لشهر رمضان طابع خاص ومميز لدى المسلمين، إذ يأتي حاملاً معه لمساته الخاصة على الموائد العربية، فتتنوع المأكولات الشعبية وتتميز كل دولة بثقافتها وتراثها الرمضاني، وتُعدّ بعض أصناف الطعام والحلويات والعصائر حكراً على شهر الصيام.
ومنذ قرابة خمس سنوات، يأتي شهر رمضان في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة، ففي عام 2020 حلّ وباء كورونا، وما أن انتهى الوباء حتى تلته حرب روسيا على أوكرانيا، لتشكل هذه الخضات بيئة اقتصادية صعبة، ابتداءً من فقدان الكثيرين لوظائفهم، ومن ثم ارتفاع نسب التضخم وغلاء أسعار الغذاء عالمياً.
ووسط ارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الغذائية فإن الموائد الرمضانية باتت تواجه تحدياً في الحفاظ على أطباق شعبية اعتادت الأسر العربية على تقديمها عند الإفطار.
شهدت أسعار المأكولات الشعبية الرمضانية في حماة وخاصة “المعروك” و”الناعم” ارتفاعاً غير مبرر خلال شهر رمضان المبارك، رغم انخفاض كلفة بعض المواد الأولية المستخدمة في تحضيرها، مثل الزيت والطحين والدبس.
وسجلت أسواق تفاوتاً كبيراً في الأسعار بين الباعة، حيث تراوح سعر الكيس الصغير من “الناعم” بين 15 – 30 ألف ليرة سورية، بينما بلغ سعر الكيس الكبير 20 – 40 ألف ليرة، في حين يباع رغيف الناعم الصغير بـ 10 آلاف ليرة، والكبير بـ 15 ألفاً.
وبلغ سعر القطعة السادة من “المعروك” 5 آلاف ليرة، والمحشوة بالعجوة التمر بين 6 – 7 آلاف ليرة للقطعة الصغيرة، وبين 8 – 15 ألف ليرة للحجم الكبير، في حين وصل سعر المعروك المحشو بالشوكولا وجوز الهند إلى 8 آلاف ليرة للقطعة الصغيرة، وبين 15 – 20 ألف ليرة للقطعة الكبيرة.
رغم ارتفاع الأسعار، أكد أحد بائعي الناعم في منطقة المزة بدمشق أن الإقبال على شراء هذه الحلويات لا يزال مقبولاً، لكونها جزءاً من التراث الرمضاني السوري، مشيراً إلى أن الأسعار تختلف من بائع إلى آخر تبعاً لحجم الرغيف ونوعية الدبس المستخدم.
لكن هناك ضعفاً في الرقابة التموينية والصحية على المأكولات الشعبية الرمضانية، التي تشمل الناعم والمعروك والتماري، إضافة إلى المشروبات التقليدية مثل التمر الهندي والعرقسوس، ما جعل أسعارها ترتفع بشكل غير منطقي، متجاوزة حدود القدرة الشرائية للمواطنين.
وتكمن المشكلة الرئيسية في عدم صدور لوائح تسعير رسمية لهذه المنتجات، كونها مأكولات موسمية تخضع للعرض والطلب، مشدداً على ضرورة تكثيف الرقابة الصحية، خاصة فيما يتعلق بجودة الزيت المستخدم في قلي الناعم ونوعية الدبس المضاف إليه.
وأمام هذا الواقع، ينصح مسؤولون المواطنين بإعداد المأكولات الرمضانية في المنزل، حيث تتوفر وصفات تحضيرها عبر برامج الطبخ التلفزيونية ومنصات التواصل الافتراضي، مؤكدين أن ذلك يضمن الجودة ويقلل من الكلفة.