لكل السوريين

رغم الغلاء.. قاطنات في مخيمات إدلب تصرن على شراء حلويات العيد

إدلب/ عباس إدلبي 

زادت معاناة النزوح الآلام على القاطنين في مخيمات إدلب، والمهجرين من كافة المناطق السورية، في حين لجأ بعضهم للتعايش مع الواقع والاحتفال بالعيد علّهم ينسون بعضا من تلك الآلام، وسط آمال بالعودة القريبة وإيجاد حل شامل للأزمة التي تجاوزت العقد من الزمان.

وقالت ناديا الخلف، نازحة من ريف حماة الشمالي، وتقيم مع أطفالها الخمسة في مخيم الأرامل شمالي إدلب إن “الوضع المعاش في المخيمات صعب للغاية، وأنهم لم يذوقوا حلاوة لأي عيد منذ تهجيرهم من ديارهم”.

وأضافت “لجأت لصنع حلويات العيد عسى أن أخفف عن أولادي من مأساتهم الحالية، فالعادات والتقاليد المرافقة للعيد إجبارية ولابد من ممارستها، وذلك على أقل تقدير لتخفيف مرارة النزوح والواقع الأليم الذي نعيشه”.

وأشارت سامية، وهي نازحة من ريف حمص الشمالي، وتحديدا من مدينة الرستن إلى أن الغلاء منعها من شراء حاجيات العيد لأطفالها اليتامى، ملقية اللوم على المنظمات العاملة في شمال غرب البلاد، والوكلاء الذين تكمن مهمتهم في إدارة المخيمات.

وقالت أيضا “لم نكن في السابق نشتري حلويات العيد لكي نعدها في المنزل، كنا نشتريها جاهزة، وكما تعلمون فإن حمص هي المحافظة السورية الشهيرة بالحلويات، لكن في هذا العيد اضطررنا لشرائها وإعدادها في المخيم، فعلى الرغم من غلاءها إلا أننا مجبورون على ذلك”.

وتضيف “وفر علي شراء المواد وإعداد الحلويات في المخيم أكثر من نصف سعرها بالمقارنة مع شرائها جاهزة، فكما تعلمون التعامل هنا بالليرة التركية حصرا، ولا طاقة لي بشراء الحلويات جاهزة بالليرة التركية، وضعنا مأساوي للغاية، وأطفالي منذ أسبوع وهم يذكرونني بضرورة شراء حلويات العيد”.

ولإعداده تحتاج لخلط مكونات الكعك من اليانسون والشمرا والسمسم وحبة البركة والخميرة والعصفر والزنجبيل والمحلب وزيت الزيتون وجوزة الطيب والطحين، لتكون في النهاية عجينة ذات مظهر ورائحة شهية، ثم تقوم بتقطيعها على شكل دوائر لتضعها بعد ذلك في التنور المنزلي، وعيون أطفالها الثلاثة تترقبها بلهفة لإخراج الكعك المحمص.

يقول مهدي الدغيم (65عاماً)، وهو أحد سكان مدينة إدلب، إنه لا يفضل سوى الكعك المحضر في المنزل لما فيه من متعة في الإعداد ونكهة خاصة لا تتوفر في تلك التي تباع في الأسواق.

ويضيف: “لا يمكن الاستمتاع بقدوم العيد إن لم يكن الكعك حاضراً في موائد الضيافة.”

وتعج محال الحلويات بأصناف المعجنات والحلويات التي يقبل على شرائها سكان قبيل العيد، ولكن ارتفاع أسعارها هذا العام حال دون مقدرة شريحة واسعة من ذوي الدخل المحدود والمتدني من اقتنائها.

ولم تتمكن سمية زريق (35عاماً)، وهي نازحة من ريف حماة الشمالي وتعيش في مخيم الأرامل بإدلب، هذا العام من شراء الكعك لأطفالها، بسبب ضعف قدرتها المادية.

فمنذ اعتقال زوجها على أحد الحواجز الأمنية التابعة لحكومة دمشق مطلع 2013، بقيت هي وأطفالها الثلاثة دون معيل.

ويقول محمد المرشد (28عاماً)، وهو بائع حلويات في مدينة الدانا شمال إدلب، إن غلاء أسعار الكعك وحلويات العيد، سببه ارتفاع أسعار المواد الأولية.

ويبلغ سعر كيلوغرام الكعك نحو 20 ليرة تركية (نحو 7,600 ليرة سورية)، بينما يصل سعر الكيلوغرام الواحد من المعمول إلى 25 ليرة ( 9500 ليرة سورية) بحسب ” المرشد”.

ويتراوح سعر البرازق والبقلاوة بين 20 إلى 25 ليرة تركية للكيلوغرام الواحد تبعاً للجودة والطعم.