذي أجرته قناة العربية نت، وتوج أيضا بلقب أفضل هداف في كأس الاتحاد الكويتي:

موسم 2008/2009(ثمانية أهداف).

وأفضل هداف في كأس أمير الكويت: موسم 2004/2005 (ثلاثة أهداف).

وأفضل هداف في كأس ولي عهد الكويت: موسم 2003/2004 (ثلاثة أهداف).

أما عن مسيرته مع المنتخبات الوطنية فقد بدأت في عام 1999 مع منتخب تحت سن 17، حيث شارك معه في ثلاث وعشرين مباراة في بطولات مختلفة أحرز خلالها سبعة عشر هدفاً، كما انضم للمنتخب تحت سن 20 ، وكان من أبرز مشاركاته نهائيات كأس آسيا للشباب في قطر، حيث سجل 7 أهداف في 4 مباريات.

و في عام 2001 انضم  إلى المنتخب السوري الأول  فشارك معه في تصفيات كأس العالم 2002، واستطاع إحراز هدف وحيد خلال مباراة لاوس التي انتهت بفوز سوريا بتسعة أهداف مقابل لا شيء، وفي عام 2005، شارك مع المنتخب الذي تأهل لنهائي دورة ألعاب غرب آسيا ضد العراق، التي انتهت لصالح العراق بفارغ ضربات الجزاء.

وفي عام  2011 شارك مع المنتخب في بطولة آسيا التي أقيمت في قطر، وضمت المجموعة (سوريا، اليابان، السعودية والأردن)، حيث فازت سوريا على السعودية بهدفين لهدف، وخسرت أمام اليابان، وفي عام 2012 أعلن رفضه اللعب مع منتخب بلاده، معللاً ذلك بموقفه من الحرب في سوريا،  واستمر ابتعاده حتى عام 2018، حيث عاد للمشاركة مع المنتخب من جديد.

وكانت أول مباراة له مع أوزبكستان في إياب الدور الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم في روسيا 2018، حيث تسبب في الدقيقة التسعين من الحصول على ركلة جزاء تمكن اللاعب عمر خريبين من تحويلها إلى هدف في شباك الأوزبك، وفي 5 سبتمبر من عام 2019، سجّل  هدفهُ الدولي الأخير من ركلة جزاء ضدّ الفلبين خلال تصفيات كأس العالم 2022، ليبتعد بفارق هدف واحد عن اللاعب رجا رافع وصيف هدّافي سوريا.

وبذلك ختم مسيرته الدولية مع منتخب بلاده خلال الفترة ما بين  عامي 2001-2019، وبذلك يُعد الهدّاف التّاريخيّ لمنتخب بلاده برصيد 36 هدفًا، سجّلها في 72 مُباراة دوليّة، كما إنه يعتبر أول لاعب آسيوي، وسابع لاعب في العالم يشارك مع منتخب بلاده في ست تصفيات لمسابقة كأس العالم وأول لاعب سوري يسجل في أربع من هذه التصفيات،  حيث شارك في تصفيات كأس العالم أعوام 2002- 2006-2010 -2014-2018.

أما مسيرته في التدريب فبعد إعلان اعتزاله اللعب في عام 2019 لم يبتعد عن ميدان اللعبة فانخرط في مجال التدريب ومن الفرق التي دربها نادي السالمية الكويتي كمدرب مساعد، ونادي الكرامة في موسم 2021، ثم تعاقد معه نادي زاخو العراقي في موسم 2022، ثم نادي الفحيحيل الكويتي، وإلى جانب عمله التدريبي يعمل محللا لمختلف المباريات في القنوات الفضائية.

والجدير بالذكر أن الكابتن فراس الخطيب من مواليد حمص 1983،  ويدرب حالياً نادي الفحيحيل الكويتي.