لكل السوريين

بعد زيارة بلينكن للمنطقة.. تضاءلت فرص وقف إطلاق النار في غزة

يبدو أن زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى المنطقة لم تنجح في تقريب احتمال التوصل إلى اتفاق بين حركة حماس وإسرائيل لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة.

ولا توجد مؤشرات على أن الجهود التي تقودها الولايات المتحدة تقترب من التوصل إلى مثل هذا الاتفاق.

ويبدو أن زيارة بلينكن لم تكن معدة بشكل جيد، حيث كان من المهم بالنسبة للأميركيين أن يتم الاتفاق، أو إي إنجاز آخر، بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الحزب الديمقراطي.

ولكن إصرار نتنياهو على الاحتفاظ بالسيطرة على ممر فيلادلفيا الحدودي مع مصر، والبقاء وسط غزة لتفتيش الفلسطينيين لدى عودتهم إلى شمالي القطاع، أحبط جهود أنتوني بلينكن.

وحاول البيت الأبيض الضغط على نتنياهو دون جدوى، لأن الأميركيين كانوا في عجلة من أمرهم بسبب انشغالهم بالانتخابات الرئاسية المقبلة.

وقالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن وقف إطلاق النار بات بعيد المنال مع مغادرة بلينكن الشرق الأوسط، حيث ترك المنطقة مع بقاء فجوات واسعة بين حركة حماس وإسرائيل”.

وأشارت إلى “أن محاولة الرئيس الأميركي جو بايدن استخدام مبيعات الأسلحة للضغط على إسرائيل من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة باءت بالفشل”.

تناقضات متعمدة

قال نتنياهو إن اجتماعه مع بلينكن كان إيجابياً، وأشار إلى أنه أكد لوزير الخارجية الأميركي التزامه بالمقترح “الذي يأخذ في الاعتبار الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية”.

في حين ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن نتنياهو أبلغ بلينكن أن إسرائيل “لن تتوقف حتى القضاء على حماس”.

ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية مطلعة قولها إن بلينكن “ارتكب خطأ خطيراً للغاية عندما أعلن عن قبول نتنياهو بالمقترح الأميركي ونقل الكرة إلى ملعب حماس”.

وقال المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هاريل “إن واشنطن ربما تعمدت إشاعة تفاؤل كاذب باحتمال تحقيق تقدم في مفاوضات صفقة التبادل لإقناع إيران بتأجيل انتقامها من إسرائيل”.

وفي مقال نشره في صحيفة هآرتس، كتب هاريل “من الصعب معرفة مدى اقتناع واشنطن باحتمال تحقيق تقدم في الأسابيع الأخيرة، لكن نهاية زيارة وزير خارجيتها أنتوني بلينكن إلى إسرائيل أذنت بمرحلة جديدة تراجعت فيها فرص إبرام صفقة”.

وبعد ساعات من مغادرة بلينكن نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله “إن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من محوري فيلادلفيا ونتساريم بأي شكل من الأشكال”.

كما قال لممثلي عائلات أسرى إسرائيليين محتجزين في غزة “إن إسرائيل لن تنسحب من المحورين لأنهما يشكلان أهمية استراتيجية عسكرية وسياسية على حد سواء”، حسب وسائل الإعلام الإسرائيلية.

واشنطن تتهم وحماس ترفض

ذكر الرئيس الأميركي أن حركة حماس تراجعت عن خطة الهدنة المطروحة مع إسرائيل، والرامية للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في غزة، ووقف القتال المستمر منذ أكثر من عشرة أشهر في القطاع.

وقال بلينكن إن “نتنياهو وافق على المقترح الذي قدمته واشنطن خلال جولة مفاوضات الدوحة بشأن صفقة تبادل محتملة للأسرى مع المقاومة”، وأشار إلى أن حركة حماس انتقدت المقترح ولم توافق عليه.

وكررت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي فحوى تصريحات بلينكن حول قبول نتنياهو بالمقترح الأميركي ورفض حماس له.

وقالت إن إسرائيل “قبلت اقتراح سد الفجوات، والآن يتعين على حماس أن تفعل الشيء نفسه”.

وبالمقابل، استنكرت حركة حماس تصريحات الرئيس الأميركي ووزير خارجيته بشأن تراجع الحركة عن الاتفاق، ووصفتها بالمضللة.

وقالت في بيان “إن ما عرض عليها مؤخراً يشكل انقلاباً على ما توصلت إليه الأطراف في الثاني من شهر تموز الماضي، بناء على مقترح بايدن نفسه”.

وأضافت في بيان آخر، أن “تصريحات بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن ادعاءات مضللة ولا تعكس حقيقة موقفنا الحريص على الوصول إلى وقف العدوان على غزة”.

وأشارت إلى أن هذه التصريحات تأتي في إطار “الانحياز الأميركي للاحتلال الإسرائيلي والشراكة في العدوان وحرب الإبادة الجماعية بحق أهالي غزة”.