لكل السوريين

باحث سوري… أمريكا ترى مصالحها وفق موقع إسرائيل

الحسكة/ مجد محمد  

بعد الانسحاب الامريكي من أفغانستان وبسط سيطرة طالبان باتت أغلب الأحاديث في المنطقة تتردد في ماذا لو انسحب الامريكان من سوريا؟ منظر التزاحم والهروب من المطارات هل سيعيد نفسه؟ هل من المعقول ستخرج داعش من السجون في الحسكة والقامشلي وريفهما كما خرج اعضاء طالبان؟ وأسئلة أخرى كثيرة تداولها السكان في مناطق شمال وشرق سوريا وروجها مؤيدي الحكومة السورية كوعيد لأشقائهم السوريين.

بهذا الخصوص أجرت صحيفتنا (صحيفة السوري) لقاء مع وليد جولي، الباحث في مركز الفرات للدراسات الاستراتيجية والذي قال في بداية حديثه ” إن من يراهن على الامريكان سواء بالخروج من بلدانهم أو البقاء فيها، سيكون في كلا الحالتين خاسراً”.

واستطرد في كلامه “وجود الامريكان معادلة طردية سهلة، لأن الوجود الأمريكي في أي بلد كان، هو تحصيل حاصل لأزمة سياسية واجتماعية في تلك البلدان، وبالتالي من البديهي أن يكون هناك تدخل وخروج من الجانب الأمريكي، بحكم مكانته الدولية وسياسته العابرة للقارات”.

وأضاف “المراهنة يجب أن تتمحور حول الحل الأنسب لجميع الأطراف المتنازعة، وليس من مبدأ من سيخسر أو يربح أو ماذا سيحصل فيما بعد”.

وأردف الباحث في مركز الفرات للدراسات الاستراتيجية “حركة طالبان، لم ولن تربح في أفغانستان، والأيام القادمة ستثبت ذلك لأن الخروج الأمريكي كان مدروساً بدقة، ولم يكن قراراً آنياً، فهم يعلمون جيداً حجم التعقيدات السياسية والاجتماعية في تلك المنطقة، من حيث تضارب المصالح الاجتماعية الافغانية، ناهيك عن مصالح الدول المجاورة والقريبة منها، الأمر الذي دفعهم نحو الانسحاب وترك ساحة الصراع للخصوم الدوليين والمحليين في تلك المنطقة، كخطوة استنزافية” بحسب قوله.

وقررت الولايات المتحدة الأمريكية الانسحاب من أفغانستان بعد عشرين عاماً من التدخل في البلاد، حيث زعمت في بداية حربها على أفغانستان والتي جاءت بعد الهجمات الإرهابية على برجي التجارة العالمية ونفذها آنذاك عناصر ينتمون للقاعدة، أنها تحارب الإرهاب لتسلم زمام البلاد بعد انسحابها بيد طالبان الإسلامية.

وتابع “كل هذا سيزيد العبء على طالبان والدول المجاورة لها، الذين وجدوا في الهدوء الأفغانستاني المؤقت، فرصة لتمرير مشاريعهم السياسية والاقتصادية في تلك المنطقة طيلة أعوام العشرين الماضية.

ومن باب اخر، صحيح أن هناك تشابه كبير بين الحالة الأفغانستانية وبين كل من سوريا والعراق، ولكن علينا ايضاً أن نعلم بأنه هناك فارق جيوسياسي كبير بين الحالتين، على أقل تقدير من وجهة النظر الأمريكية، وهذا ما اكده الرئيس جو بايدن في حواراته، بأن الخطر على الولايات المتحدة من سوريا وشرق إفريقيا أكبر بكثير مما في أفغانستان وبالتالي يظهر حقيقة الاهتمام الأمريكي الشديد بمراعاة المسافات وفق موقع تل أبيب وليس واشنطن بحسب ما أوضحه جولي لصحيفة السوري.

وبحسب مراقبون أن أمريكا أرادت بانسحابها من أفغانستان ضرب المصالح الروسية والإيرانية وبشكل أكبر المصالح الصينية، وبحسب تعبير أحد الصحفيين أن أمريكا رمت قنبلة بالحديقة الخلفية لروسيا والصين.

وبحسب جولي “بالمفهوم السياسي البسيط نعلم أن الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين لديهم ثوابت سياسية في تعاملهم مع أزمات المنطقة ومن ضمنها سوريا والعراق، وهي الإبقاء على حالة الفوضى بحيث لا يكون هناك منتصر ومهزوم، سواء إن كانت موجودة في ساحة النزاع أم لا، لتستمر حالة التآكل البنيوي داخل مجتمعات المنطقة”.

واختتم حديثه بالقول “التعويل على الوجود واللاوجود الأمريكي هو بمثابة انتحار، الأفضل هو العمل على إنماء وتقوية العوامل المشتركة مع السياسة الأمريكية، في مجالات التنمية البشرية والاقتصادية التي تضمن الثبات الاجتماعي في مواجهة الأزمات والمخاطر المحدقة”.