السوري/ إدلب ـ عباس إدلبي
أدى الارتفاع الكبير في أسعار المواشي لعزوف معظم سكان إدلب، شمال غرب سوريا، عن شراء الأضاحي مع اقتراب عيد الأضحى.
وقال سامر نعسان، وهو نازح من ريف حمص، ويقطن في مدينة سرمدا شمال إدلب “كنا نشتري أضحية أو اثنتين، لكننا الآن أجبرنا لعدم شراء الأضاحي، حيث أن الأوضاع التي نعيشها هي من فرضت علينا العزوف عن شراء الأضاحي”.
وارتفعت أسعار المواشي مقارنة بالعام الماضي إلى ثلاثة أضعاف، حتى وصل سعرها إلى قرابة نصف مليون ليرة سورية، ما أدى إلى تراجع حركتي البيع والشراء.
وفرضت ما تسمى حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) على المواطنين في شمال غرب البلاد التعامل بالليرة التركية بعد الهبوط الكبير لليرة السورية أمام العملات الأجنبية.
وفي ذات السياق قامت دولة الاحتلال التركي بضخ عملتها المحلية في مختلف أسواق إدلب وريفها، وذلك عقب فرض قانون قيصر من قبل الإدارة الأمريكية على الحكومة السورية في منتصف حزيران الفائت.
واضطر الأشخاص الذين لا يزالوا يتعاملون بالليرة السورية إلى الاستغناء عن شراء عدة مواد رئيسية، وذلك لاعتماد معظم تجار إدلب البيع بالليرة التركية أو الدولار الأمريكي.
تاجر ماشية في ريف إدلب، رفض الإفصاح عن اسمه، قال “تشهد أسواق الماشية في ريف إدلب حالة من الركود، وذلك بسبب امتناع المواطنين عن شراء الأضاحي لتقديمها في عيد الأضحى هذا”.
ويعد تقديم الأضاحي في أعياد الأضحى أحد أبرز الطقوس التي تمارسه العائلات المسلمة، إلا أن هذه العادة شهدت تراجعا كبيرا في هذا العام للأسباب التي ذكرت في تقريرنا.
وتراوح سعر الخروف في إدلب بين الـ ’’600 و800 ’’ ألف ليرة، في حين أن أسعار الأبقار والعجول حلقت هي الأخرى، ما شكل عائقا أمام عديد العائلات بتقديم أضاحي.