لكل السوريين

تربية الجواميس تنخفض في حماة بنسبة 89%

 

تعتبر تربية الجاموس مهنة رئيسية لبعض سكان سهل الغاب بريف حماة الغربي إلى جانب الزراعة، حيث يمتد تاريخ تربيتها في المنطقة إلى أكثر من 800 عام، لكن تناقصت أعداده بسبب الحرب المتواصلة في سوريا، حيث نقصت بنسبة 89% عن كثرة عدده قبل الـ 2011.

وتخلى أغلب مربو الجواميس في حماة عن تربية الجواميس على الرغم من كونها مهنة متوارثة لأهالي المنطقة، ومن هؤلاء التجار أبو أحمد، الذي كان يملك لوحده 86 رأس، لكن تراجع عدد جواميسه إلى 11 رأس فقط خلال فترة لا تتجاوز العامين من الزمان.

أبو أحمد، أشار إلى أن أهالي حماة في فترة قبل الأزمة السورية الحالية كانوا يعيرون اهتماما بالغا للجواميس، لافتا إلى أن وفرة المياه في المراعي جعلت الأهالي يواصلون تربية تلك الحيوانات التي تصنف من الحيوانات المستأنسة.

وأوضح أبو أحمد أنه مع بدء الأزمة السورية في منصف آذار من العام 2011، وفور تحول الأحداث إلى مسلحة انخفضت مساحات المراعي، مما ساهم بشكل كبير في انخفاض أعدادها.

وبيّن بقوله “إنّ الحرب التي تعرضت لها المنطقة في السنوات الماضية، سبَّب ارتفاع التكلفة لتربية الجاموس وانخفاض أعدادها وموت عددٍ كبيرٍ منها، إضافةً لنزوح الأهالي مع قُطعانهم من السهل إلى مناطق أخرى مثل سهل الروج إلى جانب عزوف عددٍ كبيرٍ من المُربين عن تربيته”.

وتأتي أهمية تربية الجاموس في قدرته العالية على تحويل بقايا المحاصيل الغذائية إلى غذاء، فيمتاز عن الأبقار بقدرته على هضم السليلوز أكثر من الأبقار، والاستفادة من مخلفات المحاصيل أكثر من الأبقار والماعز والأغنام، وبالتالي يُعد مناسباً في تلك المناطق بسبب التخلص من بقايا المحاصيل عن طريق تقديمها للجاموس إما كعلائف جافةٍ أو رطبةٍ خلال فترات الصيف.

يضاف إلى ذلك، أنّ الجاموس قليلاً ما يصاب بالأمراض، فهو مقاومٌ للظروف البيئية، إذ إنّ مقاومته ومناعته عاليةٌ وبالتالي قليلاً جداً ما يُصاب بالأمراض، ولكن دعم الأسر التي تربي الجاموس بالعلائق المركّزة يفي بالغرض، فإنهم إن حصلوا عليه سيحتفظون بقطعان الجاموس لأطول فترةِ ممكنةٍ دون أن يبيعوها أو تتحول للمسالخ والذبح.