لكل السوريين

محافظة درعا.. نقص الكوادر في الطبية والأدوية ومعاناة مستمرة للمرضى

درعا/ محمد الصالح 

 

يعاني القطاع الصحي في محافظة درعا من نقص كبير في المستلزمات الطبية والأدوية، والكوادر الطبية من مختلف الاختصاصات، وخاصة السرطان والكلى وطبيبات النساء حيث تفضل معظم سيدات المحافظة العلاج في العيادات النسائية، مما يضطر المواطنين إلى تحمّل المزيد من آلام أمراضهم، أو السفر لمسافات طويلة بحثاً عن طبيب مختص.

وتشير كافة المعطيات الى أن هذه الأزمة آخذة بالاتساع بسبب استمرار هجرة الأطباء، وتدهور الأوضاع المعيشية، حيث بات من الصعب على غالبيتهم اللجوء إلى القطاع الخاص للعلاج نظراً لارتفاع تكاليفه الهائل، أو الذهاب إلى دمشق للعلاج بما يترتب عليه من أجور النقل وتكاليف العلاج بما يفوق إمكانياتهم المالية.

وفرضت الازمة وجود دخلاء في القطاع الصحي حيث صار الممرض يصف الدواء للمرضى، ويبيع الدواء في الصيدليات أشخاص لا علاقة لهم بالمجال الطبي، ولا بالدواء الذي يصفونه للمرضى.

معاناة النساء

يعتبر وجود طبيبات متخصصات بالأمراض النسائية ضرورة ملحة في محافظة درعا بسبب طبيعة مجتمعها الذي تحكمه مجموعة من العادات والتقاليد، حيث يحول الخجل دون مراجعة العديد من النساء للمراكز الصحية والمستشفيات للقيام بالفحوص الطبية الدورية أو لتلقي العلاج خلال فترة الحمل أو الولادة، بسبب عدم وجود طبيبات مختصات في هذه المراكز، وخاصة في مجال الجراحة.

وتتحمل غالبية النساء معاناة وآلام المرض وتعيش على المسكنات، وترفض الخضوع لأي علاج أو عمل جراحي على يد أي من الأطباء الرجال في المنطقة.

بينما تفضل قلة من نساء المحافظة العلاج وإجراء العمليات الجراحية لدى طبيبة نسائية في محافظات أخرى، وتتحمل الأعباء الجسدية والمالية الناتجة عن السفر التكلفة المرتفعة.

في حين لا تتمكن معظم النساء من تحمل نفقات السفر والعلاج في محافظة أخرى التي تحتاج لمبالغ مالية بسبب الضائقة الاقتصادية التي تعاني منها المحافظة أسوة بالمحافظات الأخرى.

معاناة مرضى السرطان والكلى

يضاعف نقص الأطباء المختصين بالأورام والأدوية والمعدات الخاصة بمرضى السرطان ‏في محافظة درعا، معاناة المرضى الذين لا يتمكنون من الحصول الرعاية الطبية وعلى جرعاتهم العلاجية، مما يؤدى إلى تدهور حالتهم الصحية، وإجبارهم على السفر ‏باتجاه محافظة دمشق للعلاج في العيادات الطبية الخاصة، عبر رحلة شاقة ومتعبة، تتكبد خلالها أسر المرضى تكاليف السفر المادية والصحية، وتعاني ‏من ارتفاع أجور العلاج وغلاء أسعار الأدوية وصعوبة الحصول عليها في أغلب الأحيان.

كما دفع نقص الأطباء المختصين بأمراض الكلية وجراحتها بالمحافظة، المرضى للذهاب الى دمشق للحصول على العلاج والإشراف الطبي، مما يعرضهم للخطر بشكل دائم، إضافة الى تحملهم أعباء مالية كبيرة في ظل الظروف المعيشية الصعبة.