لكل السوريين

سببها انخفاض منسوب الفرات.. أرياف الرقة تعاني من قلة كبيرة في مياه الشرب

الرقة/ صالح اسماعيل 

يواجه أهالي بلدة الهيشة شمال مدينة الرقة معاناة كبيرة جراء انقطاع مياه الشرب النقية، بسبب توقف محطة الضخ في قرية تل السمن شمالي، لعدم توفر المياه المتدفقة في قناة ري البليخ، وذلك بسبب انخفاض منسوب نهر الفرات.

أدى انخفاض منسوب نهر الفرات إلى توقف العديد من محطات ضخ المياه التي تحتاج لمناسيب ري مرتفعة، ومنها محطة رفع تل السمن التي تعد من أكبر محطات الضخ في ريف الرقة الشمالي، حيث تروي آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية، وتزود، مئات القرى بمياه الشرب.

وفي لقاء مع أهالي بلدة الهيشة بين علي العبد الله في حديثه بأن الدولة التركية من خلال احتكارها لتدفق مياه نهر الفرات فهي تودي بحياة آلاف السكان في مناطق شمال وشرق سوريا للهلاك من العطش، والجوع.

وأضاف العبد الله: “بأنهم في بلدة الهيشة أكثر من خمسة آلاف نسمة يعانون من عدم توفر مياه الشرب النقية بسبب توقف محطة مياه الشرب في البلدة عن تزويدهم بالمياه، نتيجة انقطاع تدفق المياه عنها من محطة رفع تل السمن شمالي”.

ومن جانبه أكد أحمد الخضر بأن انقطاع مياه الري أدى لخسارة كبيرة في موسم القمح لهذا العام، نتيجة عدم ساقية المحاصيل الزراعية بشكل مناسب، الأمر الذي ادى لخفض أنتاج الأراضي الزراعية لأقل من النصف.

ونوه الخضر إلى أن بلدة الهيشة والقرى التابعة لها (30) قرية، تواجه خطر الجفاف بسبب عدم توفر المياه النقية، إضافة لضهور عدد من الأمراض (إسهال، انتشار اللشمانيا) بسبب المياه الملوثة.

وطالب كل من العبد الله والخضر من الدول الإقليمية ومن المجتمع الدول بوضع حد للدولة التركية للسماح لمياه نهر الفرات بالتدفق لشمال وشرق سوريا، وضمان عدم تكرار هذه الانتهاكات بحق شعوب المنطقة.

وتواصل دولة الاحتلال التركي حبس مياه نهر الفرات منذ بداية العام الحالي، ما ألقى بأضرار كبيرة على كافة مفاصل الحياة، وتأثر من جراء هذا التصرف عدة قطاعات أبرزها قطاعي الزراعة والاقتصاد.

ولم يقتصر أمر الضرر الكبير على القطاعين المذكورين فحسب، بل شمل قطاعات أخرى، والتي يعد قطاع الكهرباء أبرزها، حيث قلت نسبة الكهرباء التي كانت تنتجها السدود، وبالتالي تأثر المواطنين بشكل كبير، واتضح ذلك من خلال تضرر محاصيل تعتمد على الكهرباء.

ومنذ عدة أيام أعلنت لجنة الصحة في مدينة كوباني عن تسجيل أكثر من 500 حالة تسمم، سببها تلوث مياه الفرات، حيث أن قلة المياه ساهمت بنوع من ركود في المياه، وبالتالي أصبحت عرضة للسموم.

وحذرت هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا من حدوث أزمات كبيرة تهدد حياة الملايين من الأهالي بسبب تلوث المياه في النهر.