لكل السوريين

كلّ دروب “الانتظار” توصلُ إلى حماة!

السوري/ حماة ـ انتظارٌ طويل مُضنٍ يختبِره الحمويون وسكان الريف يوميّاً في مسعى لإيجاد وسيلة نقل عامة، ومع ارتفاع الأجور زاد العبء الذي يكبّد جيوبهم مزيداً من التكاليف وسط وضع اقتصادي متردّي، تلك تحديات يومية يعيشها أهالي حماة والريف التابع لها، والتي يعزوها المعنيون والمسؤولون إلى قلة مخصصات وسائل النقل العامة من المحروقات واختلاف الكمية من وقت لآخر.

حيث يذكر “أمجد”، موظف في حماة ومن سكان ريفها، “معاناتنا من قلة وسائل النقل ما تزال مستمرة منذ سنوات، حيث نضطر إلى انتظار وسيلة النقل لأكثر من ساعة لرحلة لا تتجاوز مدتها عشرين دقيقة”.

ولا تنحصر المشكلة في مدة انتظار السرفيس عند الذهاب من وإلى حماة فحسب، كما تقول “ديمة”، طالبة من مصياف تدرس في جامعة حماة، “فبعد الساعة الـ 12 ظهراً تخف حركة السرافيس، وتنعدم بعد الساعة الواحدة ليضطر الموظفون والطلاب إلى تطبيق سرفيس أو ركوب تكاسي أجرة ودفع مبالغ أكبر يصعب على ذوي الدخل المحدود تحملها يوميا.”

فيما يشير “رامي” إلى أن سائقي الخط يتصرفون بعشوائية مستغلين تجاهل الجهات المعنية لهذا الخط أو ذاك حيث يتذرع بعضهم بنفاد الوقود المخصص لهم ويطلبون زيادة الأجرة بحجة شراء المحروقات من السوق السوداء.

بدوره يتساءل الموظف “محمد” عن سبب إهمال خط حماة _مصياف، مع العلم أنه نشط ويشهد حركة دائمة حتى في أيام العطل وعدم مراقبة سائقي الخط وإلزامهم برحلات متأخرة ولا سيما أن هناك شريحة كبيرة من أهالي مصياف موظفون بحماة وقد لا يتمكنون من الوصول إلى مصياف قبل الساعة الثالثة والنصف.

مراقب لإحدى خطوط النقل، عزا في حديثه لصحيفة محلية، قلة حركة السرافيس إلى نقص مخصصات مادة المازوت المسؤولة عنها لجنة احتياجات المحروقات في حماة معتبراً أن انشغال السائقين في البحث عن المحروقات يجعل الخط غير منظم.

والأمر الآخر الذي تحدث عنه المواطنون، هو عدم تواجد هذه الباصات أوقات الذروة أي بين الساعة ٧ و٨ صباحا و١و٢ ظهرا، لأن معظمها ملتزم مع عقود روضات دون الاكتراث بوجود أعداد كبيرة من الركاب تنتظر رحمتهم لأنهم لا يستطيعون أن يركبوا (تكاسي) أصبحت أجورها نار تكوي جيوبهم لا بل إن عملها ينتهي تماما بعد الساعة ١ ظهرا، ومن المعروف أن الدوام الرسمي للموظفين مستمر حتى الساعة ٢ ونصف فالمواطن كيف له أن بتدبر أمره؟!

فأزمة النقل داخل مدينة حماة، وبين حماة وريفها، هي إحدى حلقات المسلسل الطويل من المعاناة، حيث وردت شكاوى عديدة من قبل المواطنين حول معاناتهم الكبيرة أثناء استخدامهم لباصات النقل الداخلي في المدينة مؤكدين أن شكواهم ذاتها منذ سنوات دون إيجاد الحلول!

في المقابل، تعاني مدينة مصياف في ريف حماة الغربي من مشاكل في النقل الداخلي، حيث أن أصحاب الباصات لم يلتزموا بالتسعيرة المحددة لهم ويتقاضون مبلغ اضافي دون وجود من يحاسبهم ولكن الأمر تفاقم، لأن المبلغ الإضافي سابقاً لم يكن يتجاوز ١٠ أو ٥ ليرات أما اليوم يأخذون ٤٠ ليرة إضافية، فالتسعيرة المحددة للباصات الكبيرة هي ٦٠ ليرة في حين أنهم يأخذون ١٠٠ ليرة دون مبرر و(الباصات) الصغيرة تسعيرتها ٧٥ ليرة وأيضاً يأخذون ١٠٠ أي أن المواطن يدفع ٨٠ ليرة يومياً ذهابا وإيابا أثناء حركته زيادة عن التسعيرة الرسمية، فغياب الرقابة عنها جعلها تتحكم بالمواطنين على سجيّتها.

كما تحدّث “سليمان”، من سكان مصياف، ” منذ سنوات ونحن نطالب بأن يتم إحداث خطوط جديدة بسبب تجاهل أحياء كثيرة داخل المدينة، فمثلاً سكان الضاحية طالبوا عشرات المرات بتخديمهم بالنقل الداخلي بسبب بعدها عن المدينة دون جدوى”.

وأضاف: “عادة هذه الباصات لا تنتظر حتى يكتمل عدد الركاب فيها وإنما في حركة مستمرة، أما في مصياف فالمواطن غالباً يملّ الانتظار لأنها لا تتحرك قبل أن يصبح عدد الواقفين فيها أكثر من عدد الجالسين حتى أثناء الإجراءات الاحترازية لم تتقيد لا من قريب ولا من بعيد لناحية الازدحام والمواطن مكرهاً لا بطل لأنه غير مستعد لدفع ١٠٠٠ ليرة على الأقل أجوراً للتاكسي”.

كثيرةٌ هي الأصوات التي تنادي، وقليلةٌ الآذان التي تُصغي، فهل مَن يسمع ويعمل ليفتح دروب حماة في كل وقت أمام مرتاديها؟!

تقرير/ حكمت أسود