تقرير/ جمانة الخالد
مع ارتفاع أسعار المواد النفطية في سوريا، شمل ارتفاع الأسعار كافة السلع والخدمات بنسبة زادت عن 30 بالمئة، فيما وصل الارتفاع إلى مواد المنظفات، فضلا عن انتشار الأصناف المغشوشة منها.
لقد ساهمت أزمة المحروقات التي تعيشها البلاد، في ارتفاع أسعار معظم السلع والخدمات في البلاد، وذلك في وقت لا يحصل فيه أصحاب المهن والمنشآت على مخصصات كافية من المحروقات لإنجاز عملهم.
ويشهد سوق بيع المنظفات المصنّعة منزلياً والتي تباع على “البسطات” نشاطاً ملحوظاً في حماة وسط سوريا، وذلك في ظل الغلاء الشديد للمنظفات التي تُباع في المحال التجارية.
وقال أهالي إنهم يلجؤون إلى شراء المنظفات من البسطات التي تنتشر في شوارع حماة، بسبب ارتفاع أسعار تلك المعروضة في المحال التجارية، حيث بلغ سعر مسحوق الغسيل بوزن 2 كيلوغرام 45 ألف ليرة سورية، وسعر سائل الجلي بوزن 600 غرام 12 ألف و500 ليرة، في حين تباع علبة الشامبو بسعر 46,500 ليرة.
وأشار السكان إلى أنهم يستطيعون شراء تلك المنتجات بنصف السعر من البسطات المنتشرة في المحافظة، على الرغم من أنها غير مطابقة للمواصفات ولا تحمل تواريخ إنتاج أو صلاحية، كما أنها غير خاضعة للرقابة التموينية والصحية.
وأكدوا أن هذه المنتجات المصنّعة منزلياً تسبب أمراضاً جلدية للمستخدمين، إلا أنه لا توجد لديهم خيارات أخرى سوى شرائها في ظل ارتفاع الأسعار.
من جانبه، يقول مسؤول في حماية المستهلك، إن معظم مُمتهني صناعة المنظفات المنزلية يعملون بدون ترخيص، مما يستدعي متابعة من السجل التجاري.
وأشار إلى أن هذه المواد لا تحمل بطاقة بيان تتضمن تواريخ الصنع والانتهاء، واسم المنشأة، والسجل التجاري والصناعي، وفي حال عدم توفر أيٍّ من هذه المعلومات يتم تحرير مخالفة.
ووفقاً لقوله، فإن القضاء على هذه الظاهرة صعب لأن المواد تُباع ضمن بسطات متنقلة، مما يجعل ضبطها أمراً معقداً.
كشفت إحصائيات سابقة صادرة عن الحكومة انخفاضاً حاداً في صادرات المنظفات بنسبة وصلت إلى 95% مقارنة بالصادرات قبل العام 2011.
وقال أمين سر القطاع الكيميائي ورئيس لجنة المنظفات والصابون في غرفة صناعة دمشق وريفها، محمود المفتي، اليوم الأربعاء، إن صادرات المنظفات بلغت العام الماضي 10,580 طناً، مقابل ما بين 200 و 250 ألف طن سنوياً قبل العام 2011.
وعزا المفتي الأسباب إلى صعوبة استيراد المواد الأولية في ظل الوضع الحالي، وزيادة كلف الإنتاج بنحو 5% من الكلفة العامة للمنتج النهائي، نتيجة شح موارد القطع الأجنبي وارتفاع أسعار حوامل الطاقة مثل الفيول والمازوت والكهرباء عن الأسعار العالمية بنسبة 5%.
وتشهد مناطق سيطرة الحكومة السورية ارتفاعاً غير مسبوق في الأسعار يطول كل شيء دون استثناء، ما دفع السوريين للاستغناء عن كثير من الأصناف أو البحث عن أخرى بديلة رغم رداءتها أو مخاطرها، كما يحصل في أمر المنظفات.