لكل السوريين

حمويات يتحدين المجتمع ويثبتن نفسهن في الرياضة

حماة/ جمانة خالد  

لاقت مريم خضر، معارضةً واستغراباً من المجتمع لممارستها رياضة الرقص، لكنها اقتنعت بمدربها وتابعت بتحدٍ كبيرٍ للذات، ولم تكن البطولات هدفها كما قالت.

ووجهت اللجنة التنفيذية كتاب لاتحاد الرياضة، استجاب لطلبها، وأقام دورة لتعليم رقص “الزومبا” في حماة للنساء والرجال، وخاصة أن هذه الرياضة لا تحوي مدربين أو مدربات مختصين، ما دفع اللجنة للمطالبة بإدخال هذه الرياضة لمدينة حماة.

ويعرف عن المجتمع الحموي عاداته وتقاليده المغلقة والمتزمتة حيال المرأة، ويعبرن نساء حمويات عن اضطهادهن ومعاناتهن نتيجة العادات والتقاليد البالية وحصر دور المرأة بالبيت فقط.

حيث تم البدء بتعليم رقص “الزومبا” من أجل اللياقة البدنية، على أن تتم إقامة دورات لرياضات أخرى حسب احتياجات “اللجنة التنفيذية” وقرار اتحاد كل لعبة، لافتاً إلى أن الرياضة ستتسع بشكل أكبر في المحافظة، ووجدت مريم ضالتها في محاولة لتحقيق حلمها.

وبحسب ما قالت مريم أنهن كنّ مع صديقات لها يتدربن سراً، ويستعن بمواقع الانترنت والفيديوهات، لعدم وجود مدرب مؤهل، وسيتم الإعلان عن دورات مماثلة لحصول المدربات على شهادات تخوّلهم رسمياً بالتدريب.

وبلغ المشاركين في الدورة كان 52 مدرب ومدربة، واستمرت لمدة 5 أيام وسيكون هناك دورة أخرى ولكن بعد دراسة احتياج الأندية في “حماة”، مشيراً إلى أن اتحاد الرياضة للجميع متعاون ويلبّي طلباتهم بأي وقت، وتجدر الإشارة إلى أن اتحاد الرياضة للجميع اختتم في الثالث والعشرين من شهر آب، دورة إعداد مدربين ومدربات رقص “الزومبا” بمحافظة حماة لطلبة كلية التربية الرياضية.

نساء وجدن ضالتهن وأبدعن في رياضات

مها ديب وعمرها 40 عاماً أصغر أولادها الثلاثة 17 وأكبرهم 21 عاماً، وجدت في الرياضة التي مارستها لغاية التنحيف منذ عامين ضالتها لحياة أكثر صحة وسعادة، وسرعان ما حققت بطولة المحافظة وبطولة الجمهورية المركز الثالث عام 2019، على وزن 63كغ.

وتقول، إنها تجد في الأوزان طاقة إيجابية، وأن الرياضة صممت حياتها على شكل فريد لتتابع بنيل شهادات التدريب وتدرب نساء وشابات جدد في إحدى صالات المدينة مستمرة في المشاركة بالبطولات.

وتضيف بالنسبة لي لم أعرف أهمية رياضة رفع الأثقال حتى اختبرتها، ولمست آثارها على الجسم من شد وصقل وفوائد أنقلها للاعبات لأعزز علاقتهن بالقوة البدنية، وقد تمكنت من تدريب بطلات لبطولة المحافظة والجمهورية لهذا العام.

ولجأت رنيم سلموني إلى رياضة الأيروبيك لتخفيف الوزن، ثم انتقلت إلى رياضة الحديد، وعززت نفسها بها لتحصل لاحقاً على شهادات للتدريب والتحكيم إضافة إلى اختصاصات اللياقة.

وتضيف: “لم أجهد نفسي للحصول على الميداليات وتفرغت للتدريب لأعيش الرياضة مشروع حياة مع زوجي وأولادي، الذين يرافقوني للتدريب، أعد لاعبات جدد لغاية نشر هذه الرياضة وتنبيه السيدات إلى فوائدها”.

وقالت إنها في البداية كانت تخفي عن جاراتها أنها تمارس الرياضة، وأخبرتهنّ أنها كانت فقط تقوم بإيصال بناتها إلى الصالة الرياضية، مضيفة أن وزنها وصل إلى 114 كغ وحاولت إنقاصه من خلال الرياضة، وحالياً هي تستعد لبطولة رفع الأثقال القادمة، مؤكدة أنها لم تكن تتوقع أن تصل لدرجة ترفع فيها 80 كغ، والأهم بحسب تعبيرها هو أنها لم تعد مضطرة لإخفاء السر عن جاراتها بعد أن خسرت وزنها الزائد، مشجعة جاراتها الحضور إلى التدريب.

وتشجع كل السيدات على رياضة رفع الأثقال التي تعطي للعضلة شكلاً جميلاً، وتعالج عضلات الجسم وتنتقل بها من الضعف للقوة، كما تحفز هرمون الأستروجين الذي يخفف الترهلات، وتضيف: التدريب بأي عمر ضروري وعامل وقاية.