لكل السوريين

في يوم أمنا الأرض.. شكراً كورونا

لطفي توفيق

البداية كانت من ساحل سانتا باربارا بولاية كاليفورنيا الأمريكية..

حين انطلقت ملايين جالونات النفط المتطاير..

وفتكت بآلاف من الطيور البحرية والدلافين وأسود البحر.

فتنادى نشطاء البيئة للمطالبة بحقوقها..

ومع تظافر الجهود.. وتراكمها..

كان يوم .. أمنا الأرض.. العالمي.

وبعد نصف قرن على احتفال العالم لأول مرة بهذا اليوم..

اجتاح فايروس كورونا.. كوكب الأرض.

وفرض على معظم سكان هذا الكوكب البقاء في منازلهم لحماية أرواحهم.

وراح سكان كوكب الأرض يشتكون من جائحة كورونا.

كل على طريقته.

ولكن كوكب الأرض شهد انخفاضاً شديداً في انبعاثات الغازات القاتلة..

وتراجعاً غير مسبوق لمعدلات التلوث..

وتحسناً ملموساً على صعيد جودة الهواء.. ونقائه.

وكان كل ذي بصر.. وبصيرة..

يعلم أن العدو الأشرس لكوكب الأرض

هو الذي يسعى إلى امتلاك أكبر جزء منه..

وهو الذي يكمن أن يدمر العالم..

ليضيف أرقاماً جديدة إلى حساباته البنكية المتورّمة.

دون أن يولي أي أهمية لمصير.. ومستقبل..

باقي عباد الله على هذا الكوكب.

تستحق كورونا كلمة شكر

لأنها قللت من شراسة الساعين إلى الاستئثار بالعالم..

ولو على حساب تدميره.

وتستحق كلمات شكر..

لأنها  كشفت ما كان مستوراً..

عن العيون التي لا ترى من الغربال.

وما كان مغيّباً..

عن الآذان التي لا تسمع إلّا من الأبواق الرسمية.

ولأنها كشفت عورات أصحاب إمبراطوريات المال عالمياً.

وفتحت العيون التي لا ترى من الغربال.

على هشاشة حكوماتها..

وعجز مصانعها الحربية.. وترسانات أسلحتها..

ونياشين جنرالاتها..

عن مواجهة فايروس لا يرى بالعين المجردة.

وكشفت عورات حكومات الدول التابعة لإمبراطوريات المال..

التي تصرف المليارات على التسلح..

وحماية العروش.. والكروش..

وعلى محظيات العروش..

وتصرف القروش على التعليم والبحث العلمي..

وترهن مصير شعوبها.. وأمنها الصحي والغذائي لأصحاب العيون الزرقاء.

وتصادر عقول أبناء شعوبها..

وتحنّط طموحاتهم في سراديب مؤسسات الغيبيات..

المنتشرة كالخلايا السرطانية.

والمتنامية كأجهزتها الأمنية.

في يوم أمنا الأرض..

شكراً لكورونا

التي أسقطت ورقة التوت عن الذين يحتكرون قوت البسطاء.

ويستغلون ظروف الجائحة..

لضخّ المال الفاسد..

إلى جيوبهم التي لا تشبع.