لكل السوريين

محافظة السويداء.. خدمات مغيبة واستقالات غير مسبوقة

السويداء/ لطفي توفيق

تعاني محافظة السويداء من سوء الخدمات العامة غالباً، ومن غيابها أحياناً، على صعيد تأمين مياه الشرب والمحروقات، وانقطاع التيار الكهربائي، وتراكم النفايات في الطرقات وبين المنازل.

فمياه الشرب يتم قطعها عن أحياء في المدن، وبعض البلدات والقرى لفترات طويلة، وغالباً ما شحيحة في المناطق الأخرى من المحافظة.

وعمليات توزيع مادة مازوت التدفئة انطلقت منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ولم يحصل أكثر من نصف المواطنين على مخصصاتهم من الدور الأول حتى الآن، في ظل برودة طقس المحافظة الجبلية.

أما الغاز الذي أصبح تحت رحمة البطاقة “الذكية” التي نقلت طوابير المنتظرين للحصول عليه من الشارع إلى المنازل، بانتظار رسالتها لاستلام أسطوانة غاز، ولكي يريح الناس من هذا الانتظار قال مدير عمليات الغاز بدمشق، “لم يعد هناك مدة محددة لوصول رسالة استلام مادة الغاز، حيث أن فترة التوزيع للمادة مرتبطة بتوفرها، فإذا نقصت التوريدات من الغاز تزداد المدة، والعكس صحيح”.

وتزايد تذمر المواطنين وشكاواهم من هذه الأوضاع، وخاصة من تراكم النفايات، كان آخر هذه  الشكاوى رسالة بعثت بها مواطنة من مدينة شهبا، شمال السويداء، إلى موقع إعلامي محلي، قالت فيها “لم أعد أعلم ما إذا كان مسؤولو المدينة قد قرروا تحويلها إلى مكب للنفايات، فالقمامة متجمعة على جوانب الطرقات وبين المنازل وفي الحدائق”.

ووثقت شكواها بصور تبين تراكم النفايات على الطرق الرئيسية وفي سوق المدينة.

استقالات غير مسبوقة

في ظل هذا الواقع المزري قدّم خمسة أعضاء من المجلس المحلي لمدينة شهبا، استقالاتهم احتجاجاً على تردي الواقع الخدمي في المدينة، وعجز المجلس عن تلبية الخدمات الأساسية للمواطنين، وعدم تمويله ليتمكن من تحسين ظروف عمله، وعدم استجابة أصحاب القرار لمطالبته بتحسين الوضع الخدمي في المدينة.

واعتبر كثيرون أن هذه الاستقالة لن تؤثر على المعنيين المستمرين بإهمال المدينة، حيث تم التكتم على استقالة الأعضاء واستئناف الاجتماعات الشكلية للمجلس دون أي إنجازات تذكر.

بينما رأى كثيرون أن قرار الاستقالة خطوة شجاعة خصوصاً أنها شكلت احتجاجاً على الإهمال من قبل القائمين بالعمل، ففي سوريا قلما يتنازل القياديون عن مناصبهم بسبب هموم المواطنين التي تشكل آخر هموم أصحاب هذه المناصب.

مجالس مشلولة

برر أحد أعضاء المجلس استقالته عبر صفحته على موقع “فيسبوك”، بعدم قدرته على تقديم العمل النافع للأهالي بسبب غياب الأداة التنفيذية لتطبيق صلاحيات المجلس، وعدم قيامه بأي مشروع استثماري في المدينة.

وأشار إلى أن مقترحات الأعضاء لا تلقَى استجابة من المعنيين، فيما يفتقر المجلس للتمويل، فإيراداته لا تكاد تفي برواتب موظفيه ومصاريف آلياته، إضافة لحاجته للعديد من الفنيين والقانونيين والآليات، فضلاً عن عدم قدرته على الحد من فوضى سرقة كهرباء الشوارع، واستباحة الأرصفة والحدائق بالتعديات.

وأكد أنه استقال بعد 9 سنوات من العمل، “لتبرئة ذمته أمام أهالي مدينة شهبا”.

وكانت بلدية مدينة شهبا قد أعلنت عن تعطل جميع آليات نقل القمامة في المدينة، وعدم وجود ميزانية كافية لإصلاحها، وهو ما دفعها للاستعانة بسيارات من بلدات ومدن أخرى لترحيل النفايات.

ثم أعلنت عن إصلاح إحدى سيارات النظافة المعطلة ودخولها مرحلة التجريب تمهيداً لدخولها في الخدمة الفعلية من جديد، وسيبدأ العمل بإصلاح السيارة الثانية خلال أيام.

ولكن جهود البلدية بقيت مجرد نشاطات “فيسبوكية”، وبقي الواقع على الأرض كما هو عليه. وبقيت مدينة شهبا تعاني من القمامة المكدسة منذ أشهر في مختلف شوارعها وأحيائها.