لكل السوريين

مخاطر كثيرة في “عِمرة” مصفاة بانياس، ومهندسون يوضحونها لصحيفتنا

السوري/ طرطوس ـ أوضح عدد من المهندسين الذين يعملون في إعادة ترميم بعض المنشآت في مصفاة بانياس بريف طرطوس أن هناك مخاطر كبيرة تواجههم في إطار عملهم المتواصل لإعادة المصفاة للعمل، بعد أن نتج عنها أزمة محروقات خنقت الشعب في عموم سيطرة الحكومة السورية.

وأدت أعطال سابقة إلى توقف أعمال التصفية والضخ في مصفاة بانياس التي تعتبر المورد الوحيد النفطي للحكومة السورية، وبالتالي نتج عنها أزمة محروقات خنقت المواطنين.

مهندس يعمل في المصفاة رفض الإفصاح عن اسمه، قال لمراسلتنا “المخاطر متعددة نتيجة العمل على ارتفاعات عالية على الأبراج والمبدلات والمراوح ولا ننسى المجموعات العاملة ضمن الأفران والتي تقوم جميعها بأعمال صعبة وشاقة وطويلة وتحتاج إلى روافع وخبرات، وهنا لا بد من الكشف على الغازات الموجودة وطبيعتها وهل هي انفجارية وسامة أو غير سامة وبالتالي لا بد من التأكد من سلامتها قبل دخول العمال إليها”.

بدوره، رئيس دائرة صيانة المضخات والضواغط والعنفات البخارية والمراوح والذي يعمل تحت البرج الأساسي للتقطير الجوي أن مهمتهم إجراء صيانة للبرج ليكون جاهزاً للعمل وقت الإقلاع القادم، لكنه تحدث عن بعض المخاطر التي يتعرضون لها من حرارة عالية واستنشاق غازات ويؤكد أنهم يتخذون الاحتياطات اللازمة.

على أحد الأبراج وعلى ارتفاع يقارب 50 متراً يراقب المهندس رئيس دائرة الكبريت والإسفلت في قسم الكبريت عمليات صيانة البرج ويوضح أن العمل يتطلب منهم أخذ الحيطة والحذر من الأخطار التي قد يتعرضون لها مثل السقوط وأذية الجسم نتيجة تلامسه مع الآلات الميكانيكية.

إجراءات السلامة خلال العمرة نوعان يتحدث عنها المهندس رئيس قسم الإطفاء والأمن الصناعي منهما ما يتعلق بحماية العاملين والأخر بحماية المنشأة، حيث يقول “تؤمن الشركة اللباس العمالي من بدلات وخوذ وأحذية مجاناً إضافة إلى عدة خاصة بالأماكن المغلقة والتي يتم قبل الدخول إليها تنظيم ورقة سماح بالعمل يتم بموجبها التأكد من سلامة هذه الأماكن وإمكانية دخول العامل إليها وخلوها من الغازات”.

أما القسم الثاني من أعمال السلامة، فيتعلق بالمنشأة بشكل عام ففي حال حصل حريق هناك عناصر الإطفاء موزعين في كل مكان، ومزودين بالمواد اللازمة للإطفاء من بودرة وفوم ومياه وغيرها ومدربين على طريقة التعامل مع كل حريق حسب نوعه.

وفي قسم الكبريت والإسفلت حيث يتم تفريغ وفك المبردات المائية وأعمال صيانة متعددة يتابع المهندس رئيس القسم العمل مؤكداً أن العمرة الحالية ضرورية حيث لم يتم إجراء صيانة للمصفاة، بسبب ظروف الحرب والحصار، وأن الأعمال اقتصرت خلال السنوات الماضية على إصلاحات جزئية وحسب العطل لنعود للعمل خلال أيام قليلة.

ويضيف “قبل البدء بالعمرة التي انطلقت في الخامس عشر من الشهر الماضي كانت هناك حالة من التوقف لجميع الأعمال بالمصفاة لمدة خمسة أيام تم خلالها تجهيز المواقع للعمل من عمليات تفريغ وكسح وتبريد وتخميد وعزل الدارات تمهيداً للبدء بأعمال الصيانة”.

العمرة الحالية شاملة حسب ما وصفها مدير الإنتاج في الشركة وهي ضرورية فرضت نفسها نتيجة الأعطال المتكررة طوال السنوات الماضية حيث عملت المصفاة منذ عام 2013 دون أي صيانة شاملة، مؤكداً أن حجم العمل كبير وأن العمال يبذلون أقصى جهد لإنجازها بأقصى سرعة ممكنة وأن العمل مستمر ليلاً نهاراً.

ويضيف، بانتهاء الأعمال من المتوقع أن يتحسن الإنتاج وتزيد الحمولة بنسبة 25 بالمئة عما كانت عليه قبل العمرة مؤكداً أنه مع إقلاع المصفاة المقبل ستكون هناك فرصة لتأمين نحو 90 بالمئة من حاجة السوق من المشتقات النفطية.

واضطرت الحكومة السورية لتكثيف العمل في المصفاة التي تشرف عليها روسيا بنفسها، وذلك لكونها المتنفس الوحيد لها، حتى تتلافى موجة اعتراضات على نقص المحروقات.

تقرير/ ا ـ ن