لكل السوريين

دمشقيون يستذكرون أطعمة كانت حاضر رئيسي على موائدهم

السوري/ دمشق ـ لم يعد يحتار المواطن في التفكير في طبخة اليوم كما كان في السابق فقد أصبحت الخيارات محدودة ومحصورة في بعض الأنواع النباتية فقط، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار الطارئ على كل المواد اللحومية والمستوردة والمواد الأساسية من زيت وسمنة وغيرها، حتى بات التفكير لدى أهالي العاصمة منحصرا في كيفية تأمين الطعام.

أبو محمد وهو من سكان المزة، وصاحب أسرة تتألف من ثلاثة أطفال، يقول “لم نكن في السابق نحتار أنا وزوجتي في طبخة اليوم، وكنت دائما أترك الخيار لها لكونها هي التي سوف تطبخ، فقد كانت لنا وجبتين دسمة (لحم غنم – لحم فروج) على الأقل في الاسبوع الواحد، أما اليوم فقد بدأت الأمور أكثر تعقيدا وغالبية وجباتنا تقتصر فقط على بعض الخضروات كالكوسا والباذنجان والبطاطا وذلك بسبب رخصها بعض الشيء”.

ويضيف “أحيانا أخرى نلجأ إلى النشويات كالمعكرونة والبرغل كتغيير للروتين، إلا أننا في هذه الأيام نضطر في أغلب الأوقات في تأمين وجبة اليوم، وطعامنا يقتصر على إعداد طبخة واحدة في اليوم الواحد، وذلك تماشيا مع الدخل الذي لم يعد كافيا لسد الرمق، حيث أن الراتب لا يتماشى معنا سوى أول أسبوع من الشهر”.

أم عبد الرحمن، وهي من قاطني حي تشرين الدمشقي، قالت “لم تناول اللحم بكافة أصنافه منذ زمن بعيد، والسبب يعود لغلائه، فقد اعتمدنا على الخضار لكونها رخيصة في فصل الصيف، بالإضافة إلى الحواضر”.

أثناء جولتها في الأسواق الصباحية المعتادة تحاول شراء الخضار الرديئة بأرخص الأسعار وذلك تناسبا مع ما يتوفر لديها من نقود، وهي تملك عائلة مؤلفة من طفلين، وتحاول جاهدة إطعام عائلتها على حساب نفسها بحسب ما تروي لمراسلنا، فتحاول قدر الإمكان بأن تشبعهما، وهي تحرم نفسها وفي بعض الأحيان تقضي وجبة واحدة طوال اليوم، عبارة عن سندويشة زعتر فقط من أجل توفير الطعام لأطفالها اليتامى.

وتفتقد العوائل الدمشقية لأنواع عديدة من الأطعمة كانت في وقت ليس ببعيد مادة رئيسية على المائدة الدمشقية، وأصبح الشغل الشاغل لمعظم العوائل في العاصمة وأريافها هو تأمين طعام اليوم الذي يسد الرمق، ولم يعد هناك مجال لأن يتطلب الشخص الأصناف من الأطعمة التي اعتاد على تناولها، بحسب ما رواه خالد، وهو عامل خياطة في محل أغلق أبوابه حديثا.

ويتخوف عدد كبير من أهالي العاصمة من استياء وضعهم المعيشي أكثر في ظل أزمة تعصف ببلدهم منذ فترة مضى عليها عقد من الزمان.

وأدت الأزمة التي تشهدها البلاد إلى تفشي كبير للبطالة، حتى أصبح المواطن عاجزا عن الحصول على دخل جيد يتناسب مع الغلاء الفاحش الذي تعيشه عموم الجغرافية السورية.

وصنفت منظمات دولية سوريا من أكثر ثلاثة دول فقيرة في العالم، حيث أصبحت نسبة تفشي الفقر في البلاد تفوق الـ 88 % بحسب تقارير لمنظمات مختصة بإحصاء الدول الأكثر فقرا وتصنيفها.

تقرير/ سعد ناصر