لكل السوريين

يقتاتون على الحشائش.. (الخبيزة) طعام مجاني ووجبة كل فقير في إدلب

إدلب/ عباس إدلبي   

تلجأ بعض العوائل في إدلب وأريافها للحصول على الطعام من نبتة “الخبيزة” بعد أن أصبح أمر الحصول على الطعام إجهادا للنفس والسعي وراء الخيال، وذل نظرا للأوضاع الصعبة التي تشهدها المدينة وانتشار كبير في معدل الفقر فيها، ناهيك عن الغلاء الفاحش في الأسعار، وعدم قدرة المواطن على تأمين أدنى مقومات الحياة.

ومن خلال جولة لصحيفتنا على الحدود السورية التركية، التقى مراسلنا ببعض النسوة اللاتي ينتشرن على قارعة الطرقات للحصول على نبتة الخبيز التي يمكن للنساء إعدادها كطعام مجاني، بعد أن حلقت أسعار الخضار عاليا.

أم أحمد، لاجئة من ريف دمشق، قالت لمراسلنا “كل عام ومع بداية شهر كانون الثاني تظهر هذه النبتة في على قارعة الطرقات وفي بعض الأراضي، ولكن هذا العام تأخر ظهورها، نظرا لقلة الأمطار”.

وتضيف “نقوم بجمعها وطبخ ما يلزمنا وبيع ما يزيد عن حاجتنا، لنشتري به مستلزمات أخرى، حتى الخبيزة تحتاج لأمور أخرى كالزيت وبعض المواد اللازمة لتحضير هذا الطعام المجاني”.

أم عمر، سيدة كانت برفقة أم أحمد تجمع حشائش الخبيزة، قالت “الخبيزة طعام للغني والفقير، وفي ظل ارتفاع كافة الأسعار يميل أغلب سكان إدلب للبحث عن تلك النبتة، وخاصة سكان المخيمات والنازحين بسبب ضيق الحال والفقر الشديد، حيث نقوم بجمع الخبيزة و(عفارة) البطاطا لتأمين طعام لأطفالنا وبيع الفائض إن وجد”.

وارتفعت كافة الأسعار في محافظة إدلب وأريافها، شمال غرب سوريا، حتى بات المواطن عاجزا عن تأمين أبسط مستلزمات المعيشة، في وقت تكتظ فيه المدينة بملايين الناس، معظمهم مهجرون من بقية المحافظات السورية.

ووصل سعر كيلو كل من “الأرز، السكر، العدس” لـ 2000 ليرة، في حين تجاوز سعر الكيلو الواحد من الشاي حاجز الـ 25 ألف، بينما حطت البندورة الرحال عند حاجز الـ 2200 ليرة، والبطاطا عند ألف ليرة.

ويعود سبب الارتفاع الكبير هذا بحسب صاحب محل في مدينة إدلب، لعدة أسباب، أبرزها فرض التعامل بالليرة التركية التي هي غير مستقرة بالأساس، يضاف إلى ذلك تدني سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية.