لكل السوريين

أزمة السودان تستمر وتتفاقم.. والوباء يهدد حياة النازحين

في أول زيارة خارجية معروفة له منذ اندلاع الصراع في السودان، التقى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، رئيس أوغندا، وقال على منصة أكس، إنه ناقش مع الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني التطورات في السودان وطرح رؤيته “للتفاوض ووقف الحرب وبناء الدولة السودانية على أسس جديدة وعادلة”.

وجاء هذا اللقاء الذي أكده رئيس أوغندا، في وقت أشارت فيه مصادر مطلعة إلى أنه يجرى ترتيب لقاء بين دقلو والبرهان في جيبوتي، بعد تسلّم الطرفين دعوة رسمية من رئيس الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا “إيغاد”، وقالت المصادر إنه جرى التوافق على أن يكون اللقاء بدون شروط مسبقة من الجانبين.

وكانت “إيغاد” التي تشارك في جهود الوساطة لوقف الحرب في السودان، قد قالت في العاشر من الشهر الماضي إنها حصلت على التزام من الطرفين المتحاربين بتنفيذ وقف لإطلاق النار، وإجراء حوار سياسي يهدف إلى حل الصراع بينهما.

وقال دقلو على منصة أكس “لا زلنا متمسكين بمخرجات قمة رؤساء الإيغاد التي انعقدت في جيبوتي، وسنمضي في تنفيذ ما التزمنا به من أجل إنهاء الحرب ورفع المعاناة عن كاهل شعبنا واستعادة الأمن والاستقرار لبلادنا”.

الأزمة تتفاقم

أوشكت الحرب في السودان على أن تصبح أزمة منسية، في ظل توجّه العالم نحو التركيز بشكل أكبر على حرب إسرائيل في غزة، والغزو الروسي لأوكرانيا، رغم أن الصراع في السودان أدى إلى مقتل الآلاف، وتسبب بأكبر أزمة نزوح بشرية في العالم.

وحذرت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير لها من أن أزمة السودان ستستمر في عام 2024، وتوقعت أن الحرب الأهلية المدمرة قد تؤدي إلى انهيار الدولة السودانية الهشة وتفاقم الأزمات الإنسانية المتصاعدة فيها.

وأوضحت أن الصراع على السلطة سيظل يلقي بظلاله المدمرة على الأوضاع الاجتماعية الاقتصادية خلال العام الحالي، وخاصة بعد انتشار الأوبئة والمجاعات التي ستؤدي بالضرورة إلى زيادة موجات الهجرة من السودان إلى مختلف أنحاء العالم.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الصراع أدى إلى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين، كما أدى إلى ترك أكثر من نصف البلاد في حاجة إلى مساعدات إنسانية، وأجبر حوالي ستة ملايين شخص على ترك منازلهم، وأبقى حوالي عشرين مليون طفل بدون تعليم، حيث أدى إلى إغلاق آلاف المدارس في السودان.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن الشافعي محمد أحمد، من لجنة الإنقاذ الدولية قوله “لقد أصبح السودان أكبر أزمة نزوح في العالم، فضلا عن عدم القدرة على إيصال المساعدات الإنسانية المحدودة بسبب الاستقطاب العرقي والقبلي والإقليمي للحرب الحالية”.

والوباء يهدد النازحين

حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من تأثير الصراع في السودان على الخدمات الصحية فيه في ظل الأوضاع المأساوية السائدة في البلاد، وأشار بالتحديد إلى خطورة تفشي وباء الكوليرا.

وأوضح المكتب في بيان، أن عدد الحالات المشتبه بها ارتفع بنسبة تتجاوز مئة بالمئة خلال الشهر الماضي، حيث وصلت بلاغات عن حوالي تسعة آلاف حالة اشتباه وأكثر من مئتي وفاة في تسع ولايات سودانية حتى الشهر الماضي، وفق بيانات محلية وأممية.

ويعطل القتال المستمر إمكانية تقديم الخدمات الصحية التي تعاني أصلاً من توقف أكثر من سبعين بالمئة من مستشفيات السودان عن العمل.

وذكر بيان المكتب أن ولاية الجزيرة جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم، شهدت أكثر من ألفي حالة اشتباه، بعد أن تحولت الولاية من منطقة آمنة إلى موطن لكارثة إنسانية وعمليات نزوح كبيرة، بعد أن سيطرت عليها قوات الدعم السريع وانسحبت قوات الجيش منها.

وذكرت نقابة أطباء السودان أن تعطيل الخدمات الصحية في مدينة ود مدني بولاية الجزيرة يعرض حياة مئات المصابين بالكوليرا للخطر في مراكز العلاج المخصصة لهذا المرض.

وأضافت في بيان تحت عنوان “الحرب في زمن الكوليرا” أن أكثر من ثلاثة ملايين شخص معرضون لخطر الإصابة بالمرض في ولايات سودانية مختلفة.