حاوره/مجد محمد
يعد مرض السكري أحد الاضطرابات الأيضية الاستقلابية المزمنة، ويتمثل بحدوث ارتفاع في مستويات سكر الجلوكوز في الدم بما يتجاوز المدى الطبيعي لها، وهو مرض أيضي وتحدث الإصابة به بسبب تناقص إفراز هرمون الأنسولين، أو تراجع قدرة الجسم على استخدامه بفعالية، مما يؤدي إلى تراكم الجلوكوز أو السكر في الدم، وهرمون الإنسولين هو هرمون يساعد على تنظيم مستوى السكر في الدم، وهو يساعد على إدخال جزيئات الجلوكوز إلى داخل الخلايا ليتم تخزينها أو استخدامها لإنتاج الطاقة.
ويختلف السبب الرئيسي للإصابة بداء السكري باختلاف نوعه، لكن بصرف النظر عن نوع داء السكري لدى الإنسان، فإنه يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستوى السكر في الدم، وبالتالي قد تؤدي الزيادة المفرطة في مستوى السكر بالدم إلى حدوث مشكلات صحية خطيرة.
وللحديث في هذا الصدد، وعن هذا الموضوع عقدت صحيفتنا حواراً مطولاً مع الطبيب خليل الحمودة، ودار الحوار التالي:
*دكتور خليل مرحباً بك، بداية هلّا تعرفنا بأنواع داء السكري؟
أهلاً وسهلاً بك، لداء السكري ثلاثة أنواع وهي السكري النوع الأول ويسمى أيضاً بسكري الطفولة وهو مرض مناعي ذاتي، أي تقوم مناعة الجسم بمهاجمة خلايا البنكرياس وتدميرها مما يؤدي إلى نقص حاد في إفراز الإنسولين، ويصاب مريض السكري النوع الأول بالمرض في مرحلة الطفولة عادة، ويحتاج للإنسولين يومياً، ويشكل مرضى النوع الأول للسكري ١٠٪ من مرضى السكري، اما النوع الثاني فهو السكري النوع الثاني، وهو النوع الأكثر شيوعاً، ويرتبط عادة بالسمنة، يحدث مرض السكري النوع الثاني بسبب مقاومة الجسم لهرمون الإنسولين، واضطراب استجابة الخلايا
للهرمون بحيث يتراكم الجلوكوز في الدم، والنوع الثالث فهو سكر الحمل، وهي حالة ارتفاع مستويات سكر الدم أثناء الحمل فقط لدى المرأة الحامل، إذ تقوم المشيمة بإفراز هرمونات تثبط عمل الإنسولين، تتعافى مريضة سكر الحمل بعد الولادة تلقائياً.
*ما هي أسباب الإصابة بداء السكري؟
تختلف أسباب الإصابة بمرض السكري حسب نوعه، فسبب الإصابة بالسكري النوع الأول الرئيسي غير معروف تماماً، لكن توجد بعض العوامل المرتبطة بالإصابة به، مثل مهاجمة خلايا مناعة الجسم لخلايا البنكرياس المنتجة للإنسولين وتدميرها، والعوامل الجينية، وتحفيز جهاز المناعة من قبل فيروس معين، والذي يقوم بمهاجمة خلايا البنكرياس، أما سبب الإصابة بالسكري النوع الثاني فأنه يكون السكري النوع الثاني مرتبطاً عادة بالجينات والعوامل البيئية معاً كأسلوب حياة المريض، وتكون بعض الفئات أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري النوع الثاني من غيرها، ومن العوامل التي تزيد خطر الإصابة به، زيادة الوزن، والتقدم بالعمر (عمر المريض أكثر من 45 سنة)، ووجود إصابة بمرض السكري في العائلة، والخمول وقلة الحركة، والإصابة بسكري الحمل مسبقاً، والإصابة بارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع الكوليسترول، أو ارتفاع الدهون الثلاثية، وبعض الأعراق تكون أكثر عرضة للإصابة بالنوع الثاني للسكري من غيرها، مثل الأفارقة والأمريكيين، وأما أسباب سكري الحمل فهي، التغيرات الهرمونية أثناء الحمل، وإفراز المشيمة لهرمونات تقلل حساسية الخلايا للإنسولين، وزيادة الوزن، والإصابة بسكر الحمل في حمل مسبق، وزيادة العمر عن ٣٠ سنة، ووجود إصابة بالسكري النوع الثاني في العائلة، والإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، وولادة طفل وزنه أكثر من ٤ كيلوغرام في حمل سابق.
*ما هي أعراض الإصابة بمرض السكري؟
تكون هذه الأعراض مشتركة بين أنواع السكري كلها، أي أنها تظهر على جميع مرضى السكري بشكل واضح، مثل الجوع والتعب، والعطش وكثرة التبول، وجفاف الفم وحكة الجلد، وعدم وضوح الرؤية، ومشاكل في الانتصاب لدى الرجال، وهناك أعراض خاصة لمرضى السكري من النوع الأول وهي فقدان غير متعمد للوزن والغثيان والتقيؤ، والأعراض الخاصة بالسكر من النوع الثاني تشمل الالتهابات الفطرية وبطيء شفاء الجروح والشعور بالخدران في اليدين والقدمين.
*كيف يتم تشخيص مرض السكري؟
يجب أن يقوم كل شخص معرض للإصابة بمرض السكري بفحوصات دورية للكشف عن المرض في وقت مبكر في حال الإصابة به، كما يجب على النساء الحوامل متابعة مستوى السكر خلال الثلث الثاني والثالث من الحمل، ويتم تشخيص مرض السكري بناء على فحوصات الدم وتشمل، تحليل السكر الصيامي وبه يتم فحص مستوى السكر في الدم بعد الصيام لمدة ٨ ساعات، وتحليل السكر التراكمي ويكشف هذا الفحص عن مستوى السكر في الدم خلال الثلاثة شهور السابقة للتحليل، وتحليل السكر العشوائي وبه يتم قياس مستوى السكر في الدم في أي وقت من اليوم، ولا يتطلب هذا التحليل الصيام، ولا يستخدم تحليل السكر العشوائي وحده لتشخيص مرض السكري إذ يتطلب التشخيص تحاليل أخرى، ولكنه قد يستخدم للتشخيص السريع، كما في حالة مريض السكر النوع الأول الذي يحتاج للعلاج بالإنسولين بشكل طارئ.
*ما هو علاج مرض السكري؟
الهدف من علاج السكري هو إعادة مستوى السكر في الدم إلى الوضع الطبيعي، والوقاية من المضاعفات التي يسببها المرض، كما يجب على المريض مراقبة مستوى الكوليسترول للوقاية من الإصابة بالجلطات القلبية والدماغية، وللتحكم الأمثل بمرض السكري، يجب على المريض الحفاظ على مستوى السكر التراكمي ليكون أقل من ٧٪، ومستوى ضغط الدم أقل من ١٤٠/٩٠، وتختلف طرق علاج السكري، فمنها الأدوية الفموية ومنها الإبر، فالسكري النوع الاول دائما ما يكون علاجه جرعات أنسولين عدة مرات في اليوم، أما النوع الثاني قد يعالج بالحمية الغذائية وممارسة الرياضة لتنظيم مستوى السكر في الدم، وإن لم يستجب يتم الانتقال إلى الدواء.
*ما هي طرق الوقاية من مرض السكري؟
إتباع نظام غذائي صحي غني بالخضراوات والفاكهة وقليل السعرات الحرارية، والالتزام بممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم للحفاظ على مستوى السكر الطبيعي في الجسم، والحفاظ على الوزن المثالي، أو محاولة تخفيف الوزن للوصول إلى الوزن المثالي.
*ما هي مضاعفات مرض السكري؟
على الرغم من كون السكري مرضاً يمكن التحكم به، إلا أنه مرض خطير وله مضاعفات خطيرة، تؤثر بعضها على الحياة اليومية للمريض والبعض الآخر قد يؤدي إلى الوفاة، ومن المضاعفات التي يسببها مرض السكري، أمراض في اللثة والأسنان، ومشاكل في الرؤية وفقدان البصر، ومشاكل في القدمين مثل الخدران، الذي يسبب عدم الشعور بالألم عند الإصابة بجرح والذي يؤدي إلى ظهور القروح، وأمراض القلب، وتلف الأعصاب، أو اعتلال الأعصاب السكري، والجلطات الدماغية، واعتلال الكلى السكري، وفقدان السمع، ومشاكل في الجلد، مثل الإصابة بالتهابات فطرية وبكتيرية بشكل متكرر، والاكتئاب والخرف.
*ختاماً، نود منك بعض النصائح للتعايش مع مرض السكري؟
قد تكون الإصابة بمرض مزمن كمرض السكري أمراً مثيراً للقلق، وقد يصاب المريض بالتوتر نتيجة لذلك، فيجب على المريض معرفة الطرق التي تمكنه من التحكم بالمرض لتحسين جودة الحياة، فيجب على المريض معرفة كل شيء يخص مرض السكري والنوع المصاب به، ويمكن للمريض التحدث مع طبيبه للحصول على المعلومات التي يحتاجها، وكذلك انصح مريض السكري دائماً باتباع حمية غذائية، وممارسة التمارين الرياضية يومياً للحفاظ على مستوى السكر في الدم، وتجنب تناول الدهون المشبعة والدهون المتحولة، والكربوهيدرات المكررة، والإكثار من تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، وتناول حصص أصغر من الطعام، ومحاولة فقدان ٧٪ من الوزن في حالة السمنة، واجراء الفحوصات الدورية، وأيضا تجنب التوتر، والعناية اليومية فيجب على المريض البحث يومياً عن الجروح أو القروح أو الالتهابات في يديه وقدميه، ومراقبة مستوى السكر في الدم بانتظام، والاهتمام بالنظام الغذائي.