لكل السوريين

الأسواق الدمشقية الراكدة.. الأهالي يستهزؤون ممن يسألهم عن سبب عدم شراء ألبسة

السوري/ دمشق ـ تشهد أسواق العاصمة دمشق حالة ركود لم يشهد لها مثيل على الإطلاق، ولا سيما في الأيام الحالية، حيث بدأت حالة الركود بعيد عيد الأضحى مباشرة، حيث أن الأسواق لم تشهد إقبالا كبيرا في العيد كما اعتاد السوق من زبائنه في المناسبات والأعياد.

كانت فترة الأعياد تعد الموسم الرئيسي لعديد التجار وأصحاب المحال التجارية في أسواق العاصمة، ولا سيما سوق الحميدية صاحب المكانة التاريخية في قلب كل سوري.

ومر عيد الأضحى مرور الكرام على أهالي العاصمة وأريافها، بحسب ما قالت أم محمد لمراسلنا، حيث أنه لم يشهد سوى بضعة حالات شراء ملابس نظرا للظروف القاسية التي تشهدها البلاد، ولا سيما في الناحية الاقتصادية، حيث بات هم المواطن هو لقمة العيش.

أم محمد التي تقطن في كفر سوسة، اعتادت أن تذهب في كل مناسبة أو عيد للسوق مصطحبة بناتها وطفلها الصغير لكي تقوم بشراء الألبسة لهم، تقول “لا يشتري راتب زوجي لباساً لطفل واحد في العيد إذا كان سعر البنطلون 12 ألف ليرة والقميص 11آلاف ومثله الحذاء الرخيص”.

وفي الدحاديل، التقى مراسلنا ببعض المبتضعات، اللائي عدن بخفي حنين، فالأسعار التي تشهدها الأسواق جعلت المستهلك غائب تماما عن المشهد، متسوق بعينيه فقط.

ومن المبتضعات التي التقى بهن مراسلنا، أم مازن، التي قالت ساخرة “لم نشتري شيئا، فقط تجولنا، عيون التجار صوبنا يريدوننا أن نشتري، وبدك الصراحة حتى ما عاد نقدر نتطلع على الملابس والبضائع بنخاف يأخذون منا مصاري”.

وأضافت “سعر البنطال الولادي رديء الجودة يبلغ 7000 ليرة، وأنا وضعي المادي أدنى من المتوسط، فراتب زوجي لا يكاد يكفينا طعام الشهر، فكيف للفقراء أن يتجاوزوا هذه المحن، سيما أصحاب الأجور اليومية، من الموظفين البسطاء”.

وعلى الرغم من أن سوق الحميدية يعد أبو الفقراء بحسب سامر، وهو شاب في الخامسة والثلاثين من عمره، إلا أن المواطن بات عاجزا عن ارتياده حتى.

وبهذا الصدد يقول سامر “الأسواق باتت محرمة علينا، وهنا أقصد سوق الصالحية والجسر الأبيض، بعد أن كانت للطبقة الوسطى، الحمدلله تساوت الطبقات، وأصبحنا طبقتين دنيا، للفقراء، وعليا للمسؤولين والفاسدين”.

وتتضاعف الأسعار في سوق الصالحية عن الأسعار في بعض الأسواق، فمثلا سعر بنطلون الجينز يصل في الحميدية لـ 35 ألف، في حين أن سعره في الحميدية لا يتعدى الـ 25 في أسوء الأحوال، وعن هذا يستهزئ سامر بالقول “في كلا الحالتين لا نملك المال، لا من الصالحية ولا من الحميدية”.

تصريحات رسمية اعترفت بالكساد الكبير الذي تشهده أسواق العاصمة وريفها، وهذا ما يمكن أن يلمحه أي مراقب بسيط فالحركة تكاد تكون معدومة في النهار وبسيطة عند المساء، وهذا ما أكده رئيس القطاع النسيجي الذي صرح قبل أيام أن لا طلب على الألبسة رغم موسم العيد والتنزيلات.

المواطنون طالبوا التجار بتنزيل بضاعتهم أو أن مصيرهم هو الخسارة، كما يقول “مصطفى” من ريف دمشق الغربي: “الناس لا تملك القرار بالمقاطعة لكن واقع الحال هو من فرض عليهم الجلوس في بيوتهم وهذا ما حصل مع صفقة الموز عندما لم تستطع الناس الشراء وفق الأسعار فاضطر التجار لبيع الكيلو بـ 500 ليرة”.

لكن “ميسر” يرى عكس ذلك وهو من ريف العاصمة: “حتى لو هبطت الأسعار فالناس لا تستطيع الشراء لديها من المصائب ما يأكل رواتبها ومدخراتها”.

يقول “خالد” من سكان ريف دمشق الغربي إن الأولويات لدى المواطن هي تأمين لقمة عيش أبنائه لا تجديد لباسهم: “كورونا هي الرعب الذي نعيشه والفقر الذي نعاني منه لا يترك لنا مجالاً للتفكير حتى بشراء قطعة واحدة لكل طفل”.

أما “سعيد”، فيسخر من سؤالنا له: “هل تعتقد أن من ليس لديه كهرباء لعشر ساعات، ولا يملك ثمن علبة بانادول بـ 3500 ليرة، ويعيش في رعب الكورونا.. سيفكر بشراء لباس”.

تقرير/ سعد ناصر