لكل السوريين

الجزرية أكلة شعبية جبلاوية تحافظ على أصالتها

اللاذقية/ سلاف العلي 

الجزرية تعتبر من أشهر أنواع حلويات أهل جبلة، وللتعرف على طريقة تصنيع “الجزرية” توجهنا إلى منشأة “آل السوسي” العائلة الوحيدة التي حافظت على هذا التقليد القديم، يقول الحاج “محمد سعيد السوسي- أبو عبدالله”: «عمري الآن 75سنة ومنذ عمر الثامنة وأنا أعمل بصناعة “الجزرية” المهنة التي تعلمتها عن والدي الذي قارب عمره المئة عام ومازال يزور المنشأة يومياً، وسبب تسميتها بـ”الجزرية” كون الجزر هو المادة الأساسية بتصنيعها ويمكن استبداله بالقرع الذي يكسبها طعماً ألذ لكن بالحالتين تحافظ على نفس التسمية، ويتابع “أبو سعيد” الذي يعمل مع أخيه وأولاده: «نأتي بالجزر أو القرع نقوم بغسله وتقشيره وفرمه ثم يوضع مع الماء بحلة كبيرة ليتم غليه ومع وصوله إلى درجة الغليان يضاف إليه السكر والجوز حسب كمية القرع أو الجزر المغلي».

وعن المرحلة الثانية يقول “أبو عبد الله” هنا يأتي دور (الخبرة والمعلمية) للتأكد من طبخ هذا الخليط بشكل جيد بعد تحريكه من حين لآخر بواسطة “مسواط خشبي” ثم رفعه عن النار وتبريده لتأتي المرحلة الأخيرة فتشكل منه أقراصاً دائرية وزن نصف كيلو أو كيلو أو هرم يصل وزنه إلى (50 كيلو غرام) ثم توضع طبقة من الجوز البلدي الممتاز بعد أن تدهن الأقراص أو الهرم بخليط من “الجزرية” لكن من طبخة صغيرة لا تترك على النار كثيراً ليتماسك الجوز عليها ثم تغلف»،

ويقول “مهند” أحد أبناء الحاج “محمد”: «عملية التصنيع تحتاج من (6 إلى 7) ساعات من العمل المتواصل و”الجزرية” مطلوبة جداً في المحافظات السورية وفي بلاد الاغتراب حيث يتم الاتصال بنا من (أستراليا- الولايات المتحدة- بريطانيا- قبرص ومن دول الخليج) لتجهيزها لأبناء الساحل السوري ومنهم من يطلبها بمواصفات خاصة ليقدمها كهدية لأصدقائه هناك، أما أكثر الزبائن مداومة على شراء “الجزرية” فهم سكان جزيرة أرواد».

وعن تعلمه لهذه المهنة يقول “مهند”: «تعلمتها منذ الصغر وبالتأكيد سأتابع بها فقد باتت “الجزرية” اختصاص لعائلتنا وأصبح لنا شهرة كبيرة.