لكل السوريين

“وجع الضرس ولا وجع الفلس”.. سوريون يستطبون بأسنانهم منزلياً

دمشق/ مرجانة إسماعيل

في الآونة الأخيرة يضطر سكان في دمشق لتحمل وجع ضرسه والاعتماد على المسكنات بدلاً من علاجه بسبب تكلفة سحب عصبه وتلبيسه المرتفعة كثيراً والتي وصلت إلى 600 ألف ليرة.

وكطريقة علاجية تقليدية أو يمكن وصفها بالبدائية، يقول أحدهم متهكماً، “من شو بتشكي المي والملح وحبوب الفلام كي”، إذ أن “المشكلة بتفوت بضرس لعند الدكتور بتطلع بسنانك كلها، وبهديك الحسبة، على حد قول الشاب الذي رفض الإفصاح عن هويته.

إذ أن سحب العصب عند أي دكتور بين 150 و200 ألف ليرة، والحشوة العادية بتوصل لل 50 ألف، قبل يبدأ الأمر بالتلبيس وبالخزف أو الزيركون الذي يصل إلى 700 ألف ليرة، لذا يفضل سوريون التحامل على الآلام خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

وتعالج سعاد (30 عاماً)، أسنانها بسبب تلفها بعد حملها بطفلتها، حيث اضطرت لخلع ضرس وزرع بدلاً منه “وتصليح ما يمكن إصلاحه”.

وتابعت سعاد التي تعمل بالتسويق الإلكتروني في محافظة دمشق أن “علاج الأسنان أصبح مكلفاً جداً ولا يمكن تحمل نفقته، لكن عندما يصل الألم لحد لا يمكن تحمله، نضطر لإصلاحها”.

وزرع السن في دمشق دون بقية المحافظات يتراوح بين المليونين والثلاثة ملايين ليرة، و”هو مبلغ كبير جداً َمقارنةً بالدخل الذي نحصل عليه أنا وزوجي، ولكن لا مفر من العلاج”، وفق قول المرأة.

واختارت سماهر (45 عاماً) علاج أسنانها في مشفى الجامعة بعد نصيحة أحد الطلاب لها حيث العلاج مجاني، رغم تخوفها قليلاً من النتيجة.

وبينت الموظفة في التربية أن “ضرسها كان منخوراً ويحتاج لسحب عصب وحشوة عادية، وعند ذهابها للطبيب طلب مبلغ يتجاوز 250 ألف ليرة وهو يتجاوز قدرتها المالية”.

من جهتهم يوضح أطباء حول أسباب ارتفاع تكلفة علاج الأسنان أن أدوات ومواد طبيب الأسنان معظمها استيراد من الخارج، وتخضع لارتفاع سعر الصرف.

كما انقطاع الكهرباء بشكل كبير، جعل الطبيب يعتمد على مصادر الطاقة البديلة والتي تكلفتها مرتفعة جداً، بسبب عدم قدرته على العمل دون كهرباء.

بالإضافة إلى أجرة مخابر الأسنان ارتفعت مما يجعل التلبيس مرتفعاً، حتى بعض المواد الوطنية كالمخدر أصبح سعرها يوازي الأجنبي.

وأيضاً غلاء المعيشة العامة التي يتأثر بها الطبيب أيضاً، حيث يضطر الطبيب لرفع السعر لتأمين مستوى معيشي جيد له.

وتوجد بعض المواد في السوق رخيصة الثمن، ومن الممكن تخفيض التكلفة لكن المريض سيدفع الثمن لاحقاً، و”كأنه رمى ماله في المحرقة”، وفق ما يوضح أطباء.

وبينما يتفادى بعض الناس الذهاب لطبيب الأسنان بسبب التكلفة المرتفعة، ينتظر آخرون دورهم بفارغ الصبر للقيام بعملية تبييض أو تجميل كابتسامة “هوليوود”، تصل تكلفتها لملايين الليرات.

وكانت وزارة الصحة، رفعت اسعار الادوية مؤخراً بحجة “تجنب فقدان الأدوية من السوق، وتأمين المفقودة، مما يؤثر على أجرة معاينة ومراجعة الأطباء.