لكل السوريين

في حمص أيضا.. قلة الكهرباء وزيادة ساعات التقنين يدفع الكثير من أصحاب المحال التجارية لإغلاق محالهم

حمص/ بسام الحمد

بات موضوع قلة الكهرباء وزيادة ساعات التقنين يشكل عبئا على أصحاب المحال التجارية في أرياف مدينة حمص، حيث يضطر كثير منهم لإغلاق محله عند الغروب بسبب عدم قدرته على تأمين كهرباء ليلية تضمن له البقاء في العمل لساعات متأخرة.

وتشهد مناطق سيطرة الحكومة نقصا حادا في الكهرباء، حيث لعب التقنين دورا كبيرا في التأثير على مفاصل كثيرة أبرزها التجارة، التي تضررت من جراء قلة الكهرباء وزيادة معدل ساعات التقنين.

وقال خالد، وهو اسم مستعار لصاحب محل في مدينة الرستن بريف حمص الشمالي، إن “قلة الكهرباء دفعت الكثير من أصحاب المحال لإغلاق محالهم التجارية بشكل دائم، حيث أن العمل خلال ساعات النهار لوحده لا يكفي في جني مرابح بالأساس”.

ويضيف “تأثرنا كثيرا من هذا الجانب، وليس لدينا قدرة على تأمين بدائل عن الكهرباء، فالمولدات أسعارها مرتفعة هي الأخرى، والمحروقات أيضا باتت غالية جدا، ومن يستطيع أن يؤمن كهرباء ليلية فإنه يقوم باستخراج التكاليف عبر رفع الأسعار، وبالتالي المتأثر الرئيسي هو المستهلك”.

وأغلق سالم محله التجاري، الذي كان يبيع فيه اكسسوارات، عازيا ذلك لانعدام الكهرباء ليلا، حيث قال “اضطررت لإغلاق المحل بعد أن عجزت عن تأمين كهرباء ليلية، وكما هو معروف فإن الفائدة الأكبر في العمل ليلا، حيث أن الكثير من الأهالي لديهم أعمالهم في النهار، ولا يخرجون للسوق إلا في الليل”.

ويضيف “إن قمت بشراء مولدة فإنني سأخسر أكثر من ثلثي الأرباح لتغطية مصاريف المولدة، ناهيك عن الأعطال المترافقة معها وارتفاع أسعار المحروقات”.

ولا يقتصر الضرر من قلة الكهرباء وزيادة ساعات التقنين على الكهرباء فحسب، بل تأثرت جوانب أخرى أيضا، حيث تخلى عدد من سكان مدينة الرستن وخاصة ذوي الدخل المحدود عن تصنيع المؤونة نتيجة ارتفاع أسعار المواد، إضافة إلى زيادة ساعات تقنين الكهرباء التي تتجاوز 20 ساعة في العديد من مناطق ريف حمص.

وتعتبر صناعة المؤونة في سوريا عادة قديمة، إذ يقوم السكان بحفظ الأغذية الأساسية في مواسمها للاستفادة منها باقي فصول السنة، وذلك عبر إعدادها وتخزينها في ظروف وطرق معينة تضمن بقاءها صالحة للاستخدام.

وتتنوع صناعة المؤونة بين إعداد الحبوب والبقوليات والزيت والسمن، إلى حفظ الخضراوات مثل البازلاء والباذنجان والملوخية، وصناعة المكدوس والمربى والأجبان واللبنة.

وقالت “زهرة” امرأة من مدينة الرستن، اعتادت أن تصنع مشتقات الحليب إن تكاليف الإنتاج أصبحت عالية جدا، حيث وصل سعر واحد الكيلوغرام الواحد من الجبن غير المطبوخ إلى ستة آلاف ليرة سورية، فيما وصل سعر واحد ليتر من زيت الزيتون إلى 16 ألف ليرة.

لكن المشكلة لا تقف عند غلاء هذه المواد ولا في مصروف الغاز الذي أصبح تأمينه صعباً فقط، إنما باتت تكمن في طريقة ومستلزمات حفظ المواد.

وأشارت ربة المنزل إلى أن تقنين الكهرباء “حوّل البراد إلى نملية لا يُعتمد عليها”، والبديل هو غمر هذه المواد بالزيت، لكن “الغمر يتطلب كميات كبيرة من الزيت وهو ما لا يمكن توفيره.”