تقرير/ خالد الحسين
يعتبر موسم الشعير من أهم المحاصيل الشتوية والأكثر إقبالاً بعد القمح من قبل الفلاحين لزراعته وقد كانت نسبة الأراضي المزروعة بالشعير في محافظة حلب خلال العام الماضي حوالي ٣٨ بالمئة من مساحة الأراضي الزراعية في أرياف المحافظة وبالنسبة للتكاليف فإنه يعتبر أقل تكلفة من باقي المواسم الشتوية مثل القمح والبقوليات مثل الفول والعدس والحمص والزراعات الطبية كاليانسون والكمون وحبة البركة.
ويتوقف موسم زراعة الشعير على العوامل المناخية والبيئية المحلية، ويبدأ موسم زراعته عموماً في سوريا خلال فصل الخريف، عندما تكون الظروف المناخية مناسبة للبذر ونمو الشعير.
وذلك اعتباراً من شهر تشرين الأول وتشرين الثاني، حيث تكون درجات الحرارة معتدلة ويبدأ موسم الامطار والتي تعزز نمو النباتات.
بمجرد زراعته في فصل الخريف، يستمر نمو النباتات خلال فصل الشتاء ليتم جني المحصول خلال فصل الربيع، هذا يسمح بحصاد الشعير في وقت مناسب لاستخدامه في صناعة الخبز والأغذية الأخرى. لتحضير التربة للزراعة، يجب اتباع عدة خطوات مهمة لضمان نمو نباتات صحية وسليمة وغنية ويبدأ بتنظيف التربة بإزالة الأعشاب الضارة والبقايا النباتية من الأرض للحيلولة دون منافسة النباتات المزروعة عن الموارد، ثم استخدام آلات زراعية لتحريك التربة وتقليبها لتهوية الجزء العلوي ومنع تكتل الأرض.
يتم بعدها تسميد التربة بإضافة كميات مناسبة من التسميد العضوي أو الكيميائي لتغذية النباتات بالعناصر الغذائية الضرورية.
ثم تسوية التربة باستخدام آلة تسوية لتجانس سطح التربة وضمان توزيع متجانس للبذور.
ثم لابد من ري التربة بشكل جيد قبل الزراعة لضمان رطوبة مناسبة للبذور، يليها تقسيم الأرض بتحديد مناطق الزراعة المناسبة وتقسيمها إلى صفوف أو أحواض لزراعة البذور.
يمكن استخدام برامج محددة للري والتسميد تلبي احتياجات هذا النبات، باتباع نظم الري السطحي المطور أو نظم الري الحديث لتجنب الرطوبة الزائدة التي قد تؤدي إلى مشاكل مثل تعفن الجذور.
كما يمكن استخدام خليط من التسميد الكيميائي والعضوي لتغذية الشعير بالمواد الغذائية اللازمة المحتوية على النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم والتي تساعد في تعزيز نمو الشعير.
يجب تحديد جدول زمني للري والتسميد بناءً على مراحل نمو الشعير بالإضافة لمراقبة تربة الحقل باستمرار.
أهم الآفات والامراض التي تصيب نبات الشعير:
هناك العديد من الآفات والأمراض التي يمكن أن تصيب الشعير خلال موسم الزراعة، ومن أبرزها:
العفن الأسود تصيب هذه الفطريات الشعير وتتسبب في تكون بقع سوداء على الأوراق والسنابل.
الصدأ الشعير تظهر بقع برتقالية على الأوراق والسنابل وتؤدي إلى تلفها.
مرض البياض الدقيقي يتسبب هذا المرض في ظهور طبقة بيضاء على شكل مسحوق على الأوراق وقمم السنابل.
العفن الورقي يؤدي إلى ظهور بقع صفراء أو بنية على الأوراق وقد يضعف نمو النبات.
الفيوزاريوم يعتبر من الأمراض الفطرية التي تصيب الشعير وتؤثر سلباً على نموه.
الأمراض الفيروسية تشمل عدة فيروسات تصيب الشعير وتتسبب في تلف أوراقه وتأثير سلبي على الإنتاج.
للوقاية من هذه الأمراض، يجب اتباع ممارسات زراعية سليمة مثل التهوية الجيدة للحقل، عدم تجاوز الكثافة النباتية، واستخدام الأصناف المقاومة للأمراض عند الزراعة. كما يفضل مراقبة الحقل بانتظام للكشف المبكر عن أي علامة على الإصابة واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة.
الأهمية الاقتصادية الشعير:
الشعير يعتبر من النباتات الحبية الهامة اقتصادياً نظراً لعدة أسباب، ومنها:
تغذية الإنسان والحيوان: يستخدم الشعير على نطاق واسع في إنتاج الخبز والمعجنات والمشروبات مثل البيرة، كما يعتبر مصدراً هاماً لتغذية الحيوانات، مما يساهم في إنتاج اللحوم والألبان.
تحسين التربة: يساعد زراعة الشعير في تحسين نوعية وهيكل التربة، وبالتالي يزيد من قدرتها على تحمل الرطوبة وتوفير بيئة أفضل لنمو النباتات في المواسم القادمة.
التنوع الاقتصادي: يمكن تحويل الشعير إلى منتجات متنوعة مثل العلف والسيلاج والأعلاف، مما يوفر فرص اقتصادية متعددة للمزارعين والصناعات المختلفة.
التوازن البيئي: يعمل الشعير على تحسين التنوع الحيوي في النظم الزراعية وتحسين تداول الطاقة والمواد بين النباتات والتربة، مما يدعم الاستدامة البيئية.
التصدير والتبادل التجاري: يعتبر الشعير من المنتجات التي يتم تصديرها وتبادلها تجارياً على نطاق عالمي، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل ودخل للمزارعين.
بشكل عام للشعير أهمية كبيرة اقتصادياً نظراً لدوره في تغذية الإنسان والحيوان، وتحسين التربة، وتوفير فرص اقتصادية متنوعة.