لكل السوريين

عمر الأوزبكي في حوار خاص مع “السوري”: مستقبل وجودنا في إدلب مرهون بالأتراك

رهن قيادي في الحزب الإسلامي التركستاني مستقبل تواجدهم في إدلب باستمرار تواجد الاحتلال التركي، مؤكدا في الوقت عينه أنهم يتلقون الدعم المباشر من حكومة العدالة والتنمية، وما يؤكد هذا تواجد العشرات من النقاط العسكرية التركية في منطقة نفوذ الإرهابيين شمال غرب سوريا.

القيادي الذي رفض الإفصاح عن اسمه الحقيقي، مكتفيا بالتعريف عن نفسه بأنه عمر الأوزبكي، حاوره مراسلنا وجاء نص الحوار على الشكل التالي:

هل تجيد التحدث باللغة العربية؟

نعم، لكن اللكنة العامية لا أجيدها، تعلمناها في معسكرات التدريب فور دخولنا إلى سوريا عبر الأراضي التركية، في الحقيقة التحدث بالفصحى أمر صعب للغاية، وأغلب المقاتلين حتى الآن لا يجيدونها.

ما هو سبب مجيئكم إلى سوريا؟

أستغرب من هذا السؤال، ولكن على كل حال سأجاوبك، نحن جئنا إلى بلاد الشام حيث الجهاد، والسبب هو ما رأيناه من انتهاكات بحق المسلمين، نحن جئنا لنجدتهم ومساندتهم، ولا نقبل لهم الظلم.

كيف وصلتم إلى سوريا؟

جئنا عن طريق تركيا، وهناك قسم وصل من بلاد فيها قتال مثل ليبيا، والجميع دخل عبر الأراضي التركية، حيث تم تسهيل عمليات دخولنا عن طريق مافيات تهريب.

هل جئتم بأمر من القاعدة أم بدافع شخصي؟

نعم كان هناك توجيه من القيادة العامة للقاعدة، جاء أمر فرزنا من قبل الظواهري ومساعديه، فرزنا بحسب الحاجة، فمنا من ذهب لليبيا ومنا من يقاتل باليمن، وهناك قسم ذهب للعراق ولكن القسم الأكبر هنا في سوريا.

مع أي جهة عملتم وقاتلتم؟

بداية دخولنا إلى سوريا وجدنا الكثير من الجماعات والفصائل، وهذا الوضع لا يناسبنا نحن جماعة ’’مجاهدة’’، ولا نقبل العمل مع أي كان، قمنا بالبحث عن أصحاب الفكر الجهادي، والذي نحن نواليه، وانضممنا لهم، وعملنا تحت رايتهم، وكانت جماعة تنظيم الدولة (يقصد داعش) هم أكثر من احتضننا، وعند انشقاق تنظيم الدولة عن القاعدة وبدء القتال، فضلنا البقاء في جبهة النصرة، وهناك من التحق بركب التنظيم.

كم هو عددكم الآن بعد هزيمة تنظيم الدولة (داعش) ومقتل عدد كبير منكم؟

وصل عدد مقاتلينا في بداية الأحداث الحالية في سوريا إلى نحو 11 ألف ’’مجاهد’’، منهم من قُتل، ومنهم من هاجر مع تنظيم الدولة (داعش) إلى الرقة والعراق، والآن عددنا يقدر بنحو 6 آلاف.

من أي الجنسيات أنتم؟، أقصد هل يوجد بينكم سوريين؟

نحن من أكثر من دولة، فمنا الأوزبكي والطاجيكي والتركستاني، وهناك مقاتلون أتراك، وعدد قليل من الدول الأوربية، وأيضا يوجد عرب من بلاد المغرب العربي، وأكثرهم من تونس وليبيا والجزائر، وأيضا جزراويون (يقصد من الدول الخليجية)، السوريون أكثرهم انتقلوا للهيئة، ومنهم من تركنا وانتقل لمن يسمونه ’’الجيش الوطني’’.

كيف هي علاقتكم مع هيئة تحرير الشام وقد رأينا كيف قاتلوكم وقتلوا منكم الكثير؟

نعم حصل بغي من قبل هيئة تحرير الشام في أكثر من موقع، وقد اعتقلوا عددا مننا، وقتلوا عدد آخر، هم يريدون إبعادنا عن ساحة الجهاد لأسباب لا نعلمها، وقد قيدونا في أكثر من جبهة، وحاولوا سحب سلاحنا، ولا يمكن أن نقاتلهم لأنهم كُثر، مما اضطررنا لمبايعتهم، والانضواء تحت رايتهم تجنبا للاصطدام.

كيف هي علاقاتكم مع المجتمع السوري وهل يتقبلون وجودكم؟

في الحقيقة لاقينا صعوبة كبيرة بالاندماج مع المجتمع في بداية قدومنا، ولكن الآن البعض من مقاتلي الحز التركستاني تزوجوا سوريات، وأنجبوا منهن أطفالا، وكوّنوا عائلات، ومؤخرا بتنا نشعر بتضايق الأهالي مننا، والأغلب أصبحوا يكرهوننا، وهذا الأمر يزعجنا، ويؤسفنا.

لما اخترتم العيش في الجبال، مع أن هناك مقرات في إدلب؟، هل أنتم من اخترتم ذلك؟

نعم نحن من كان له القوة الكبرى في السيطرة على جسر الشغور وريفها، ونحن نعتبر أن مناخ هذه المنطقة مشابه لحد ما مناخ بلادنا، وقد وضعنا يدنا على جميع الغنائم من أملاك ’’الشبيحة، والكفار، والنصارى’’، ونحن نعتبر أن هذه الغنائم من حقنا، وقد أصبحت تلك الأراضي مصدر رزق لنا، إذ إننا اتخذنا من الزراعة مهنة نقتات منها، ونحن الآن نسيطر على مساحات واسعة، تمتد من منطقة دركوش إلى جبلي التركمان والأكراد، وأصبحنا وكأننا في بلادنا.

لماذا سكان إدلب يكرهونكم ويريدون رحيلكم؟

نعلم أن أهل إدلب يكرهوننا، ويتمنون رحيلنا، لأنهم يعتبروننا السبب الرئيسي والوحيد لقصفهم، ووجودنا بينهم مصدر خطر عليهم، وشماعة للنظام والروس للاستمرار بقصف المنطقة، ومن ناحية أخرى منزعجون مننا لأننا وضعنا يدنا على بعض المؤسسات التي نعتبرها غنائم لنا، ولن نتخلى عنها.

كيف ترون مستقبلكم في إدلب؟

نحن نعاني كثيرا هنا في إدلب، ولكن أين الحل، لقد أغلقت علينا جميع الطرق، وأصبح لدينا أطفال وبيوت وحياتنا الخاصة ولا نرى أي أمل بالحل لقضيتنا، نحن أصبحنا عبئا على أهالي إدلب لذلك هم يكرهوننا، وبالنسبة لمستقبل وجودنا في إدلب مرهون بالأتراك أيضا، لا يمكننا أن نخفي الدعم التركي لنا، فهم سبب استمرارنا حتى اللحظة في سوريا، لكن الغريب أنهم يريدوننا أن نذهب إلى ليبيا، نحن لن نقاتل بجانب لصوص الجيش الوطني في ليبيا، لكننا سنستمر في الجهاد سواء في بلاد الشام أو في بلاد المغرب العربي.

هل تفكرون بالرحيل لمكان آخر؟

لن نترك إدلب إلا إذا انتهى الجهاد فيها، وقتها يمكننا أن نفكر بجدية في موضوع الرحيل، هناك ’’أخوة’’ لنا يريدون الهجرة إلى أفغانستان واليمن، يرغبون بـ ’’الشهادة’’، الأغلب لا يمتلكون تصورا واضحا لمستقبلهم وأنا منهم، لا يمكننا العودة إلى بلداننا لأن حكوماتنا صنفتنا إرهابيون، ونعلم أننا إن عدنا سنقضي بقية حياتنا في السجون، نحن نفكر في إبعاد عوائلنا عن إدلب لأن مصيرها سيكون مجهول، ونخشى عليهم من تصفية عرقية، فالكراهية تجاههنا ازدادت بشكل لا يكاد يصدق.

كيف هي علاقتكم مع الأتراك ومع الوجود التركي بإدلب؟

علاقتنا طيبة ووثيقة مع الأتراك، هم يحترموننا جدا، وننسق معهم بكافة المستويات، وأحيانا نتلقى الدعم منهم، إنهم مهذبون معنا، ولكن سكان إدلب يكرهونهم لأنهم يعتبرون التركي محتل، أما نحن فنعتبرهم أخوة لنا، ومصيرنا مشترك.

سمعنا أصواتا تتهمكم بالسرقة والاعتداء على الأملاك العامة وخاصة محطة زيزون الحرارية، ما هو ردكم؟

نعم، إن محطة زيزون تعتبر ’’غنيمة’’ لنا، والحزب الإسلامي التركستاني هو صاحب القرار بهذا الخصوص بالاشتراك مع كتيبة الإمام البخاري، وكل الفصائل تعرف أن هذه المحطة لهم حق التصرف بها، بناء على تفاهمات بينهم، وكل ما يخص منطقة جسر الشغور هو شأن يعود قراره للحزب الإسلامي، وغيره من المهاجرين، ولا يحق لأحد الاعتراض لأنها مرتبطة بتفاهمات.

ماهي المهن أو الأعمال التي تعملون بها غير الزراعة؟

نحن كأي فصيل، لنا مصالح، بالإضافة إلى العمل العسكري قسم مننا يمتهن التجارة وخاصة تجارة المواشي والأبقار، وتجارة السيارات والعقارات والسلاح، بالإضافة إلى الزراعة وتجارة القمح وتسويقها.

حاوره/ عباس إدلبي