لكل السوريين

البسطات والأكشاك تجتاح ساحات السويداء وشوارعها، والأهالي بين متذمر ومتأمل بالحل

تعاني مدينة السويداء من مشكلة الانتشار العشوائي للبسطات والأكشاك في معظم شوارعها وساحاتها الرئيسية.

وتفاقمت هذه المشكلة وأصبحت تعيق حركة مرور السيارات والمشاة في الشوارع التي باتت تغص بمختلف أكشاك وبسطات الخضار والفواكه والمواد الغذائية والملابس وغيرها.

وزحفت هذه البسطات والأكشاك على رصيف المشاة في الشارع المحوري الرئيسي بالمدينة بشكل شبه كامل، كما تمددت على مساحات واسعة من الطريق.

بدورها تشهد ساحة السير، وهي الساحة المركزية، حالة من الفوضى والزحمة وصعوبة حركة المرور بسبب كثافة البسطات والأكشاك التي احتلت كل أرصفتها، ومساحات كبيرة من شوارعها.

وتحولت هذه المناطق إلى بؤرة للتلوث بسبب رمي المخلّفات والقمامة وبقائها في الساحات والشوارع لفترات طويلة في ظل غياب أي رقابة على كل ما يحدث.

وجهات نظر

تنوعت وجهات النظر حول هذه الظاهرة المزمنة بين من يراها تسهّل على الناس التسوق بأسعار أقل في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، وأنها حل مناسب للفقراء الذين لا يجدون وسائل أخرى لإعالة أسرهم. بينما ينتقدها آخرون ويعتبرونها من مظاهر الفساد.

أبو محمود، مواطن سوري من السويداء، قال لمراسل صحيفتنا “هذه الظاهرة منتشرة في كل مكان، فغالبية أصحاب المحلات التجارية يقبضون أجرة الرصيف من أصحاب البسطات، والممنوعات من مفرقعات وغيرها موجودة عليها أمام الجميع، ومعظم أصحابها يحملون السلاح الأبيض وغير الأبيض، ولا يستطيع أحد محاسبتهم لأن كل واحد منهم تحميه جهة ما”.

بينما أشارت سيدة عرّفت عن اسمها بأنه منى متحفظة على ذكر كنيتها، أشارت إلى أن هذه الأكشاك تسبب الزحمة، وإضافة إلى ذلك، فإن أصحاب البسطات يتلفظون بألفاظ نابية، تجعل البعض من الأهالي ولا سيما النسوة يمتنعون عن الذهاب إليها.

ويتذمر أهالي المحافظة من هذه الظاهرة، ويقدمون شكاوى بهذه الموضوع، لكن لا مجيب لطلباتهم.

محاولات ولكن…

في محاولاته لحل هذه المشكلة جهز مجلس مدينة السويداء أماكن بديلة بجانب الفندق السياحي جنوب شرق المدينة, وتحت جسر المحوري في قلب المدينة، وطلب من أصحاب الأكشاك والعربات والبسطات الانتقال إليها، وأكد أنه وبالتعاون مع جميع الجهات المعنية والفعاليات الشعبية سيقوم بإزالة كل الاشغالات التي لم يلتزم أصحابها بالانتقال إلى هذه المواقع، ولكن لم يتم شيء من ذلك بسبب رفض أصحاب الأكشاك والبسطات، واتهامهم للبلدية بأنها تسعى لقطع أرزاقهم.

 

وفي الشهر التاسع من العام الماضي حاولت لجنة ضبط المخالفات في المجلس إزالة بعض هذه الأكشاك، فواجهها عدد من أصحابها بإطلاق نار تحذيري منعها من إنجاز مهمتها.

وقد أرجع رئيس مجلس المدينة أسباب عرقلة إزالة الأكشاك المخالفة إلى ا

لوضع الأمني، وعدم الانضباط على ساحة المحافظة بشكل عام.

أصحاب الأكشاك والبسطات يتمردون

يرفض أصحاب الأكشاك والبسطات تغيير أماكنها، ويهددون بمقاومة أية محاولة لإزالتها بالقوة، حيث يقول أبو محمد وهو صاحب بسطة خضار “إن كانوا يريدون إزالة الأكشاك والبسطات، فعليهم تأمين معيشة كريمة لنا”.

من جانبه يقول الشاب سهيل “أبواب السفر مغلقة بوجهنا ولا توجد فرص عمل، وإن وجدت لا يكفي دخلها لتأمين معيشة أسبوع”.

وسبق أن قال صاحب أحد الأكشاك لإحدى وسائل الإعلام “سأمنع أي أحد يقترب من رزقي ورزق أطفالي؛ فهذه البسطة الصغيرة تؤمن قوت عائلة مكونة من سبعة أشخاص، فلم يحلو لهم التنظيم إلا في ظل هذا الضيق الاقتصادي الذي تعاني منه المحافظة؟ فليذهبوا لمراقبة كبار التجار الذين أصبح همهم جعل المواطن يلهث خلف رغيف الخبز”.

لا جدوى

وعلى الرغم من إرسال كتاب من قبل غرفة التجارة إلى مجلس المحافظة التابع للنظام، وكذلك قيام وزارة الإدارة المحلية في العاصمة دمشق بإقرار تعميم يتم بموجبه نقل جميع البسطات إلى أماكن خاصة بها، إلا أن هذه الظاهرة ما زالت واسعة الانتشار.

وتمر محافظة السويداء بفلتان أمني وانتشار كبير للمظاهر المسلحة، وكانت قد أخذت هذه الظواهر بالانتشار بعد اقتراب إرهابيي تنظيم داعش منها قبل عامين تقريبا.

تقرير/ لطفي توفيق