لكل السوريين

إضافة إلى بوتين.. ثلاثة مرشحين موالين للكرملين في انتخابات الرئاسية الروسية الشهر القادم

بعد أن تمكّن بوريس ناديجدين، أحد المرشحين للانتخابات الرئاسية الروسية من جمع التواقيع التي تسمح له بخوض غمار السباق ضد الرئيس فلاديمير بوتين، ومن الحصول على دعم آلاف المواطنين الروس لبرنامجه السياسي الذي يعارض الحرب الروسية في أوكرانيا، ويصفها بأنها “خطأ فادح”.

بدأ عدد كبير من الروس بالتشكيك بأن يكون ناديجدين معارضاً حقيقياً لبوتين، وبالإشارة إلى أن الكرملين وراء ترشحيه، حيث لا يمكن لأحد انتقاد الرئيس الروسي دون أن يتعرض للمساءلة أو التوقيف، وهو يعبر عن انتقاداته وأفكاره بحرية دون أن يتعرض لأي إزعاج، وينتقد الحرب الروسية على أوكرانيا والتقارب الصيني الروسي، ويطالب بتعزيز العلاقات مع دول أوروبا الغربية.

وبالمقابل، يرى عدد أكبر منهم أن مسيرة ناديجدين السياسية لا توحي بأنه استفاد من نظام بوتين لتحقيق مصالحه الخاصة.

كما أنه لم يتحول إلى معارض لبوتين بين عشية وضحاها، بل وجه له أولى انتقاداته في العام 2020، وعارض الإصلاح الدستوري الذي سمح بترشحه للانتخابات للمرة الثانية دون انقطاع.

وغالباً ما يتكرر هذا المشهد في روسيا كل مرة يظهر معارض جديد خلال موعد الانتخابات، ويتم التشكيك بمصداقيته ونزاهته واتهامه بأنه تابع للكرملين ويخدم مصالح بوتين  بشكل سري.

أهمية ترشّح ناديجدين

سواء كان ترشّح ناديجدين قد تم بالتنسيق مع الكرملين أم لا، لم يكن ترشًحه يشكل خطراً على بوتين، فهو يمثل القيم التي دافع عنها السياسيون الروس في التسعينيات من القرن الماضي، وهو وريث هذا الجيل الذي فقد مصداقيته لدى غالبية الروس، وقد ترحب بترشيحه الشريحة المثقفة الروسية، ولكن ليس غالبية الشعب الروسي التي مازالت تحتفظ بذكريات أليمة حول الإصلاحات الاقتصادية في التسعينيات.

ولم تكن فرص فوز المرشح المعارض في الانتخابات واردة، رغم دعمه من قبل العديد من المعارضين لسياسة بوتين، كالمنظمة المحاربة للفساد التي أسسها المعارض ألكسي نافالني الذي مات بظروف غامضة في سجنه مؤخراً، والملياردير ميخائيل خودوركوفسكي الذي يعيش في المنفى، والصحفية إيكاترينا دونتسوفا التي لم تتمكن من الترشح للانتخابات الرئاسية “لأسباب قانونية” وفق لجنة الانتخابات.

ولكن الأمر المهم في ترشّحه يكمن في الأعداد الكبيرة من المواطنين الروس الذين احتشدوا أمام مكاتب الحملة الانتخابية من أجل دعم مرشح معارض رغم البرد القارس، حيث لم تمنع درجات الحرارة التي وصلت إلى 34 درجة تحت الصفر في منطقة سيبيريا المئات من التجمع في طوابير طويلة للتوقيع لصالح ترشيح ناديجدين للانتخابات الرئاسية.

كما نشرت مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد الحشود الكبيرة أمام مقرات انتخابية أخرى تابعة لناديجدين في موسكو وسان بطرسبورغ وكراسنودار، غيرها من المناطق، في حين تجمعت الطوابير أمام سفارة روسيا بإسرائيل وكرواتيا وصربيا، ودول أخرى تعيش فيها جالية روسية كبيرة، لدعم ترشيح ناديجدين لخوض انتخابات الشهر المقبل.

وربما هذا هو الأهم في محاولة ترشّح هذا الرجل رغم منعه من ذلك، لأن الحشود الكبيرة التي أيدت ترشيحه شكّلت احتجاجاً مهماً على سياسة بوتين والنظام الروسي بشكل عام.

إغلاق باب الترشّح

تم إغلاق باب الترشّح للانتخابات الرئاسية الروسية المقررة في الشهر القادم، وبقي على قائمة المرشحين الرئيس فلاديمير بوتين الذي اختار خوض الانتخابات كمستقل وليس كمرشح لحزب روسيا الموحدة الحاكم، وفلاديسلاف دافانكوف نائب رئيس مجلس الدوما الروسي وعضو حزب الناس الجدد، وليونيد سلوتسكي زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي القومي الموالي للكرملين، ونيكولاي خاريتونوف مرشح الحزب الشيوعي.

وخلت القائمة من اسم بوريس ناديجدين بعد أن منعته لجنة الانتخابات المركزية من الترشح قائلة إنها وجدت مخالفات خلال عملية جمع التوقيعات المطلوبة لدعم ترشيحه.

يذكر أن بوريس ناديجدين أعلن أن “المشاركة في الانتخابات الرئاسية في 2024 هي أهم قرار سياسي اتخذته في حياتي، ولن أتراجع عنه”.

وأشار إلى أنه سيطعن بقرار رفض ترشّحه أمام المحكمة العليا، وفي حال رفضها وعد بإحالة الملف إلى المحكمة الدستورية، وهي أعلى هيئة قضائية في البلاد.

ومن المستبعد أن تصدر هذه المحكمة الموالية للكرملين، أي قرار لصالح ناديجدين على الرغم من تأكيده أنه “يراهن على النظام القضائي الروسي لمعالجة الوضع”.