لكل السوريين

إشعال شمعة وسط الظلام.. أطباء يطلقون مبادرة مجانية في طرطوس

طرطوس/ اـ ن

المبادرة الطبية الإنسانية التي أطلقتها مجموعة من أطباء محافظة طرطوس بهدف إشعال شمعة وسط الظلام الحالك وفرت ما يحتاجه المرضى بأقل التكاليف الممكنة، فجميع المرضى دون استثناء أو تمييز، حصل على خدمة طبية مجانية متكاملة كان يحتاجها بشكل عاجل وضروري، تضمنت الفحص السريري التخصصي والأدوية الاستشفائية، حيث لم يكن بمقدوره الحصول عليها في ظل الظروف الاقتصادية والمادية الصعبة التي يعانيها كل المواطنين، إضافة لارتفاع أجور المعاينات السريرية، لكن مبادرة أطباء طرطوس الخيرية ، ساهمت بشكل كبير، بالتخفيف عن الآلام ومعاناة الكثيرين، وخاصة في ظل عدم توافر القدرة المالية في ظل الظروف الحالية، وعدم استلام الرواتب للشهر الثالث على التوالي، وكانت عمليات التنسيق بين المرضى والأطباء عالية المستوى ومنظمة بشكل مريح للطرفين، وإن ضعف القدرات المالية كانت السبب الأساسي لعدم النظر أسرياً في قرار مراجعة الطبيب بشكل عام وخاصة بالنسبة للمرضى في مقتبل العمر، وبشكل جدي ومستعجل وإسعافي، للعلاج نتيجة ارتفاع أجور المعاينات الطبية، ما أثر في النفوس.

الأطباء أكدوا أن هذه المبادرة هي سعي للمساعدة المجتمعية كل وفق قدراته واختصاصه في الحالات المرضية الإنسانية للمجتمع الذي هم جزء منه، في ظل الصعوبات الاقتصادية الكبيرة التي جعلت التفكير بتأمين وجبة الطعام والحاجيات الحياتية اليومية أهم بكثير من التفكير بالطبابة والاستشفاء رغم الضرورة الإنسانية الكبيرة لها.

تم إطلاق هذه المبادرة لتقديم خدمات الطبية المجانية أو شبه المجانية لمساعدة الأهالي في طرطوس وريفها، فكثير من العائلات باتت مجبرة على الاختيار بين الحصول على الخدمات الطبية رغم حاجتها لها أو الحصول على الحاجيات المعيشية اليومية، وبالغالب الخيار الثاني هو الأرجح بين كفتي الميزان ، وإن الخدمات الطبية التي يقوم الأطباء بتقديمها، هي خدمات شاملة، كل حسب اختصاصه، مع إمكانية توفير بعض الأدوية اللازمة، وإن تطورت الحاجة الطبية السريرية إلى الاستشفائية وكان هناك حاجة لبعض التكاليف المادية الخارجية يسهم الطبيب بإتعابه مجانا أو بشكل شبه مجاني حسب الحالة، ويشارك في المبادرة أطباء مغتربون من خلال تقديمهم الاستشارات الطبية التخصصية عن بعد (أون لاين)، وأيضاً يشارك أطباء مساهمون بتقديم عياداتهم وسط المدينة مع كامل تجهيزاتها، إضافة لأجهزة الإيكو مثلاً أو التصوير الشعاعي، ما يسهل عمليات الوصول إليها ويخفض الحاجة للمواصلات والتنقل، ويشارك أيضاً بعض مخابر التحاليل الطبية، لتتشكل مع بعض خدمة طبية متكاملة ترضي المريض.

وما يقوم الأطباء به من خدمة طبية في هذه المبادرة هو مؤازرة ودعم وتشارك لعمل المشافي العامة المنتشرة على رقعة المحافظة، والتي تقدم خدماتها بشكل مجاني أو شبه مجاني على مدار الساعة، وهي محاولة منهم لخلق حالة من التكافل الاجتماعي الذي بات المجتمع أحوج إليه، في ظل ما يعانيه من صعوبات معيشية واقتصادية، وتعزيز حالة الغيرة المجتمعية لخلق مبادرات مجتمعية متنوعة تطال بقية جوانب الحياة، والحالة المرضية أو الطبية اليوم وضمن ظروفنا وواقعنا الحالي باتت خارج اهتمامات الكثيرين وقدراتهم المادية، لذلك ما يقومون به هو حالة إنسانية بالمطلق، ومن المتوقع تزايد الأعداد بشكل كبير بدليل أن التواصل والحجز حالياً على مدار الساعة من قبل المرضى، وبالنسبة للكادر طبي كل شيء محسوب ومنظم على أعلى مستوى لمنع حدوث أي تجاوزات أو فوضى محتملة نتيجة الأعداد المتزايدة دوما، وهم حريصون على تقديم الخدمة الطبية بأفضل حالاتها وإنسانيتها.

وانطلاقاً من أهمية هذه المبادرة المجتمعية الطبية التي السعي بها لتعزيز التكافل الاجتماعي ودعماً لها ولجهود الأطباء الذين يقدمون خدماتهم الطبية مجانية بادرت مستودعات الأدوية لتقديم مجموعات متكاملة من الأدوية الطبية الاستشفائية مجاناً، وخاصة أن أسعار الأدوية مرتفعة والبعض غير قادر على شرائها، حيث إن تكامل تقديم الأدوية في ذات مكان تقديم الخدمة الطبية يخفف الكثير من المواصلات على المرضى ويشعرهم بتكامل مجانية الخدمة المقدمة، وأن مشاركة مستودعات الأدوية بتقديم الأدوية ليست عبثية ، وإنما قائمة على الحاجة والتنسيق، وتم الإسهام والمشاركة بأدوية مطلوبة أو غير مطلوبة أو مرغوبة لدى الأطباء لإكمال فحوصاتهم السريرية، كنماذج طبية، كأدوية كاملة مجانية يحتاجها المريض للاستشفاء وفق وصفة الطبيب المختص.