لكل السوريين

من يعبث بأمن السويداء ويخلق الفتن ومن المستفيد؟

السويداء/ لطفي توفيق

استهدفت مسلحون من عشائر اللجاة مجموعة مسلحة مما يطلق عليه “حزب اللواء السوري” على الطريق الواصل بين قريتي لبين وحران، في الريف الغربي لمحافظة السويداء.

وأشارت مصادر محلية إلى أن الاشتباك بين الجانبين استمر لمدة ساعتين، ولم تذكر المصادر وقوع خسائر بشرية من الطرفين.

وحسب “اللجاة برس” أصدرت “اللجنة المدنية لعشائر اللجاة والجنوب السوري”، بياناً حول الحادثة جاء فيه إن الهجوم كان لاستهداف حزب اللواء على طريق لبين حران، وتم إيقاف الهجوم بعد هروب مجموعات اللواء السوري إلى داخل بلدة لبين والاحتماء بالمدنيين.

وحذرت اللجنة المدنية الأهالي المدنيين في قرى ريف السويداء الغربي من احتضان عناصر حزب اللواء السوري الإرهابي، والاقتراب من تجمعاتهم.

وأشار البيان إلى أن ما يسمى حزب اللواء السوري قام في الأسابيع الماضية بانتهاكات عدة بحق أبناء عشائر جبل العرب، منها التمثيل بالجثث وحرقها.

في إشارة إلى الحادث الذي وقع على حاجز لـ “قوات مكافحة الإرهاب”، التابعة لما يسمى “حزب اللواء السوري” في بلدة المزرعة بريف محافظة السويداء الغربي.

محاولة لإثارة فتنة

وكانت محافظة السويداء قد شهدت محاولة لإثارة فتنة بين عشائر المحافظة البدوية، وبين أهالي المحافظة الآخرين، ولاقت هذه المحاولة استنكار معظم أهالي المحافظة على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم.

وصدر بيان وقعت عليه “قوات مكافحة الإرهاب”، و”حزب اللواء السوري”، وقائد “تجمع أحرار العشائر”، الذي وقع عليه دون ذكر اسمه.

وذكر البيان أنه تم الاتفاق على “وأد الفتنة ومواجهة كل من يسعى إليها.

وجاء في البيان المقتضب إن “الاشتباك الذي حصل هو أمر واقع وقد انتهى بمجرياته، وإن من تعدى لقي حتفه”، في إشارة إلى الاشتباك الذي وقع على حاجز لـ “قوات مكافحة الإرهاب”، غربي بلدة المزرعة، وأسفر عن مقتل شاب من أبناء عشائر بدو السويداء وتعليق جثته في ساحة البلدة.

وحسب البيان تعاهد الطرفان على تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة التحقيقات حول وفاة شاب آخر تحت التعذيب، وقبول ما تقرره هذه اللجنة.

غضب واستنكار

في أعقاب صدور البيان المثير للشكوك، أصدرت عشائر بدو السويداء بياناً باسم “أبناء العشائر العربية في السويداء” نفت فيه صحة تمثيل “قائد تجمع أحرار العشائر” لها، مؤكدة أن ذلك “فبركة من زمرة خارجة عن الله والوطن ارتهنت للخارج وباعت نفسها لأعداء الوطن مقابل حفنة من الدولارات”.

وجاء في البيان “كلنا أمل بعقلائنا ومشايخنا الكرام ووجهائنا الأفاضل وأخوتنا شرفاء الجبل أن نكون يداً واحدة في إحقاق الحق وسيادة القانون بما يتوافق مع أعرافنا وتقاليدنا المشتركة التي ورثناها معاً، وسنورثها إلى الأبناء والأحفاد”.

كما استنكرت منظمات المجتمع المدني بمحافظة السويداء جريمة القتل، والتمثيل بجثة أحد القتلى من عشائر المحافظة، وحذّرت من أنها خطوة باتجاه إثارة الفتنة بين أهلها.

وأدانت الهيئات الدينية، الزعامات التقليدية بالمحافظة هذه الجرائم، ودعت إلى التصدي لها، والحفاظ على وحدة الصف التي تميزت بها المحافظة.

وحذّرت “الهيئة الاجتماعية للعمل الوطني” من “جر المحافظة إلى الاقتتال الداخلي والفتن مع الجيران”.

فتنة جديدة

وفي محاولة جديدة لإثارة فتنة محلية، هاجم عناصر يتبعون لقوة “مكافحة الإرهاب”، الذراع العسكري لما يسمى “حزب اللواء السوري”، عناصر تابعين للدفاع الوطني أثناء انعقاد اجتماع يضم قادة وعناصر من الدفاع الوطني في قرية “الحريسة”، جنوب شرق المحافظة، وأصابوا أربعة منهم تم نقلهم إلى المشفى الوطني بالسويداء.

وقالت القوة إن الدفاع قام بخطوة استفزازية حيث ضم الاجتماع “عصابات إرهابية”، وهو ما نفاه مصدر من الدفاع الوطني، وادعى أن عناصر الحزب اعتدوا على عناصر الفصيل.

وشهدت القرية توتراً شديداً بعد الاشتباك، كما شهدت المحافظة حالة استنفار لدى عناصر الدفاع والحزب.

وانتشرت حواجز لمسلحين محليين في بعض الطرق المؤدية إلى مدينة السويداء على خلفية التوتر الذي شهدته القرية، واعتدى أفراد هذه الحواجز على مواطنين من قريتي الحريسة والغيضة.

وانتشرت معلومات غير مؤكدة بأنهم قاموا باختطاف عدة مدنيين، إضافة إلى شخصين يتبعان لحزب اللواء السوري، الذي استولى على آليات للدفاع الوطني، في قرية الحريسة.

في حين أشارت المصادر المحلية إلى أن أقارب الأشخاص الذين أصيبوا في قرية الحريسة، ومجموعات مسلحة من مدينة السويداء كانت وراء نصب هذه الحواجز، بحثاً عن أشخاص تابعين لحزب اللواء.