دمشق/ روزا الأبيض
بات السكن الجامعي في العاصمة دمشق غرفاً لا تصلح للسكن البشري، بسبب المشاكل الكثيرة التي يعاني منها الطلاب، من عدم الحصول على التدفئة، انقطاع الكهرباء، تسرب مياه الصرف الصحي، والمحسوبيات.
وتزامناً مع البرد القارس وانخفاض درجات الحرارة خلال فصل الشتاء، امتنعت إدارة المدينة الجامعية عن تشغيل أجهزة التدفئة المركزية في المباني السكنية للطلاب، وأيضاً منعت الطلاب من تشغيل المدافئ الكهربائية والسخانات في ساعات وصول التيار الكهربائي، حيث يتم مصادرة أجهزة التدفئة، باستثناء من لهم “واسطة” فالجولات لا تشملهم.
أضف إلى ذلك سوء ﺍﻟﺘﻤﺪﻳﺪﺍﺕ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ في الغرف، حيث شهد اﻟﻄﻼﺏ احتراق بعض ﺍﻟﻐﺮﻑ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﺎﺱ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﻓﻴﻬﺎ، علماً أن فترات قطع ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﻛﺜﻴﺮة، وﻏﻴﺮ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ، وكانت ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴﻜن ﻗﺪ ﻭﻋﺪﺕ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺑﻌﺪﻡ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﻟﻴﻼً، إلا أن الطلاب ﻟﻢ ﻳﺮوا ﺃﻱ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﻋﺪ، وتخلت الإدارة عن تشغيل المولدات الكهربائية مبررة ذلك بعدم توفر مادة “المازوت”، ليلجأ الطلاب في النهاية إلى الشموع.
من جهة أخرى تأتي مشكلة تسرب مياه الصرف الصحي إلى الممرات والسلالم، والتي بررتها الإدارة أيضاً بعدم توفر الأموال اللازمة للإصلاح، وعدم وجود مياه ساخنة في الحمامات، حيث تتوفر ليوم واحد فقط في الأسبوع، وبعض ﺍﻟﺤﻤﺎﻣﺎﺕ ﻻ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺴﺎﺧﻨﺔ أبداً بسبب ﺍﻟﺘﻤﺪﻳﺪﺍﺕ الصحية السيئة ﻓﻴﻬﺎ، وفي الحديث عن ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ فإن المياة ﻧﻔﺴﻬﺎ لا يمكن التأكد من أنها معقمة أو نظيفة، خاصة ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﺸﺮﺏ.
وفي ظل انتشار فيروس كورونا تأتي المشكلة الأهم والتي تتمثل بمحدودية عدد الوحدات السكنية، وبالتالي محدودية عدد الأسرة المتوفرة، حيث تم اللجوء إلى زيادة عدد الأسرة في كل غرفة، وبالتوازي مع زيادة أعداد الطلاب، وصغر مساحة الغرفة، يتواجد فيها 7 طلاب، وهنا تبرز المحسوبيات مرة أخرى، فذلك لا يشمل غرف اتحاد الطلبة، او الغرف الحزبية ” غرف حزب البعث”، حيث لا يتجاوز عدد الطلاب فيها 3 طلاب.
وتأتي أيضاً مشكلة ﺍﻟﺨﺒﺰ، ﻓﺎﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﻟﻠﻤﻌﺘﻤﺪﻳﻦ، وما ﺗﻢ ﺇﺻﺪﺍﺭه من ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺑﻴﻊ ﻭﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺨﺒﺰ، لم تنفذ، لنرى طابور الطلاب أمام الفرن.
وآخراً أمام هذه المشكلات من برد، انعدام ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ، وﻧﻘﺺ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ، كيف للطالب ﺃﻥ ﻳﺪﺭﺱ؟.