لكل السوريين

حرائق مبكرة بالسويداء.. وقائد فوج الإطفاء يستقيل

السويداء/ لطفي توفيق 

بدأت الحرائق مبكراً هذا العام في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الربيع، ونشبت عدة حرائق في الريف الشمالي من محافظة السويداء خلال الأيام الماضية، وتحدث فوج إطفاء السويداء عن إخماد 13 حريقاً، في مناطق مختلفة من المحافظة، أتت على مساحات كبيرة من الأراضي المليئة بالأعشاب اليابسة، وتمكن عناصر الإطفاء من إخماد هذه الحرائق، بالتعاون مع الأهالي قبل وصولها إلى الأراضي الزراعية.

كما نشب مؤخراً حريق جنوب قرية “حوط” بريف المحافظة الجنوبي، وتمكن شباب القرية من إخماده قبل أن يصل إلى الأراضي الزراعية أيضاً.

وأرجع مصدر من فوج الإطفاء سبب الحرائق إلى قيام الأهالي بحرق الأعشاب بشكل عشوائي، دون مراعاة اتجاه الرياح، ودعا الأهالي إلى توخي الحذر أثناء قيامهم بحرق بقايا الأعشاب، والاستعانة بعناصر الإطفاء لحرقها تفادياً لنشوب حرائق مضرة بالمزروعات.

استقالة بسبب التقصير

على خلفية ضعف إمكانيات فوج الإطفاء الذي يواجه مئات الحرائق سنوياً، وتقصير الجهات المعنية بحقه، وعدم التجاوب مع مطالبه الملحّة والمتكررة، منذ عدة سنوات، قدم قائد الفوج في مدينة السويداء استقالته.

وذكر أنه قدمها لأسباب صحية، لكن تقصير الجهات المعنية في تحسين جاهزية الفوج، كان سبب الاستقالة، حيث تجاهل مجلس البلدية، كما تجاهلت المحافظة، كل طلبات الفوج لتحسين إمكانياته مما جعله في موقف محرج مع اقتراب فصل الصيف الذي تكثر فيه الحرائق.

ومن المطالب التي تم رفضها، زيادة عدد أفراد الإطفاء، البالغ 21 عنصراً، إذ رفع الفوج طلباً لرئاسة مجلس الوزراء لفتح باب التوظيف لإكمال أعدادهم، لكنه جاء مع الرفض دون توضيح سببه.

مطالب مهمة ومرفوضة

لم يتم التجاوب مع الكثير من القضايا والمطالب التي تساعد فوج الإطفاء على القيام بعمله بشكل مناسب، وبالإضافة إلى الرواتب المتدنية لعناصر الفوج التي تقدر وسطياً ب 30 ألف ليرة سورية شهرياً للعنصر الواحد، رغم الجهود المضنية التي يقدمها عناصر الفوج، تم رفض طلب لترميم مقره المتهالك، وزيادة عدد أفراده.

وأكثر من ذلك، تم رفض تبديل بطاريات لأجهزة اللاسلكي، وإصلاح أحد خطوط الهاتف الأرضي لتسهيل اتصال المواطنين مع الفوج في حال نشوب الحرائق.

هذه الأسباب المتراكمة وغيرها الكثير، أبقت هذه المؤسسة الهامة مهمشة وضعيفة رغم حاجة المواطنين لخدماتها.

ويبقى الرهان قائماً على حماسة أفرادها، وتفانيهم في مواجهة خطر الحرائق، كما يشكل تعاون الأهالي المستمر معهم عنصراً فعّالاً يساعدهم على القيام بعملهم.

يذكر أن فوج إطفاء مدينة السويداء الذي يواجه هذه الصعوبات في عمله، والنقص في معداته،

أنجز خلال النصف الأول من العام الماضي بالتعاون الأهالي 755 مهمة تنوعت بين حرائق ومهام مختلفة.

في حين أخمدت وحدة إطفاء شهبا أكثر من 46 حريقاً موزعاً في المناطق التابعة لها، رغم امتلاكها لآليتين فقط لتغطية المناطق الواسعة التي تتبع لها.

بينما ساهمت وحدة إطفاء صلخد التي تتكون من رجل إطفاء واحد، وسائق لآلية واحدة، بإخماد 14 حريقاً خلال هذه الفترة.