شهدت أسواق السويداء حركة شرائية ضعيفة قبيل وخلال عيد الأضحى المبارك، حيث بدا العزوف واضحاً عن شراء اللحوم، رغم تراجع أسعارها إلى نحو نصف ما كانت عليه خلال العامين الماضيين، وفق ما أكده عدد من تجار المحافظة.
وأرجع التجار هذا التراجع في الطلب إلى ضعف القوة الشرائية لدى معظم السكان، إضافة إلى اقتصار احتفالات العيد على الشعائر الدينية، مع غياب مظاهر الزيارات والولائم التي كانت تُميز هذه المناسبة سابقاً.
في السياق ذاته، تراجعت حركة أسواق المواشي خلال الموسم الحالي، نتيجة انخفاض أسعار المواشي وارتفاع أسعار الأعلاف، وذلك في ظل موسم مطري ضعيف أثّر سلباً على جودة المراعي. وأشار عدد من مربي الماشية في المحافظة إلى صعوبات متزايدة في عملية التربية، خاصة في ظل غياب الدعم الحكومي وارتفاع تكاليف الإنتاج.
وتعتمد شريحة واسعة من سكان السويداء على الزراعة وتربية المواشي كمصدر أساسي للعيش، إلا أن هذه القطاعات تواجه تحديات كبيرة في ظل غياب وسائل الدعم، واعتماد الأعمال الريفية الحديثة على معدات وتقنيات متطورة تفتقر إليها المنطقة.
وكانت قد دعت مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز إلى التقشف في مراسم العيد، والاقتصار على أداء الفروض الدينية، مؤكدة في بيان لها أهمية الابتعاد عن مظاهر البذخ والترف، والالتزام بسلوك متواضع يعبّر عن روح التكافل والتقوى، ويعكس القيم الأخلاقية والاجتماعية للطائفة.
كما شددت المشيخة على ضرورة تجنب إطلاق العيارات النارية والمفرقعات، معتبرة هذه التصرفات مرفوضة دينياً واجتماعياً، وملوّحة بمساءلة كل من يخالف هذه التوجيهات.
وأصدر الرئيس الروحي للطائفة، الشيخ حكمت الهجري، بياناً نعى فيه الضحايا في ريف دمشق والسويداء والساحل السوري، مؤكداً أن الشعب السوري عاش لحظات من الفرح بالخلاص من القمع، لكن تلك المرحلة الانتقالية شابها حزن كبير نتيجة محاولات إثارة الفتنة الطائفية.
وأضاف الهجري: “نادينا دوماً بأن دم السوري على السوري حرام مهما كان انتماؤه، ونرفض كل أشكال التحريض الطائفي ونيران الحقد المتسترة بستائر الدين”، مشيراً إلى أن حماية النفس وتنظيم حمل السلاح واجب في ظل غياب الاستقرار.
واختتم الشيخ الهجري بيانه بدعوة أبناء الطائفة إلى الاكتفاء هذا العام بإقامة الطقوس والشعائر الدينية، احتراماً لدماء الضحايا وتقديراً للظروف القاسية التي تمر بها البلاد.