لكل السوريين

في حمص.. أُنثى تُنقذ طموحها وتوزّع الأمل!

حمص/ نور الحسين 

بالعمل وبالإصرار على الحياة، آمنت سورياتٌ كثيرات بفكرة العمل وترميم ما خربته الحرب، فتجلّى لديهنّ عطاء بلا حدود يعجز عنه بعض الرجال في هذه الفترة الصعبة التي تمر بها سوريا.

فلم تقبل “راما” شابة من حمص، 34 عام، حاصلة على شهادة بكالوريوس تربية قسم رياض أطفال، والتي كانت تشعر أن الحياة باتت محدودة في مدينتها، أن يصل اليأس إلى عتبة منزلها، فتحدت كل الظروف واستمرت بعملها بالرغم من اضطرارها مجبرةً مع ابنتها فيما بعد إلى ترك منزلها بسبب قذائف الهاون العشوائية على المكان.

تقول “راما” “طفلتي، تكبر أمامي بصمت، تتابع التلفاز والشارع وتشعر بالخوف من كل ما يجري حولها، لكني كنت أريدها عندما تنظر إلى عيني وتهرع إلى حضني أن تكون قوية، فلا مكان للضعيفات في بلادي، لذا قررت أن أعمل رغم كلّ الظروف السيئة التي أعيش وسطها”.

وعن طبيعة عملها تشرح: “طبيعة عملي قائمة على تقييم الحالة أولاً، ودرجة الأذى التي وصل إليها الشخص أو الطفل، أمراض اللغة متعددة وأعالج طبقاً لمشكلة النطق والصوت، أغلب الحالات التي أعالجها لأطفال حينما يتكلمون يتوقفون فجأة وينسون الحديث الذي بدأوا به، ولا يكون لديهم القدرة على إكمال الحوار”.

وتلفت “راما” إلى “أن السبب غالباً يكون ناتجاَ عن صدمة قوية أثر ضغط أكثر من قدرة طفل أو شخص على التحمل، قد يكون فقدان الأب أو الأم أو موت شخص ما أمامهم بطريقة مخيفة، أو مشاهدتهم لمنظر دموي أو تفجير…” .

كما توضّح أنه وبحكم طبيعة عملها عليها الاطلاع على التاريخ المرضي للمريض أو الاطلاع على خصوصية حياته، وهذا تجد فيه صعوبة كبيرة مع الأهالي الذين يفضلون التكتم، حينها ذلك يتطلب جهداً نفسياً ومعنوياً، لزرع الأمل والسلام والثقة في قلوب الأهالي.

وتتابع “راما” “أحب عملي جداً، كونه تطوعيّاً في الغالب، فأنا لا أتقاضى أي مبلغ كان من عائلة أعرف مسبقاً أنها تعيش حد الكفاف، وأنسى تعبي عندما أرى نتائج العمل تظهر على المريض، ولا زلت أحلم بمركز حقيقي يحتوي كل الظروف والحالات النفسية التي مرت بها حمص وأهلها.”

فمع كلّ ما حملته الحرب من آلام وأهوال إلّا أنّ المرأة السورية لم تختبئ وتستسلم للواقع، بل اختارت الكفاح لغدٍ أفضل، وتقدمت لتحمل نصيبها من مسؤولية العمل على نهضة البلاد وتجاوز المحن.